شبكة ذي قار
عـاجـل










(ثالثاً) إن لجوء بعض القيادات التقليدية من الإبقاء على هذه الأوضاع التي آلت إليها أحزابها،بهدف تعويق التجديد الذي قد لاتستطيع أن تستوعبه وبالنتيجة يؤدي الى لفظها أو تركينها بعيداً عن حركة الحزب الثورية وحتى تنفي عن نفسها صفة الجمود والتكلس والدعوى بأنها تستجيب إلى رغبة التغيير والتجديد لجأت إلى تزويق أسمائها ومنحها صفات لا تتناسب مع مواقها القيادية في الحركات أو الاحزاب الثورية وهذا الامر سيؤدي بضابية مؤذية بالاحزاب الثورية وخاصة التي لها علاقة بالحكم,فهي من جانب تظهر بمظاهر الاستجابة ولكنها في حقيقتها تقف وبمجل إجراءات لوقف أي حالة تغير وقد تنحي الى تحقيق إنجازات فعالة في مظهريتها ولكنها أنية في تأثيرها ,وقد يحقق نظام الحزب الثوري إنتصارات كثيرةولكن في نفس الوقت يكون الحزب في تراجع جماهيري وسياسي و تنظيمي,وعدم تدارك هذا التراجع قد يؤدي الى الانقسامات والانشقاقات التي تكون إحدى الوسائل البغيظة لمعالجة مجمل هذه التراجعات ويكون من يحدد هذا النوع من الخيارات لايحترم عقيدة الحزب لانه لم يفهم جوهرها وكنه أهدافه لانه هذه النوعيات من القيادات قد إستغلت ظرف ما كان يعيشه الحزب لتصعد في قطار مسيرته.

 

والاخطر من كل ذلك إذا حاولت هذه الانواع من القيادات الى ملامسة بعض النظريات التنظيمية في الحزب وهي تجهل الكثير عنها فمثلاً وإذا ما لجئت القيادة الحزبية الى تحريف النظرية المركزية الديمقراطية بنحو يحرم اية ملاحظة نقدية لمسيرة الحزب أو قيادته فإن الأمر في الواقع التنظيمي قد يتحول الى شبه غلاية قد لاتنفجر بحكم الغيرةالعقائدية للثوار في حالة كون الحزب يعيش تحديات خطيرة ولكن هذا الرفض لهذه الظواهرقد يُعَبَيرعنه في اي إنعطافة تأريخية حادة يمر بها الحزب كتعرضه لضربة من أعداء داخليين أو خارجيين شرسين(كقوة أمنية للنظام أوقوة إحتلال ) و خسارته للحكم او مشاركته بالحكم ,وإن هذا الأمر قد يظهر في ضعف المقاومة النسبية التي يبديها الثوار للتغير الذي يحصل في موقع الحزب.وقد يتعرض الحزب بسبب هذا الظرف المؤذي الى إنقسامات فكرية وتنظيمية أو خسارته للكثير من كوادره الثقافية المناضلة التي لم تتح لها الفرصة في المشاركة الفعلية في تصميم أفكاره على ضوء المعطيات الجديدة للواقع والتي أوقعته في مصيدة الجمود العقائدي وفي نفس الوقت يفقد الحزب من جماهيريته بسبب الحملات المضادة والمشككة بنظريته بإستخدام الثغرات سواء في نظريته او في عمله التنظيمي.وبالتاكيد إن هذا الواقع الجديد يفرض على الحزب أن يواجه هذا التطور الجديد الطارئ بمبدئية ومرونة ثورية حقيقة على مستوى الفكر والتنظيم وخاصة فيما يتعلق بحجم التنظيم المبني على الكسب البسيط,ويُحكم تطور النظرية من خلال الاضافات الجديدة على ضوء المبأدئ الاساسية للحزب,وبإكثر دقة عندما يعتمد الحزب في نظريته الفكرية تحقيق أهدافه ويربطها بالجماهير الكادحة فإن هذا المبدأ لا يجب أن يتغير بضوء المستجدات وأن تبقى الجماهير الكادحة هي القاعدة الجماهيرية الاساسية للحزب ولكن يمكن أن تضاف للقاعدة الجماهيرية من طبقات أُخرى تخدم حركة الحزب وتساعد في صياغة ستراتيجياته ولكن لا أن تكون البديلة عن القواعد الحقيقية لجماهيرية الحزب وذات المصلحة الحقيقية والاساسيةأي بمعنى أدق واقع يحافظ الحزب دائماً على الوزن الاكثر للقوى الاجتماعية التي يدعي تمثيلها،,ومثلا أخر يمكن أن يدعم هذا التصور.فالحزب العلماني ( لا تعني هنا العلمانية عدم الايمان بالخالق وبإنبيائه وعدم أن نستمد من الشرائع السماوية المبادئ والقيم الاخلاقية) اي نحن مع الايمان ولسنا حيادين بين الايمان برب السموات والأرض وبين الالحاد,

 

أقول لا يمكن للحزب العلماني وحسب تفسيرنا للعلمانية أن يدخل أعضائه في مدرسة لتدينهم وحملهم أو ان يلزمهم بممارسة لطقوس دينية محددة وقد تتعرض هذه الاتجاهات والالتواءات في تفسير العلاقة بين الله والانسان الحزبي الى تغيراً في الفهم العقائدي للنظريات وأيضا في الحياة الداخلية للحزب وخاصة في التزمات تجاه السماء والالتزمات تجاه المنتمين والجماهير وبالنتيجة تحصل حالة من الارباك والتشويش في هوية الحزب وستراتيجيته ومصير اهدافه و أيظاً يمكن أن يصح نفس الحال تجاه الاحزاب التي تدعي بإقامةدكتاتورية الطبقة العاملة مثلاً.ويلاحظ أن أكثر قياداتها تمارس الحياة البرجوازية وبكل ما تتظمنه هذه الحياة من خصوصيات وعموميات وتنقلٍ السلوك البرجوازي داخل الحزب البروليتاري ,وبنفس الصورة قد تظهر الاحزاب القومية التقدمية والتي ترفع شعارات التحرر من الاضطهاد القومي وهي بنفس الوقت تسلك سلوكاً قريباً من الشوفينية وترفع شعارات الانفصال عن واقعها الوطني والاقليمي وتعتبره هو طريق الحرية القومية بل إن بعضها تسيطر عليه السلوكيات العائليةو العشائرية وفي نفس الوقت يعلن عن هويته التقدمية,

 

فأي تناقض بين الفكر والخطاب العقائدي وبين التركيبية التنظمية والسلوك العقائدي والاجنماعي والسياسي.إنها جزء من تناقضات العصر التي ولدتها تدني الاخلاقية في الحياة السياسية والحزبية لعالمنا المعاصر. 
 

 

 





الجمعة١١ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة