شبكة ذي قار
عـاجـل










وعاد العيد يا وطني .. وأنا والرفاق و كل الأحباء عنك ببعيد أقول و أمنيتي لوطن الإبطال كل عام و أنت سعيد , أقول لوطن الإبطال كل عام و أنت سعيد و منك أبعثها الى أُناس فيك يحمل قلبي لهم كل الحب والاحترام و العمر المديد. لرب السماء والأرض أرفع دعاء بأن تتحرر من العبيد قبل أن تتحر من سادتهم اللذين جاءوا من الشرق و الغرب البعيد.وأنا لا زلت عنك ببعيد .. هاهي تبضات قلبي اليك تركض كعاشق تسبقه خطاه لموعد اللقاء بحبيبته ,  وأن حبيبتي أرض العراق وبفراقها أُحسُ بكل شراييني تضيق على دمائي وتخنق الحياة فيها فتلقى صداها في أوردتي لتسد عليَ كل نفس لا يكون من أثير العراق , وتموت صرخات إحتجاجي بين ضلوع صدري الذي تحول الى قفص مهجوربعد أن خفتَ الذي كان يعزف بين قضبانه لحن الحرية ولساحة طربٍ ورقص لكل أُمنيات الثوار من رفاق وأصدقاء , ويضطهد مشاعري بحب واحد لعقيدة كُتَبَ عنوانها على أبواب و أسوار وطن شرقه يتفاخر بلالاء الخليج وغربه يصرخ كل يوم مودعاً شمس المحيط وتتوسطه أهرام و زقورة أور وجبال قاسيون تقف كلها شامخة تحمل عنوان أُمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ..  وتتحرر أصابعي فتكتب قصيدة الأقلام في كل يوم من أيام العيد. إنه عيد نُحِرت فيه شموسُ وأقمارُ وكواكب من سماء البعث الذي كلما شَيعنا فيه كوكبٌ سطعت فيه كواكبُ وزدنا تلألئا وأنوارُ , وهكذا حول الأغبياء عيدنا لوسامٍ يتفاخر فيه الرفاق , كنا ننحر الأضاحي فيه كتقدمة لرب السماء وجعلوه أحفاد هولاكو اليوم تقول فيه الأمة إنها أُمة الإحياء من الشهداء ,  .. وهنا خنقتني العبراتُ وأسقطت كل أهاتي لان ذكرى أول يوم عيد الأضحى تجعلني أبكي على تاريخاً تَسَيَدَ فيه شهداءُ مثل الحسين ومن بعده أحفادُ من نسبه في العقيدة وعلى طريق العزة تقلدو , قتلوك يا شهيد كربلاء وأنت اليوم في الخلود قاعدُ وكل اللذين قلدوك في عقيدة الثوار هم معك سُعَداءُ  , نعم أبكي على هذا التاريخ الذي فقد في هذه الأيام مرة أُخرى أسمه الحقيقي كما فقده في أيام هولاكو والعلقمي .


ياعراق ..  في يوم العيد جعلتني أبكي من شوقي لكل مافيك , ياعراق وطن الإبطال ففي مدارسك ومعاهدك وجامعاتك درسنا وفي مصانعك ومستشفياتك ودوائرك عملنا وفي أزقتك إحتفلنا وفرحنا.أيها الناس أن العراق علمنا كيف تتشرب أرواحنا من حب الوطن ونوفي للشقيق والصديق , وزرع في أرواحنا الوفاءُ والشوق وكيف نقاوم للعودة إليه إذا ما أبعدنا غدر الزمان وجعلنا مديونين له بكل نسمة هواء ونقطة ماء ولحظة رخاء تسللت الى أجسادنا وأرواحنا وعشناها ولا يرضى منا بمقايضتها ولو بمال الدنيا وكنوز الفقراء.إنا أغنياء بالمحبة وأنتم يامن قتلتم شعبي فقراء بقدر الحقد الذي فيكم ولكم الرحمة من رب الأرباب , فبين يديه ستقف كل قطرة دم تشهد عليكم وتدانون على كل ضحية واولها سيد الشهداء وتجاسرتم على يوم الرب وفي أول يوم من عيد الاضحى غدرتم ,  وكما أنتم سرقتم الشريعة من رب السماء والأرض وهو القائل ( لاتدينوا لكي لاتدانوا لأنكم بالدينونة التي تُدينون ستدانون وبالكيل الذي به تكيلون سيكال لكم) وبعد سوف لن تستطيعوا أن تدلوا الشيطان لغزو الجنة كما فعلتم بالعراق .


يا أيها الأحباء ..  في وطني العراق كل شئ بمجان , ففيه الشمس تستطع كل يوم بمجان , والماء يجري ويزرع الحياة بمجان , والسلام فيه بمجان , والضحكة فيه بمجان , والعطاء فيه بمجان , وكل مافيه كان بمجان الى جاء الغول الأسود وحول الخير الحلو المجان الى قتل ونهب وسلب وبكاء ودمار بمجان.وحتى فرحة العيد لم تسلم من حقدهم فحول أيامه الى حزن وبمجان ..  فوطني العراق لايحتاج أن يساوم عليه أحد ولا أن يزايد على محبته أحد و لا يحتاج لشعارات رنانة مكتوبة بكلمات كاذبة لتشير للحب الذي ينحب به العراق , ولكن حبُ العراق يكون بتأميم قطرة نفط منه وبرص طابونة في بناءه ورصف رصيف في شارع من شوارعه أو بعلم يتعلمه طلابه أو بزرع نبتة في حقله و أيضا بمسح فاصل أصفر إن أراد أن يقسم أبنائه.


فوطني العراق لايحتاج أن يساوم عليه أحد ولا لمزايدة يحتاج لمزايدة ولا يحتاج لمجادلة ولا يحتاج لشعارات رنانة ولا يحتاج لآلاف الكلمات , أنه بقرأ أفعالنا وهي تشير إلى حبنا له ويرضى بأن يفترشه الاصطلاء ويلتحفون بسمائه ويحتضنهم دجلة و الفرات , ويلفظ القتلة والغرباء أصحاب أبور غال و قوانين الاجتثاث وراهني إرث الأبناءوالاحفاد ..


أيها الناس أن العراقيون لم يكونوا يحتفلون فقط في أيام العيد , بل كانوا يزرعون فيه المحبة والتآخي , فالعيد كان خيمة يدخلها المسلم والمسيحي والصائب واليزيدي ويخلعون أمامها رداء الطائفة ويلبسون رداء العيد البهي والحلو الذي يحمل أسم العراق , واليوم حولوه الى خنادق يتفرق ويتوزع فيها الأهل والأحباء. ولكني أرى العيد الحقيقي أتياً وبقوة رب السماء سيصل بعد أيام ونعيد وننصب خيمة الاجتماع كما كنا ونزين شوارعنا بأنوار الحب ونزرع فيها نخيلنا الشامخ ويبارك الرب مرة أُخرى خطواتنا والابتسامة تسبق وجوهنا السعيدة  .. وإنشاء الله نكون في العيد القادم في وطن الأجداد وننحر كل أحزاننا و آهاتنا وألمنا على بوابة بغداد الحبيبة.ويعود الاصطلاء الأوفياء الى الحضن المقدس ليخسلوا المدنسات وكل الرجسات ويُعِيدوا المنحرفين الى جادة الحق والحياة الكريمة  .. أمين

 

 





الاثنين٠٩ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة