شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أن ذاع صيت موقع ويكليكيس وخصوصيته في كشف أسرار لم تستطيع الجهات والأشخاص التي وردت أسمائهم في الوثائق التي نشرها "جوليان اسانغ" ،لم تستطيع نفيها أو حتى التشكيك بصدقيتها ، بل اعتمدت واكتفت بالاستنكار وإعلان الغضب من طريقة النشر هذه ،كان تعامل الموقع المثير للجدل وردات الفعل المتفاوتة ضد ما يقوم به أصحاب ويكليكيس ، قد أرجعتنا "طريقة نشر الأسرار"إلى " الفوضى الدولية " التي عاشها العالم بعد انهيار المعسكر الاشتراكي وسقوط جدار برلين وانفراد قوى الهيمنة العالمية التي قامت على الفور بذبح دول وشعوب "افعانستان والعراق" ،ففي ظل الخصوصيات التي كشفتها الوثائق والتجاهل الدولي لمحتوى تلك الأسرار وحجم الضحايا والدماء التي كشفتها تلك الوثائق والتي تجعل المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان على المحك وتجعل الأمم المتحدة في ورطة حقيقية بسبب تجاهلها لمحتويات الوثائق المثيرة التي كشفها ويكليكيس.


هذا الموقع الخفي أماط اللثام عن جرائم ترتكب بحق أبرياء وشعب ،بطلتها كالعادة قوى الهيمنة العالمية ومجموعة من العملاء محظية بدعم دولة ارتكبت كم هائل من خروقات للقانون الدولي ، الدول بشكل عام ظلت صامتة بل لم تجرءا على المطالبة بالتحقيق من صدقية هذه الوثائق،والمنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان غطت رؤوسها في الرمال من اجل تخفيف من ورطتها جراء ما كشف من جرائم ضد الإنسانية في وثائق ويكليكيس ،الغالبية كالعادة سمحوا للمتحدث الرسمي لهم ،لتعليق بكلام عام لواقعة النشر التي اعتمدها "اسانج"، بهده الروحية من" الفلتان الدولي" تتحرك عصابات الجريمة التي لا تغامر بجرائمها المعلنة والسرية إذا لم يكن الضوء الأخضر الأمريكي قد أضاء طريقها ،مع علمها المسبق أن نظام طهران ساند قوي لتلك الجرائم التي بدأت منذ فضائح "إيران غيت" أما الدول العربية ومعها الدول الأوربية لن يصل الكلام المندد إلى شفاه مسؤوليها ألا بعبارات خجولة باهتة ، أذن هو عالم عاش جريمة غزو واحتلال العراق وتدمير دولة بالكامل ويسعى للحفاظ على كل جريمة ترتكبها قوات الاحتلال أو عملائها ،وبهذا فهو تحالف بين قوى الهيمنة العالمية المحتلة للعراق وبين من ذبح العراقيين من عصابات وأحزاب سياسية ذليلة باعت نفسها للاحتلال مقابل صمت عربي وعالمي مطبق يصل إلى حد الموافقة على الجرائم المرتكبة في العراق الجديد. في ظل هذه الفوضى الدولية والانهيار الكامل لمنظومة القيم السياسية والأخلاقية التي كانت تحكم العالم يطرح التساؤل ما العمل أذن.؟ الم يحن الوقت لحراك فاعل لنجدة إنسان بري ومظلوم .؟ لكن لا يبقى بعد هذا الهوان ، سوى الحلم الجميل الذي تتصدره حكمة المقاومة العراقية القادرة على ضبط الأمور في هذا الفلتان الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية .


dawodjanabi@yahoo.com

 

 





الخميس٢٦ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة