شبكة ذي قار
عـاجـل










لكل شيء بداية ولكل عنوان مقال وفي عالمنا العربي دأبت مؤسسات الحكم على تشريع الخيانات وإقصاء الثوابت، والبداية من مصر السادات التي شرعت الاعتراف بالكيان الصهيوني وتعاملت معها كدولة ولم يسلم الأمر منذ ذلك الحين وها هي أنظمة الحكم لا تخجل من تعاونها مع الكيان الصهيوني.


تخرج بعض الأنظمة مرتدية عباءة الإسلام و البعض الأخر يرتدي عباءة القومية ومعظمهم لم يخرج من إطار إقليميته الضيقة و وطنيته المشبوه وأخر مثال نظام الحكم في السودان الذي ظن المراقب في سنوات حكمه الأولى انه من القوى الممانعة إلا انه رضخ للشروط الاستعمارية بداية بتسليم المناضلين أو التعاون في ملاحقتهم وانتهى الأمر بخلاف شركاء الحكم فظهرت النزعة الشخصية بافتعال مشكلة إقليم دارفور وتجيش الرأي الدولي بمظلة استعمارية ومساعدة أمريكية فجاءت حركة العدل والمساواة المحسوبة على الترابي فيشعل فتنة الانفصال وقبل هذا الجنوب فرئيس الجمهورية والملاحق بمذكرة دولية يشرع الانفصال من خلال رضوخه للشروط الأمريكية باستفتاء انفصال الجنوب لخلق إسرائيل جديدة في قلب إفريقيا والتي هي قارة عربية بامتياز.

 

هو زمان الردة، والردة الامتياز الذي بموجبه يحفظ الحاكم عرشه.
منذ زمن بعيد سعت إسرائيل بدعم أمريكي لا محدود للسيطرة على إفريقيا والسعي لتجزئتها وضرب مصالح العرب وخاصة أن القارة السمراء تشكل بعداً استراتيجي للأمن القومي وتنبه القائد جمال عبدالناصر لها فقاد معارك تحرير القارة واسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية .


إقرار الاستفتاء من قبل نظام الحكم السوداني لا يتعدى كونه تذكرة دخوله إلى المحافل الدولية وهو غير مختبئ خلف ظل احدهم خوفا من الملاحقة القضائية الدولية وهو يدرك وان كان لا يدرك وتلك أعظم المصائب انه بتشريع الانفصال لن تكتفي القوى الاستعمارية بذلك بل سيلحقه انفصال جديد وهو إقليم دارفور ضمن صفقات ستتابع بالإعلان .


السودان بمساحته وخصوبته وثرواته يشكل هدفاً استعمارياً فلابد من تجزئته لسهولة السيطرة عليه بالإضافة كون السودان الواحد بمساحته يشكل ثقلاً في سلة التوافق الأفريقي.


تسعى الامبريالية الاستعمارية بقيادة أمريكا وبذراعها إسرائيل مستخدمة كل الأدوات من أنظمة حكم إلى أفراد إلى هيئات وأحزاب وجمعيات لفرض سيطرتها تنفيذاً لمشروعها التوسعي ومحاصرة للأمة العربية لإدامة حالة الخنوع وتقيد حركة التحرر القومي لضمان عدم نهضتها من خلال التلويح بعصا الحكم والترهيب من المشاريع الأخرى متناسين أن المشروع القومي أقوى وذي بعد حقيقي يفرض وجوده ضمن مشروعيته الشعبية وبعده التاريخي .


ومع حجم المشروع الاستعماري ألا أن رافعة التصدي له لازالت مستمرة مع كل خطط تدجينها وإخضاعها وكسرها مستمرة فالمقاومة العراقية بما تشكله من ثقل واضح وكونها الرافعة للمشروع القومي ورمح الأمة تعيق من تحرك المشروع وتبطئ حركته ، وهنا لابد من حراك شعبي لحركة التحرر القومي .


ضمن المخطط الأمريكي الاستعماري الذي صار واضح الملامح لا يخفى على احد سعيه لبناء إسرائيل جديدة بل عدة كيانات في أفريقا لتسهيل مهمة السيطرة عليها واستخدامها في ضرب المعترضين وبالأصل محاصرة مصر الشعبية كونها رافعة النهضة القومية فالنظام المصري لا يختلف عن سواه ألا انه تفوق على الجميع بتأمره على نفسه.


للاستعمار مشروع ونهج وخطة وللأسف أننا كقوى تحرر تعاملنا مع محطات المشروع بنظام ردة الفعل دون وعي في كثير من الأحيان على انه مشروع له خطوطه العامة ومواقفه وخطواته ، فها هو المشروع الأمريكي الصهيوني اليوم يرسم خارطة العالم بتجزيئه وزيادة عدد كياناته الهزيلة والتي تشكل في بعدها العام قواعد عسكرية تحمي المشروع وتحافظ على مكتسبات الاستعمار.


دأب الاستعمار منذ زمن لتخفيف عدد قتلاه في أي مرحلة من مشروعه الاستعماري حتى وصل إلى حقيقية مفادها أن الإنسان الأمريكي والصهيوني تفوق بحقيقة وجوده وليس عرقه كونه خليط من قوميات مختلفة وبناء على إستراتيجيته الجديدة توصل إلى حل مفاده استخدام الشركات الأمنية كبديل للجيش النظام في الاحتلال كما حدث في العراق بالإضافة إلى بناء المليشيات بإطار جيش نظامي تابع لقرار المحتل وهو ما يحدث في العراق أيضاً شركات أمنية ومليشيات تابعة، وتطورت فكرة الاحتلال إلى ابعد من هذا من خلال خلق كيانات سياسية ذات حدود جغرافية محددة مهمتها حماية المصالح الاستعمارية والاستخدام أيضا ضد أي متمرد يحاول أن يثور ضد المشروع.


والمستعمر بدل خططه وبرامجه بما يتناسب مع إمكانياته التي تضمنت رؤيته بعدم تقديم أي خسائر بشريه وأحياناً مادية فبدل عملية التهجير من الضفة الغربية إلى الأردن استبدل خطته بوحدة الضفتين مع ما تجده الخطة من معارضة جماعات في مؤسسات الحكم في الأردن والسلطة والتي تحاول إفشال المخطط لأسبابها الخاصة .


ومع كل هذا يبقى الوضع السوداني الأكثر أهمية من ناحيتين أولهما تشريع الانفصال وثانيهما خلق كيان على الطريقة الصهيونية في قلب إفريقيا العربية .


وقد ثبت في التاريخ أن الأوطان التي تجزأ تذوب وتتلاشى وهذا ما يحدث للسودان اليوم والذي يقبل على مرحلة حاسمة من تاريخية تشتمل على حروب أهلية لا يعرف نهايتها وخاصة أن الادعاء بأن الجنوب أفريقي ذي عرقية واحدة هو كلام منافي للواقع كونه عربي ويشكل العرب فيه النسبة العظمى وقد احتوت الثقافة العربية التي هي نتاج حضارة عظيمة جميع الأعراق في مظلة واحدة .


تشريع الانفصال سيتبعه تشريعات جديدة في الجزائر والمغرب وسيكون مظلة قانونية يتكأ عليها الانفصاليون في لبنان وغيره .
ليس على القوى التحررية فقط التصدي لمشروع الانفصال بل حتى الأنظمة عليها إعادة النظر بحساباتها بتبعيتها لأمريكا لأنها ستخسر عروشها وامتيازاتها.
 


Etehad_jo@yahoo.com
00962795528147

 

 

 





الاثنين٠٧ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله الصباحين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة