شبكة ذي قار
عـاجـل










بغدادنا الجميلة التي تدنسها اقدام المحتلين الامريكان والصفويين وعملائهم الصغار تبرز فيها الخرائب السود والاقذار المتكدسة التي ترمى من البيوت وفوقها تلقى الجثث المغدورة المجهولة الهوية!!. وهناك ينتهك العقل والجسد والروح والضمير والانسانية.

 

وبتمديد الولاية للمالكي واتباعه اصبح العراق قارة للامراض والاوبئة والفساد الاداري والمالي والاخلاقي. بلاد مابين النهرين كانت ذات غالبية مسيحية قبل الفتح الاسلامي المبين وموئل لاقدم الكنائس والاديرة والمذاهب المسيحية. فشكل الوجود المسيحي في العراق جزءأ مهمآ للتركيبة الاجتماعية والتاريخية والانسانية للمجتمع العراقي. ففي عهد الانحطاط العثماني كان هناك  ( نظام الملل ) ,يكفل لاصحاب الديانات الابراهيمية ( عليها السلام )  بنظام التمثيل السياسي المعقول.وبظل احترام اجتماعي ومشاركة مقبولة. اما النظام الملكي ,فافرد في مؤسساته الدستورية تمثيل (  النصارى والموسويين )  لضمان حقوقهم الدينية والسياسية في مؤسسات الدولة والنيابية.والدين مهما اختلف معهم لم يكن حائلا دون انتمائهم العروبي والقومي والوطني الذي يسبق معتقدهم الروحي.ولا ننسى ان كبار قادة الحركة القومية العربية في منطقتنا عند منتصف القرن العشرين وهم الرفيق المرحوم الاستاذ احمد ميشيل عفلق القائد المؤسس لحزب البعث العربي الاشتراكي, والاستاذ جورج حبش والاستاذ نايف حواتمه وغيرهم ممن قادوا العمل القومي الوطني ومناديين بالقومية والوحدة العربية.

 

لقد كانت اوضاع اخواننا المسيحيين بظل ثورة 17-30-1968 المجيدة التي قادها حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة فارس الامة وشهيدها المرحوم صدام حسين معروفة بانجازاتها السياسية والدينية والاجتماعية والتربوية لهم ,مشيدة لهم الكنائس والاديرة والمقابر على اختلاف تقسيماتهم الدينية  ( كالاقباط واللاتين والارمن والارثدوكس وغيرها لكل منهم في كل محافظات العراق ) ويحتفلون باعيادهم الدينية ويمارسون صلواتهم وطقوسهم بكل حرية وسلام.وكما قالت احدى السيدات العراقيات المسيحيات التي ظهرت على احدى شاشات الفضائيات العراقية قائلة (  انها كانت تحمى بعهد صدام حسين ولم نتعرض للمعاناة كما نتعرض للذبح هذه الايام ) !!.ولانهم كانوا يلوذون بدولة فارس الامة صدام حسين ,فاعتبروا من اجنحته والمتعاونين معه. وعمل المحتليين للعراق في 9-4- 2003 لفتح الباب على مصراعيه لاشعال نيران الطائفية واحداث شقاق واسع بين طوائفه .

 

فكانت قيادات حزب البعث وضباط الجيش العراقي السابق ( الابطال ) ورجالات الاجهزة الامنية الخاصة واهل السنة العرب والمقاومين والرافضين لهذا الاحتلال هم الضحية الاولى التي تقدمت انهار الدم والشهادة قرباننآ.ثم بدأت الصفحة الثانية للحرب على المسيحيين ,بتفجير دور عباداتهم ومناطق تجمعاتهم خصوصا في شمال العراق مما ادى لهجرتهم خارج العراق او الصمت داخل بيوتهم او الهجرة للمقابر كضحايا العنف الطائفي او الذبح و التعرض للاغتصاب وسرقة الاموال والبيوت والطرد من مؤسسات الدولة العراقية.فتحول هذا المشهد لمزايدات رخيصة لقصد الكسب السياسي.فالدول الغربية تعمل على توطينهم كلاجئين على اساس انهم ( مضطهدين ديني ) !!. ولكنها ترفض منح عوائلهم الباقية في بغداد والمحافظات منذ سنوات سمات الدخول لزيارتهم في بلدان المهجر!!.فهناك نيات مبيتة لاذلالهم واستعبادهم عبر استقطابهم كلاجئين وجعلهم  ( عبيد )  يعملون في وظائف مهينة يرفض مواطنييهم الالتحاق بها!!.المحتلين ايدوا فئة ضد فئة اخرى لانهم يبحثون عمن يساندهم في ولادة ما يسمى النظام العراقي الجديد !!. فالمسيحيون لاينافسون طائفة عمار الحكيم ولا مليشياته ولا مليشيات مقتدى التي قتلت وهجرت وسرقت واغتصبت المئات منهم,ولا اتباع طارق الهاشمي او حزب المالكي او بيشمركة الطالباني والبارزاني.فهم يعملون افراغ العراق من اقلياته الدينية التآريخية وزوال عروبته التي هي عزالعراق والعرب فلولا هذه الاقليات لكانت الهوية الاسلامية مكتفية وكافية بذاتها ولا حاجة معها لاي هوية اخرى.

 

ولا عزاء لمن لايملك مليشيات في العراق الجديد الديموقراطي الفيدرالي!!!. لقد اعلن الاتراك مرارا انهم معنيون باحوال وأمن وتطلعات ومستقبل تركمان العراق!!. وعمل النظام الايراني عبر مليشياته الدينية والطائفية والمنظمات الموالية له,ان يكون صمام الامان ورعاية اماني ومستقبل ( شيعة اهل البيت الموالين للنظام الصفوي باعتبارهم انهم اضطهدوا وظلموا وهمشوا في زمن النظام السابق عبر قيادات المالكي وعمار الحكيم ومقتدى والجلبي وهيئة المساءلة والعدالة ) !!. اما الحكام الاكراد فان الضمانات الامريكية خلفهم وحولهم. هذه الشخصيات دكت العراق دكآ بلميشياتها الطائفية,فاصبح العراق بؤرة للدم الحار!!.ان حماية هذه الاقليات اخر هموم حكومات الاحتلال المتعاقبة لان شخوصها جاءوا من دول وتجارب سياسية فئوية لاعلاقة له ( بمفهوم الدولة الحديثة التي ضم وترعى وتحافظ على كل ابنائه ) !!.فنظام المالكي الصفوي لايطمئن اليه مسلمي العراق!! فكيف تأمن اليه الاقليات !! وذلك .لضعف الدولة وتواطئها وانشغال عملائها بغنائمهم غير مبالين بما يملي عليهم واجبهم سياسيا واخلاقيا وانسانيا وتاريخيا.فالحكام الاكراد ( يضغطون على المسيحيين ) ليطالبوا حكومة المالكي بانشاء محافظة خاصة لهم!! شرق نينوى تحت الحكم الذاتي تابعة لما يسمى اقليم كردستان والعميل الطالباني ايد انشاء ها في سهل نينوى!!.

 

المسيحيين لم  ( يدخلو )  المحتلين لشوارع بغداد الابية وموقفهم سيكتب من ذهب على حبهم لوطنهم وقيادتهم الوطنية والشرعية المناضلة. لكن سماسرة المد الصفويي يهدفون الهيمنة على العراق وتغيير تركيبته السكانية للمدن والقرى والارياف!! والطمع بعقارات المسيحيين والتخلص من منافساتهم التجارية.والمدافعون عن ما يسمى المشروع الديموقراطي الامريكي في العراق. اصبحوا يتحدثون في اخر مناسباتهم عن  ( حفظ الامن في العراق  ) !!.لقد كشفت احداث كنيسة سيدة النجاة حجم الكارثة التي راح ضحيتها عشرات المتعبدين المؤمنين المصلين المسيحين من قبل الارهابيين وحكومة المالكي اللذين حولوا المجتمع المسيحي افرادا وجماعات واحياءا سكنية ومؤسسات وكنائس واديرة حقل رماية مفتوح لتصفيتهم !! وايغالا بالحقد والكراهية والظلم تجاه اسرى القيادة الوطنية الشرعية للحزب والدولة في سجون الاحتلال والنظام الحالي فانهم يمضون بالرفيق المناضل البطل الكهل الاستاذ طارق عزيز لحبل المشنقة .

 

الامريكان من جهتهم ( تميزو ) حيال الحكم الصادرعليه مدعيين ( انه شأن داخلي لايخصن ) !! مع انهم تدخلوا لبقاء المالكي والطالباني وكل شأن بالعراق!! لانهم يعرفون تماما كيف تؤدي هذه الفعلة اغراضها السامة والدنيئة.ويعرفون عراق طارق عزيز الموحد والمستقر والحضاري والعروبي بظل الرفيق صدام حسين يهابه الاصدقاء قبل الاعداء ورقما صعبا في المعادلات الاقليمية,ويكفيه فخرا ان مقاومته الوطنية والقومية والاسلامية الباسلة اذلت المحتلين وجعلتهم يغادرون العراق تحت جنح الظلام. وهذه دعوة كريمة لكل المنظمات الانسانية والقانونية والمعنية بحقوق الانسان والاسرى العراقية والعربية والدولية والاقليمية لانقاذ واطلاق سراح هذه القيادات ومنهم الاستاذ سعدون شاكر والاستاذ عبد حمود وغيرهم من المناضلين الابطال القابعين في هذه السجون.

 

 





الاربعاء٠٩ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الربيعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة