شبكة ذي قار
عـاجـل










(رايعاً) إن بعض الاحزاب الثورية التأريخية التي خاضت تجربة الحكم, بقت مع إمتدادتها وتفرعاتها أسيرة لميراثها التأريخي سواء الايديولوجي و السياسي و حتى التنظيمي ومختصرة لدورها في التأثير و عدم التاثر بالواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه ومحاولة من التركيز على دور القيادات التي تكون لها قوة سلطوية في الحكم وإن هذه الظواهر قد أستمرت بشكل أو أخر بعد مرحلة تجربة الحكم أي قد تكون تجربة الحكم قد كرست أخلاق أو سلوكيات تؤمن بنوع من العلاقات البيروقراطية,و إن عدم دفع أو تحقيق أي نوع من التوازن بين القيادات بشكل عام لاعادة الاجواء الصحية في العلاقات الحزبية قد يخل بأهم مفصل تنظيمي في البنيان الحزبي.فكأنما السلطة تعطي قوة في التأثير في الحياة الحزبية وتجعل من القيادات في مركز الحكم متقدمة على القيادات التي لا تملك وجوداً بالسلطة أو الحكم,وهذا الأمر الخطير لم يقف على مستوى القيادات الحزبية بل تمدد الى الفروع والمنظمات الحزبية الاخرى وبالنتيجة أُضيف لمعاير التقويم الحزبي وحتى بدون تشريع أو إتفاق لاي نشاط الحزبي في مؤسسات خارج المؤسسة الحزبية وهذا بالضرورة خلق تباين في الادوار الحزبية والاخطر من هذا و ذاك بدئت عمليات التقويم ترتبك الى درجة لم تعد الدرجة الحزبية تصبح المعيار الوحيد للتعامل الحزبي بل أن المركز الوظيفي تحول الى قوة مؤثرة على الواقع الحزبي,وهذا الأمر يمكن أن يحصل لكل المناضلين في الاحزاب الثورية قد تحسسوه وعاشوا معه سواء ألاحزاب الاشتراكية والتي تدين بالماركسية أو الاحزاب القومية الاشتراكية والتي كانت في وقت ما في السلطة.وأيظاً نُقلت هذه السلوكيات المكتسبة والغريبة عن الحزب الثوري الى باقي فروعه سواء في دولٍ أُخرى أو في منظومات مرتبطة به بأواصر مصيرية,أي تحول الأمر وبشكل تلقائي الى قاعدة فقهية حزبية بإعتبار منظمة الحزب في الدولة أو القطر الحاكم يتقدم في المعاير والتقويم النظالي على باقي المنظمات الحزبية التي تمارس نظالاً سرياً في بلدانها أو اقطارها وهذه هي البيروقراطية القاتلة التي تنخر في العلاقات الحزبية بين المنظمات وبالتالي إنسحبت هذه النظرة التقويمية بين الحزبين في داخل المنظمة الواحدة وبتعبير أخر يُضاف تقويم إيجابي لمن يمارس دوراً في الحكم أو السلطة عن رفاقهم الاخرين,وبالتاكيد هذا ساهم في الكثير من السلبيات ومنها ماهو نفسي ومنه ما نضالي والاخطر هو إنعكاس إتجاهات أو نسغ التغذية الفكرية والاخلاقية والعلاقات والذي كان المفترض أن يكون بإتجاه يبدأ من الحياة الداخلية للحزب وبإتجاه الدولة و مؤسساتها فإن الأمر إنعكس مما أضعف دور العقيدة المناضلة في الدولة والمجتمع معاً . إن أي أية محاولة لخلق معاير جديدة للتقويم الحزبي (كالعشائرية أو العائلية أو لاية صلة أُخرى غير ألادوار النضالية و المرتبطة بالوفاء للعقيدة, يجب أن يواجه بالبتر بنصل العقيدة و يقطع, وقد أثارني هذا الموضوع لانه قد تبرز محاولات لا أستطيع أن أُقدر حجمها ولا قوة تأثيرها للتعويض على فقدان سلطة الحكم في التاثير على الخيارات الحزبية المتعلقة بنهج الحزب الجديد بعد تجربة الحكم أو بإبتكارهم لدرجات سلمية لتسلق القيادات الحزبية ولكن أُكد وجود هذه الظاهرة بوجود عناصر تكوينها وخاصة في كتابات البعض التي تتسم بالتطرف في المواقف والتحليلات وهي تعكس جزء من ظاهرة أمراض الاحزاب الثورية وبالخصوص ظاهرة المزايدات على المواقف وعلى القيادات,أمر مهم و خطير هذا, يجب أن تكون للثوار قوة شم وحساسية في النظر وقنص مثل هذه الكتابات وقراءة ما بين سطورها,لان مثل هذه الكتابات أو الاقلام قد تُضَيع ثورية الحزب بإنفعالات وعواطف تطوف في بحور السياسات و المواقف..


(خامساً) إن ضعف العلاقة بين الحزب و جماهيره للاسباب التي تحدثنا عليها يؤدي الى إنحسار نشاط الحزب الثوري وهذا يعني قطع صلة التبادلية بين الحزب وواقعه وبالمقابل تُضَعْف قدرته في الاستجابة لعناصر التغير سواء الاجتماعية والاقتصادية والتي قد تطرأ على بيئته ويبقى أسيراً غير مخيراً لبنيته الداخلية وإفرازات مناخ الدولة إذا كان على صلة بهاوفي نفس الوقت يحافظ على لغة الخطاب الثوري سواء في الجانب الايديلوجي أو السياسي وهو في حقيقة الأمر لا يحمل من الثورية عند ذاك شئ ما بسبب إبتعاده عن النسغ الذي تتغذى منه حركته بمجملها وبالاخص توجهاته الثورية. ويصبح بشكل منكفئ على واقعه الذاتي الايديولوجي والتنظيمي فقط وهذا بدوره يؤدي به الى أن يفقده قاعدته الحقيقية ويتحول من الحالة المستقرة الى حالة من القلق في حركة المجتمع الذي يعيش في وسطه,وبالتأكيد هذا يعني تضيق في القاعدة الجماهيرية وسيادة أنماط من العمل التنظيمي التسلطي إذا صح التعبير والبيروقراطي أيضا سوف يعكس الواقع الفكري والسياسي الذي يعيشه الحزب الثوري ويعكس امام أعدائه وقبل أصدقائه القضايا وحجم المساحات التي تُشغل إهتمامه والتي ستكون بعيدة عن إهتمامات الجماهير وتطلعاتها وتتكشف بشكل واضح موقف و قوة الحزب وتعطي للاعداء فرصة ذهبية لتحديد نقاط قوة الحزب الثوري و ضعفه.وأهم ما سوف يشغل بال الاعداء هو قوة الصلة بين الحزب و الجماهيروبهذا يمكن أن يحدد الاعداء فيما إذا كان الحزب في أزمة أم لا لتصمم نوع وشكل الضربة التي سوف تخرجه من الساحة التي يعمل فيها.

 

فعنما يرفع الحزب شعار الاشتراكية أو العدالة الاجتماعية والشعب يعيش في فقر بالتأكيد سوف يفقد الحزب الثوري مصداقيته أمام الشعب وجماهيره,لان أي تبرير أو سببية لا يمكن أن تنجح في إقناع الجماهير بحالة الفقر التي يعيشها, وهذا الأمر يكون خطيراً جداً لأنه يتعلق بمصداقية الحزب أمام الشعب,وقد يبدأ خط وهمي يظهر في صورة العلاقة بين الحزب و الجماهير يقسم بين خندقين إذا صح التعبير الاول خندق يحوي الحزب و دولته والخندق الأخر يحوي الأكثرية من الجماهير,وبمعنى أكثر جرءة أن يتحول الحزب الحاكم الى أن يكون الطبقة الحاكمة، وتسخر القوة المسلحة الى حماية وخدمة الطبقة الحاكمة وصيانة السلطة المطلقة للحزب ، وتحول جماهير الحزب الى مصدر تمويل للدولة – الحزب – الطبقة الحاكمة ويتحول المجتمع الى طبقات لايوجد بينها تكافؤ في طبيعة الرفاهية والمساهمة الفعلية لبناء الحياة, وهذا ما يشجع الاعداء على الضغط بإتجاه تعميق هذه الخطوط الفاصلة لكي تتمكن من عزل الحزب أولاً و من ثم مهاجمته و كسب جولة منه في صراعها المستمر والدائم معه. 
 

 





السبت١٢ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة