شبكة ذي قار
عـاجـل










إن اي خلاف أو حتى صراع لا يركز على المسئلة الجوهرية وهي أولوية مصالح الحزب لا يمكن أن يحسب وبأي شكل من الاشكال على إنه يصب في مصلحة الجماهير.


إن الاطار التنظيمي للحزب الثوري يجب أن يكون متوافقاً مع عقيدته,وهذا التوافق يكون في نوعية أعضائه وقياداته من جهة ومن جهة أُخرى في قوة تمثيله لاهداف الجماهير العريضة من خلاله التركيبة الاجتماعية والثقافية لاعضائه وقياداته,لانه إن لم يكن هناك إيمان وقناعة بحقوق العضوية الكاملة لاعضائه فكيف يمكنه أن يؤمن بحقوق جماهيره العريضة عندما تلجأ لنقده ومطالبته بالتغير لصالحها.إنها معادلة صعبة ولايمكنها أن تتحق إلا بتقبل الاراء والنقد سواء الذي توجه الجماهير للحزب أو نقد القيادات للقيادات في داخل المحافل الحزبية سواء في المؤتمرات والاجتماعات أو حتى في الندوات.إنه جو صحي للعمل الحزبي و مراة حقيقية لثورية الحزب,ولا يجب أن يتخوف قائد الجماهير( الحزب الثوري) من نقد الجماهير له, ولا يجب أن يتخوف القائد الحزبي ولو كان يشغل المركز الأول في الحزب من نقد أي عضو,و إن هذا الوضع لا يمكن أن يجعل الثوار الحقيقين أن يعيشوا في حالة من التشويش بقدر ما يجعلهم ويشجعهم على إجراء مراجعة فكرية وتنظيمية لأية حالة نقدية كما هي الحال مع المراجعات الجادة بعد كل تجربة قاسية. لان الاصالة في التكوين الاولي للمبأدئ والقيم والاسس الصحيحة للبناء التظيمي هو الضمانة على إنجاح أية مراجعة نقدية تقوم على التحليل والنظرة المتزنة للاحوال والضروف الموضوعية والذاتية وتفاعلاتها وكذلك إعتمادها على الحقائق و بدون مواربة وإن هذه القواعد والاسس كفيلة بنجاح المراجعة وبناء الحزب الثوري من جديد وهذا لا ينفي قطعاً عظمة الفكر والتنظيم للحزب أو الاحزاب الثورية.فقد تكون هذه المراجعات على نحو تحمل صور نقدية ومعالجات جدية وإضافات مبنية على إفرازات المعطيات السابقة وقد أستطيع أن أُوفصل ذلك على النحو الاتي:


(أولاً)-إن المقصود بالمراجعات هو تبني مجموعة من الأفكار والطروحات التي تؤكد الاصرار على التمسك بثوابت الفكر والعقيدة والنهج التنظيمي وبشكل متوازٍ مع الاضافات الفكرية والتنظيمية التي نضحتها التجارب, ولتحقيق الجدية من هذه المراجعات والوقفات لابد من إشراك القواعد بصيغ تنظيمية تكفلها الديمقراطية الحقيقية في الحزب أما الاصرار على التمسك بصحة الخط العقائدي والسياسي و إحاطته بهالة القدسية وحصر تقديم الملاحظات بمستوى محدد من القيادات وتكفير كل من يحاول مناقشة أي موقف أو فقرة عقائدية كما يفعل الكنهة اللذين يحق لهم فقط تقديم الذبائح وتكفير من يخرق هذه القواعد،فإن هذا الأمر سيجعل أي محاولة جدية لتطوير الفكر و العمل التنظيمي غير صحية وغير مجدية في ضوء ذلك،و بخلافه فيمكن اعتماد الديمقراطية في داخل الحزب لتحويل الحزب كخلية نحل قد تقودها ملكة الخلية ولكن الكل يكون مشاركاً ويتحمل المسؤولية المستقبلية في الحزب وهذا بالتاكيد سيحقق نقلة نوعية في إطار المفاهيم والخطاب السياسي والطروحات الفكرية وإعادة النظر في المفاهيم التنظيمية بما يتناسب مع كل هذه المستجدات التي نشأت في مختلف جوانب الحياة.

 

ولكن على ما يبدوأن أكثر الأحزاب الثورية لم تلتفت إلى كل ذلك وأبقت على تراثها التاريخي خلال فترة نشاطها السري دون الاستفادة من الظروف الجديدة سواء في مراحل النضال الايجابي أوفي مراحل الانفراج لعملها كأحزاب معترف بها، بل أن محاولات التغيير التي تصدت لهذا الجمود واجهت من قبل البعض بالتشدد وقد يشكلوا فئة داخل الحزب وبدون إتفاق أو عقد مكتوب بينهم و يمكن أن نسميها بالمحافظين ,وواجهوا بعض الطروحات في التغير بنقد عنيف وصل في بعض الحالات إلى الإقصاء والتشهير والطعن بوطنيتها والتخوين.إن الاحزاب التي حجزت الموقع الثوري أو اليساري لها بين الاحزاب لايمكن أن تسمح بأن يكون هذا الاسلوب اللاديمقراطي والرافض للحوار أحد اساليب التي يتعايش به المناضلون في داخل أي منظومة ثورية!والا أية جدلية يؤمن بها الثورا وهم لا يقبلون تطبيق أو التعامل مع المكونات الأساسية للتفاعل والتي هي في حقيقتها صورة حقيقية للجدلية كنظرية وأداة تحليلية وطريق للاستنتاجات في حياة الاحزاب الثورية.

 

وأمام هذا النوع من التصادم بالارادات بين التيارات المحافظة و التيارات أو الاراءالتي تنزع للتجدد يكون الموقف صعباً ولكن اكثر صحياً من الاستقرار على أي نوع من التحريفية والذي قد يكون سبباً الى تشقق أو على الأقل يصيب الحزب الثوري ضعفاً يكون هدفاً سهلاً أمام أعدائه التقليدين,لان هذا التحريف النظري إذا ما نضج فإنه يفقد الحزب جماهيره وهويته الحقيقية.ولكن حالة الخلاف أو الاختلاف أو حتى الانشقاق قد يتم معالجتها بالحوارات والاقناع ومن ثم قد يتسوى هذا الخرق بعودة من اللذين أضلوا الطريق الحقيقي للحزب الثوري. 
 

 

 





الثلاثاء٢٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة