شبكة ذي قار
عـاجـل










ولتأكيد الحقيقة المهمة من حقائق الاحزاب الثورية و الأعراف التي تتعامل بتا وحتى قد يرتقي في جانب منها الى مستوى المبادئ هو احترام القائد أو الزعيم التاريخي ولا يتناقض هذا أبدا مع النظرة و الطريقة الديالكتيكية(الجدلية) التي يتعايش ويتعامل معها الحزب الثوري وذلك لما تشكله ظاهر , ة الزعامة أو القيادة من مرجعية فكرية ونضالية للثوريين وتقترب من الرموز النضالية التي تشكل إحدى محفزات النضال الثوري لتحقيق الأهداف , وفي نفس الوقت يعود لها الثوريين كمرجعية فكرية يتمثلون بطريقة تبلور الفكر والنظرية عند هذه الرموز المناضلة , وإن المحافظة على هذه الحدود التي توضع فيها هذه الرموز وبهذا المستوى يجنب الثوريين من الصممية والتي إذا ما فقد حدودها الثوار فإنهم يضعون أنفسهم في شكل جديد من أشكال التعبير الميتافيزيقي لأنهم سيعيشون حالة الثبات وعدم التغيير سواء كان هذا السلوك أو التعبير جاء عن وعيهم أو بدون وعيهم ولكنهم في كل الأحوال تكون قد نُسِجَتْ حولهم حبال فولاذية من الجمود والعجز العقائدي و النضالي.لان هذه الصممية أو القدسية التي ستمنح لهذه القيادات التاريخية ولأفكارهم و مقولاتهم نوع من السمو والقدسية تعلو وبشكل مطلق على كل المتغيرات الرمانية والمكانية التي تعيشها الاحزاب الثورية وبنفس النظرة والقياس تكون حالة الأمم والشعوب , وبدقة أكثر أن هذه الصممية تحول الحزب الثوري الى ما يشبه ديناً جديداً لا يمكن المس لا بواضع الفكرة ولا بالفكرة ومن هنا تبدأ العقيدة الثورية تعيش حالة الثبات والتخلف النسبي عن المعطيات الجديدة والمتطورة أي يصيب النظرية أو الفكر حالة من المحدودية التاريخية ويؤدي بتا الى التوقف في استمرارية التغير بفعل الظرفين ألزماني و المكاني.إن الإضفاء القدسي سواء على المعرفة والتي قد تكون الإيديولوجية أو أهدافها وإستراتيجيتها وتبجيل قوانينها ومفكريها و باستخدام قوة التاريخ مثلاً على عقل و عواطف واندفاعات الثوريين والذي سيشكل ثقافة مغلقة لا يمكن المساس بتا وسيتبلور في الأخر ليدعم بقوة شعارات تقديس الفكر أو القائد الموجدين في حقبة سالفة من تأريخ الحزب أو الأمة.

 

أن كل مصادر العلم الاجتماعي الثوري تقر بأنه لا جرم في القيام بعملية فرزٍ فكرية جادة بين بعض النصوص في الفكر أو النظرية وبين الاجتهاد الفكري المضاف , ونفس الوقت يتم الفرز بين التقليد والاجتهاد والتقديس والاحترام والتي تقع كلها في دائرة الفرز بين ماهر مطلق و ماهر نسبي , وبدون هذه المجموعة من الفرز لئيمكن للحزب الثوري من أن يُثَور في نظريته وفي تجاربه وأيضا لا يمكن للأمة من أن تغادر قعر الحضارات والارتقاء الى مستوى القمم في البناء الحضاري الإنساني.


ولتجاوزصنمية الفكر والفرد في الحزب الثوري التي تؤدي الى شكل من أشكال الجمود والثبات يتم فيها بلورة صيغ النقد والتبصير الى مواقع الخطأ في التنظير والقرارات ولكن في نفس الوقت لابد بل من الضروري أن تتضمن هذه المحاولات النقدية أولاً إسترشافاً لموضوعة النقد في كل جوانبها الرمانية والمكانية وثانياً لكل العوامل والعناصر الموضوعية والذاتية ومن ثم مفاعله هذين العاملين مع شخصية ونوع الكرزماتية التي يتمتع بتا القائد , والاهم من كل ذلك توفر الشفافية والوضوح وخلو الغرض أو الرأي المسبق للناقد , وقد يرى البعض في هذه الشروط إذا ما صح التعبير عنها بشبه التعجيزية إلا إنها تبقى ضرورية للارتقاء بالعملية النقدية من الشخصانيات والاحقاد وتحقيق الإغراض المحدودة والتي قد تؤدي بالعملية النقدية الى الانحدار نحو التفاتات العقائدية أو الأنانية السطحية و البعيدة عن أمال الجمع (حزبا أو شعباً) .


وأيضا من مظاهر الجمود العقائدي هو في اعتماد الصيغ الجاهزة في جوانب الفكر والنظرية وأيضا في المعالجات والتدابير التي تعتمدها الحركات الثورية في المواجهات والتحديات التي تواجهها خلال مسيرتها النضالية ,  وهذا بالتأكيد سيفقد منظرو الفكر القدرة والمرونة الكافيتين بالتعامل مع الأدوات التحليلية عند مفاعله القوى المؤثرة والمتأثرة في حركة الواقع الذي تعيش ظروفه الموضوعية والذاتية وأيضا تنسخ عن النظرية قدرتها في التكييف الحقيقي مع الواقع والبيئة التي تتفاعل معهما الحركة الثورية وفي نفس الوقت تصلب منها الصبغة الثورية عندما تقف الحركة أو الحزب عاجزاً عن خلق جدلية حقيقية وكاملة بين الظروف التي تحيط بالحركة أو بالحزب سواء كان ظرفاً رمانيا أو مكانياً مع قدرة الحزب في التأثير الحقيقي وإمكانياته التنظيمية والإيديولوجية وصولاً لتحقيق الأهداف التي تصبو إليها الحركة أو الحزب.ومن البديهي أن التوقف عن تطوير النظرية ولأي سبب من الأسباب التي ذُكرت في أعلاه سوف يشجع الى ظهور التح ريفية بالفكر ومهاجمة الأهداف الحقيقية تحت مظلة كاذبة عنوانها المعلن محاولات ديمومة النظرية والتجربة وحقيقتها هو تدمير الحزب الثوري ومستغلين الضعف العام الذي تعانيه النظرية من تقادم الزمن وعدم تكيفها مع الظروف الموضوعية وأيضا مستغلين هذا التوقف النسبي للنظرية بتحريفها وبإدعاءات كاذبة مثل تصحيح الأخطاء وصقل النظرية ,  وفي نفس الوقت وبحكم منطق المبادئ والالتزام ستواجه هذه التح ريفية بقوة ,  ونتيجة هذه المواجهات الفكرية سيظهر على الحزب الثوري الانشقاق , أن خطورة الجمود العقائدي الذي يشكل تحجراً للعقليات المنتمية يمكن ان يهدم الكيانات الثورية ويمزقها  , فمحاربة هذا التحجر يتوجب وضع هذه المهمة من الأوليات للثورين في مسيرتهم النضالية ومع احترام (وليس التقديس) مفردات النظرية (النظرية الفكرية والتنظيمية) و القيادات التاريخية هي الأساس في تقويم الانشطار الفكرية والكفاح ضد التح ريفية ومعالجة سليمة للكل محاولات الانشقاق.والسيد المطلق في نظري لهذه المعالجات هو الحوار والتفاعل وليس له من بديل , الحوار الذي يشتمل على:

 

(أولاً) الاستماع لأية إضافة فكرية أو تنظيمية وبعقلية متفتحة و ودودة وبإلغاء تام للانفعالية (( لكي لتضيع المبدي في زحام الانفعالات )) ,

 

(ثانيا) عدم مغادرة الحزب الثوري ولو للحظة ظرفية رمانية أمكانية للتطور الفكري وحتى في أعقد الظروف التي قد يواجهها الحزب (الكفاح المسلح وأتعرض دولته لخطر العدوان والاحتلال) لان ذلك الظرف إذا ما أخذ فرصته من حياة الحزب سوف ينجح على الأقل بتأسيس قواعد للتعريفية ومن ثم يطورها للانشقاقات والتي قد تؤدي بأن تحل الكارثة بالحزب الثوري.

 

(ثالثاً) من البديهيات في تأسيس كل نظريات الاحزاب أن تقوم على مبادئ , وأن التعامل مع هذه المبادئ الأساسية وخاصة فيما يخص تغيرها يجب أن يكون بحذر وذلك لأنه قد يمس هوية الحزب الثوري وبالتالي يسهل على القيادات الدنيا التجاوز عليها وبالسهولة التي تعاطت معها القيادات العلي , فالحزب أن كان علمانياً(ليس المفروض بمصطلح العلمانية أن تعني التخلي عن مبادئ الدين ولكن قد يعني أن هويته قومية تجمع كل الأديان والطوائف تحت هذه الهوية ) لا يمكن للحزب العلماني وبسبب ظرف ضاغط يجعله يتخلى عن علمانيته ويسمح بممارسات طقسية لدين محدد أو طائفة أو حتى تقديم قومية على أخرى ليخرج من هويته الفكرية الشاملة ويقع في مصيدة المحدود من الدين أو الطائفة أو القومية , وهذا الأمر أيضا يشجع على الانحرافات والانشقاقات .أي بمعنى أدق وأوضح أن لا يكون لأي مظهر من هذه المظاهر التعدينية تدخل في أي أُسلوب من أساليب الحزب وحتى التكتيكية منها لأنها بالسهولة التي تدخل مظاهر التدين في حياة الحزب تكون الصعوبة في مغادرتها وخاصة في المجتمعات المتدنية , وهذا التداخل بين تكتيكيان أو إستراتيجية الاحزاب الثورية يفقدها هويتها الحقيقية وأيضا يخسر الحزب من جماهيره وخاصة التي تتواجد في سياج الخارجية والتي قد لا تكون معنية بأي شكل من الإشكال بأساليب الحزب في مسيرته اليومية.

 

قد تتعامل بعض الاحزاب مع نظرية أو أجزاء من نظريات الاحزاب الأخرى وبنفس الشئ بالتعامل مع فلسفات كان للحزب الثوري موقفا معارضاً أو حتى مجابها ولكن بحكم الظروف المحيطة بالحزب قد يضطر بالتعامل مع هذه الفلسفات أو الأفكار بصيغة تكتيكية ويستطيع تنقية بعض الأفكار والفلسفات وتشذيبها وصولاً لتطويعها لتكون ملائمة للواقع الفكري والسياسي والاجتماعي وحتى الاقتصادي للمجتمع الذي تعيشه الحركة أو الحزب الثوري , وهذا الأمر يمكن للمنظرين والمفكرين من معالجته ألا المواضيع التي تخص الدين وخاصة في بيئة يلعب الدين فيها دوراً مؤثراً وفي زمن يشوه الدين ومبادئه ويُستَغل من قبل الحركات السياسية الدينية أبشع استغلال ,  وتوصيف أية محاولة اجتهادية في مسائل الدين باتجاه الكفر والزندقة وهذه أموراً شاعت في زمنناً الحالي , فالاجتهاد في تفسيرات الدين وأن كانت صحيحة وتخدم الدين ليسمح لأي طرفٍ بالمحاولة لأنه حكراً على رجال الدين وبعكسه سيرجم من يخرق هذه القاعدة .فأي حزب ثوري ليمكنه أن يتحول لداعية لأي دينٍ وكما إن لأي حزب ديني وخاصة الطائفي منها لا يمكنه أن يتحول لحزب ثوري (وطني كان أو قومي) لأنه لا يمتلك خيار هذا التحول إلا بإحداث تغيراً جوهريا بالفكر والمنطق الذي يعتمده وتغيراً نوعياً بجماهيريته.


وأن المس بهذه المبادئ وحتى من قبل القيادات الفكرية أو التنظيمية للأحزاب الثورية قد يحدث تغيراً كبيراً في نوعية الجماهير أيظا تغيراً في طبيعة التحالفات مع الاحزاب الثورية الأخرى التي ترتبط بعلاقات نضالية معها,إذن من الضرورات القصوى أن يحافظ الحزب الثوري على هويته ونهجه و أن يكون دقيقاً في التعامل مع المظاهر التي تنمو في المجتمع وخاصة ظاهرة التدين,لان الحزب الثوري يستمد ثوريته من الواقع الذي يعيشه ولكي يستكمل ثوريته يجب أن يكون هو القائد للظواهر وليس أن يكون تابعاً لها ,أي أن ثوريته تكمل بمسؤوليته في قيادة المجتمع والسيطرة على كل إفرازاته وكل الظواهر التي تنشئ من حركته. أن يحافظ الحزب الثوأن يحافظ الحزب الثوري على هويته ونهجه و أن يكون دقيقاً في التعامل مع المظاهر التي تنمو في المجتمع وخاصة ظاهرة التدين,لان الحزب الثوري يستمد ثوريته من الواقع الذي يعيشه ولكي يستكمل ثوريته يجب أن يكون هو القائد للظواهر وليس أن يكون تابعاً لها ,أي أن ثوريته تكمل بمسؤوليته في قيادة المجتمع والسيطرة على كل إفرازاته وكل الظواهر التي تنشئ من حركته. 

 

 





الاربعاء٠٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة