شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يقل لنا الرئيس الأمريكي، بمناسبة صدور كتابه "لحظات حاسمة" كيف أن العالم أفضل من دون صدام حسين"؟ ولكنه اكتفى بالقول: "إن العالم افضل من دون صدام حسين في السلطة".


ولو لم يزد على قوله هذا الهراء: "لأن ذلك معناه أن 25 مليون شخص يعيشون في حرية"، لكان أفضل، لأن الحرية التي يتحدث عنها بوش في حقيقتها هي قتل وتشريد وتدمير واغتصاب وحرق وتهديم واستهانة وتيتيم وترميل وأوجاع وآهات وأحزان.. وأضف ما شئت من أسماء الشرّ فأنها ستنطبق على الاحتلال الأمريكي للعراق.


وإذا ذكر التاريخ هولاكو بأبشع صورة فأنه سيبحث عن صورة أكثر بشاعة ووحشية وخسة ليقدم بها مجرم الحرب بوش، الذي انتهك عفة بغداد واغتال جمالها وبهاءها ودمر ما بنته في تاريخها المديد، على نحو لم يفلح هولاكو في صنعه.


كتب بوش في 500 صفحة، كما أوردت وكالات الأنباء العالمية، عن اخطائه في الحملة قبل غزو العراق وعدم العثور على أسلحة دمار شامل بعد أن كانت تقارير استخباراتية أكدت أن الرئيس العراقي في حينه صدام حسين كان يملكها.


وقال في مقتطف من الكتاب نشره تلفزيون "أن بي سي" خلال مقابلة معه "كنت أكثر من أصيب بالصدمة والغضب عندما لم نعثر على الأسلحة. انتابني شعور مقزز كلما فكرت بالأمر. ولا أزال".


ولدى سؤاله من "أن بي سي" عما إذا كان يعتزم الاعتذار عن أخطائه، أجاب الرئيس السابق بالنفي.


وقال بوش في المقابلة "الاعتذار معناه أن القرار كان خاطئا".


هل وجدتم في الدنيا صلافة وصفاقة أشدّ من هذه.. يعرف أنها أخطاء ولا يعتذر عنها لكي لا يقال إن قراراته كانت غير صائبة.

 

ومن حق وزير العدل الأميركي السابق رامزي كلارك - خلال ندوة حول الانتهاكات التي ترتكبها القوات الأميركية خارج أراضيها أقيمت في جنيف بمقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن يقول إنه "يشعر كأمريكي بالخجل، لأن في حرب بلاده على العراق انتهاكا للاتفاقيات والمواثيق الدولية".


وقال كلارك في هذا الخصوص إن "إجراءات محاكمة مرتكبي الجرائم الوحشية في العراق (في إشارة إلى إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وحلفائها البريطانيين) أصبحت أمرا واقعيا".


وشاطرت منظمات غير حكومية الوزير الأميركي المطالبة بإجراء تحقيقات فورية في العراق، على خلفية الوثائق السرية التي نشرها موقع ويكيليكس، والتي تؤكد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها الإدارة الأميركية.


وشددت هذه المنظمات - شاركت في الندوة التي عقدت الأربعاء الماضي - على أن العراق بلد محتل، والولايات المتحدة الأميركية ما زالت مسؤولة بموجب اتفاقيات جنيف عن الانتهاكات التي ترتكب يوميا في هذا البلد.


وأكدت المنظمات - التي من بينها اتحاد الحقوقيين العرب، والجمعية الدولية للمحامين الديمقراطيين، ومنظمة شمال وجنوب 21- أن واشنطن مسؤولة بموجب القانون الدولي عن الدمار كله الذي وقع في العراق منذ عام 1991 وحتى الآن، مطالبة أميركا بدفع تعويضات كاملة عن الخسائر المادية والأضرار المعنوية التي لحقت بالشعب العراقي.


ومن أهم ما حدث في هذه الندوة أن الخبراء القانونيون المشاركون فيها عدّوا أن "المحاكم التي تجري في العراق محاكم غير شرعية ولا تتوفر فيها أبسط معايير العدالة". وطالبوا المجتمع الدولي بالتصدي لتلك المسرحيات الهزلية.


وفي كلمة عرضها التلفزيون، خاطب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة سابقا ديسيتكو بروك مان الندوة من محل إقامته في نيكاراغوا قائلا إن "الذي يجب أن يحاكم هم من ارتكبوا مجازر في العراق، وقتلوا أبناءه، ودمروا بنيته، ونهبوا ثرواته النفطية".


ضمير العالم بدأ يصحو، إذن، على فظاعة ما جرى ويجري في العراق من إبادة منظمة أدواتها عملاء يدعون أنهم عراقيون وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة واغتيالات وقصف متى ما راق لقوات الاحتلال أن تنفذه ضد أي منطقة شاءت ومداهمات واختطافات وسجون ومعتقلات الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.


كل هذه الشناعات يتحملها مجرم الحرب بوش وتابعه بلير وإدارته التي ساقت أمريكا إلى أفدح الخسائر في السمعة والمال والأنفس، ولسوف يصنع العالم في كل بقعة من بقاعه تمثالاً لرمز الشر بوش ليمارس ضده الطقوس التي ابتكرها الصحفي العراقي منتظر الزيدي يوم جاء بوش إلى بغداد ليعقد مؤتمراً صحفياً فخرج بفردتي حذاء ذلك الصحفي الغيور.

 

 





الثلاثاء٠٣ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة