شبكة ذي قار
عـاجـل










أنا لست ضدّ كشف أسماء الخونة , سواء أكان الخونة من الذين باعوا العراق بشكل مباشر "بأثمان استلموها من الرئيس صدّام حسين" وسواء أكان الغرض من ذلك هو دعم المقاومة وديمومتها بهذه الأموال وبغيرها حتى التحرير والنصر النهائي , كما أعلن عن ذلك "التائب" الذي أعلن عن نفسه بهذا الاسم , أو سواء منهم الذين باعوه بشكل مباشر وغير مباشر في مزادات مخابرات الدول الغربيّة وفي مزادات وبازارات الدول المجاورة للعراق ومنها دول تدّعي أنظمتها أنّها أنظمة إسلاميّة "تموت وتهلك نفسها بكاءً على مصاب الحسين وتخرب وتتكهرب على الحرمين" , بل على العكس , فالخيانة موجودة في جميع البلدان شرقيها وغربيها شمالها وجنوبها , فما من شعب من شعوب الأرض وعبر التاريخ البشري كلّه إلاّ وتطعّمت صفوفه بهذا الصنف الرديء من الناس , لذا فأنا مع الرأي القائل بوجوب فضح كل هؤلاء الخونة وليس فقط الذين تنشر أسمائهم اليوم بعض المواقع توقّع باسم معدّها التائب وغيره , وأنا أيضاً , والجميع يشاطرني الرأي , مع نشر أسماء غيرهم من خونة إن كان فعلاً هنالك من سيتولّى الكشف عنهم لاحقاً , فإن كان الأمر هو هكذا فعلاً وعلى أساس , كمثال ؛ أنّ للقيادة العراقيّة الشرعيّة "السابقة" ويكيليكس آخر خاص بها وجب نشره الآن من قبل هذا وذاك أو هذه الجهة أو تلك من التي تدّعي قربها من الحدث المنشور وأنّ لها معلوماتها المؤكّدة المستقاة من مواقعها بأسماء الذين باعوا العراق وساهموا بالذي هو عليه الآن وبما وصل إليه شعبه , وأصبح بدلاً من ما وعدت به دولة الغزو وذيولها بعراق نموذج في المنطقة والعالم إلى عراق دمار شامل هو في حقيقته من كانت تبحث عنه أميركا الصهيونيّة وليس أسلحة دمار شامل !, إلاّ أنّه ومهما يكن , ومهما رصفت من حلقات وأجزاء متتالية بأسماء سيسطرها "التائب" كما وعد وكما وعد غيره , فإنّ إحصاءاتهم لن تبلغ أو تصل بكل الأحوال رقم ( 60000 ) ستّون ألف من الخونة "العراقيين" الذين يعملون لدى المحتلّ ويسهّلون عليه تدمير البلد وتدمير وقتل شعبه بحسب الوثائق التي كشفها موقع ويكليكس وأنّ الكثير منهم , منذ الغزو والاحتلال يسكنون ولا زالوا المنطقة الخضراء ويتفاخرون بخيانتهم ويعتبرونها من شيم العرب والإسلام , ولكن الذي يثير الشكّ والريبة أكثر , وهذا ما نحن بصدده , هو , ولا نقول "اختيار الوقت المفاجئ" الوقت المفاجئ في نشر هذه الأسماء , بتزامنها مع عمليّات النشر الواسعة لوثائق ويكليكس التي باتت تشغل شعوب العالم هذه الأيّام ويقف لها العالم مذهولاً بما ينشر ممّا تراها ,فقط أعينهم , من مئات الألوف من الوثائق الدمويّة "400000 وثيقة لحدّ الآن تمّ نشرها" التي تكيل التهم الموثّقة بالأدلّة الثبوتيّة وتشير بأصابع الاتّهام من دون أدنى شكّ أو أدنى تردّد إلى اميركيون وفرس وأتباع لهما هم من ساهموا أو أشرفوا أو قاموا بتنفيذ هذه العمليّات التي لا قبل للتأريخ وليس باستطاعته تقديم منافس من صفحاته لهذه الجرائم الكارثيّة التي يشهد فصولها العالم بأسره من مشاهد وحشية وبهيميّة لا مثيل لها نفّذت بحق الملايين من الضحايا العراقيين الأبرياء كما هو مثبّت في موقع ويكيليكس والتي أخذت فواجع قصصها وصورها تسري بين مشاعر شعوب العالم مسرى النار في الهشيم والحطام!..


من الواضح , وأعتقد أنّ الناشر لهذه الأسماء , ونترك هنا لوقت آخر مناسب مناقشة جدّيّة ما ورد أو باحتماليّة نوايا مغرضة فيه , لم يكن يقصد شيء آخر في ما يقوم به من جهد سوى وجه الله بما نشر من أسماء لخونة خانوا الأمانة كما يصفهم ويسوق أدلّته بحقّهم , نابعة من محبّة كبيرة يكنّها بكلّ تأكيد للعراق وللشعب العراقي ,فقد جاء وقت نشرها , وهو ما يثير الريبة والشكّ نعتقد أنّ ناشرها بعيد كل البعد عنهما , في أوقات عصيبة وعاصفة ومصيريّة يمرّ بها العراق وتنذر بكوارث غير طبيعيّة ستلف بها هذه الوثائق والتفجيرات الدمويّة العراق ودول المنطقة في متاهات شتّى قد تمتد موجات تأثيراتها إلى الوضع العالمي برمّته , والتي هي الأخرى "نشر أسماء الخونة" تزامنت مع فضائح الوثائق التي قدّمها موقع ويكيليكس !.... والصدف أنواع ... وأصبح لها معالم وآثار تدلّ عليها ولها متاحفها الرقميّة , وإذا ما أقبلت , بعد أن كانت حتّى زمن قريب لا تترك أثراً وتباغت من في ساحتها وتغيّر في إعداداته وتتلاعب بها بلمح البصر.. وهي أيضاً من الصدف "المدروسة" ؛ صدور أحكام ويكيليكس رقم 3 بالسيّد طارق عزيز الوزير الشرعي ـ بحسب القوانين الدوليّة خارج فضائح الغزو الغير شرعي ـ لخارجيّة العراق ! ثمّ نأتي على ويكليكس 4 لكنيسة النجاة .. ثمّ ويكيليكس 5 تفجيرات زامنت نشرات وثائق موقع ويكيليكس ذات الدمار الشامل ؛ هي من تبحث عنها أميركا الصهيوفارسيّة في العراق , وليست الأسلحة المزعومة ! ..


بحسب اعتقادي , فإن إطلاقات مدافع "نافارون" ومدافع "الإفطار" التي تنطلق يميناً وشمالاً للفت الإنتباه وسحبه بعيداً عن الشيطان الأكبر ويكليكس وملفّاته الشيطانيّة الملعونة , لن تنفع , مهما تناول أصحابها أنواع البقوليّات التي اعتادت معايشتها معدهم وأمعائهم في السيّدة زينب وفي غيرها , والمحكمة آتية لا ريب فيها .. وسيوقّع على إعدام المسئول الحكومي الحالي مسئول حكومي قادم , وسيتمّ تصوير المذنب "تصويراً بالصدفة" وتصوير زبانيّته ومن لفّ لفّه وهم مقبلون على حبل المشنقة , ولا ندري , وبعد أن فقدوا دينهم دين الاستقواء بالآخر , هل سيردّدون الشهادة من دون بلع ريق وتقطّع في الأنفاس وهم على منصّة المقصلة , أم ستتسحسل أقدامهم وسيقانهم نحو الموت المقبلون عليه لا محالة والذي بسببه هربوا من "بلدهم" لعدم قدرتهم على مواجهته وجهاً لوجه سوى مغازلته عن بعد وبالريمونت كونترول! كما درّبهم ربّهم الأكبر على ذلك سنين طويلة وأقعدهم بعد تنفيذ واجباتهم بحق الشعب العراقي خير تنفيذ على قلوب ورقاب العراقيين يفعلون بهم كما يشاءون ؛ ذبحاً وتفجيراً ولواطاً واعتقالاً وتشريداً وتهجيراً وإعداماً وتيتيماً وحرقاً وشيّاً وسلقاً واختطافاً ثمّ يضحكون على هذا الشعب "الصابر" بعد كل فعلة إجراميّة يفعلونها بحق العراقيين من مئات الألوف منها , قائلين لهم "سنجري تحقيق في الأمر"! .. ولله في "وثائقه" شجون ..

 

 





الاحد٠١ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة