شبكة ذي قار
عـاجـل










في الثالثة وخمس دقائق من عصر الثلاثاء الحادي عشر من أيلول/سبتمبر من عام 2001 بتوقيت باريس، وقعت عملية برجي التجارة العالمية في نيويورك التي قتل فيها 3000 أمريكي، لتبدأ الإدارة الأمريكية بتنفيذ الخطة الإجرامية للمحرقة الكبرى التي ستطال أفغانستان، والعراق على وجه الخصوص من اجل اقامة الشرق الأوسط الكبير بتحريض من مجرمي الحرب الصهاينة المهيمنين على مفاصل أساسية من القرار الأمريكي ضد العالم العربي والإسلامي تحت مسمية الحرب على الإرهاب الإسلامي.


ان ما حدث في نيويورك منذ عشر سنوات هو في صلب عملية غزو العراق وصناعة مفهوم الإرهاب الإسلامي، لأن بوش وبعد عدة أسابيع من هذه الحادثة - وبدفع من مجموعة طابور المحافظين الجدد المكلفين على الدوام بحل الأزمات الإسرائيلية، وخاصة بعد ان أعيت الانتفاضة الفلسطينية أمن الكيان الصهيوني وهجرت الافا من مستوطنيهم في هجرة عكسية لا سابق لها - بدأ يخطب ويخلط كما هو مخطط له اسم العراق وصدام حسين والقاعدة وبن لادن، حتى أن استطلاعا أجري في وقتها أشار الى ان 80' من الشعب الأمريكي يعتقد بأن صدام حسين كان وراء هجوم نيويورك.


وبما أن هذه الرواية الرسمية الأمريكية بدأت تتراجع بشكل أرعب الجناة أمام الحركة الأمريكية من أجل الحقيقة في 11/9 وبأن الرئيس أوباما يعين بنفسه أشخاصا مقربين من المحافظين الجدد، لإيجاد الحلول التي تحد من هذه الظاهرة التي يمكنها ان تقض مضجع المجرمين المتخفين وراء الصور الكاذبة للمتهمين العرب من المسلمين، بعد ان تم هذا الصيف كشف وثائق سرية من قبل المنظمة الأمريكية للحريات المدنية، هي رسائل من البيت الأبيض الى لجنة التحقيق في حادثة ايلول / سبتمبر عن أن ادارة بوش منعت الاستمرار بالتحقيق في الحادثة، ومنعت تجاوز خطوط اعتبرتها حمراء في الأسئلة المطروحة من قبل لجنة تحقيق أيلول / سبتمبر على المسؤولين في ادارة بوش.


فالأولى بنا كعرب وبقضية العراق كشف كل أكاذيب هذه الإدارة ومعها صهاينة المحافظين الجدد، وكذلك دعم الحركة الأمريكية من اجل الحقيقة والدعوة لفتح ملف الحادثة من جديد بضمنه دعوة الأمم المتحدة نفسها لمسك هذا الملف، لأن هذه الحادثة هي حجة بوش وأعوانه في غزو وتدمير العراق وتهجير شعبه والتحريض ضد العرب، وذلك لمطالبتهم بتحمل نتائج هذه الأكاذيب.


لعل الاشارة التي تستحق التمعن بهذه المناسبة هو نشر الصحافة الأمريكية لتقرير مهم لمجموعة Think-tank يوم 29.08.2010 يحذر من التأثيرات الخطيرة لنظرية المؤامرة على المجتمع، ويقترح على الحكومة استراتيجيات للحد من تأثيراتها، ومن أهم وأبرز الاقتراحات هو اختراق هذه الحركات والمواقع على النت. يسمى هذا التقرير سلطة اللا عقل: نظريات المؤامرة والتطرف والحرب ضد الإرهاب. ويورد التقرير ما يلي: ان المنظمة المسماة الحركة من أجل الحقيقة حول احداث أيلول/سبتمبر 9/11 قد تمكنت من زعزعة الرواية الرسمية حول الحادي عشر من أيلول وقد أصبحت قوة سياسية مهمة أكثر وأكثر. ورغم ان هذه الحركة هي حركة سلمية لكنها لا تفرق بين الأسئلة المشروعة (؟) حول الرواية الرسمية وبين نظرية المؤامرة التي غالبا ما تكون عنصرية (اتهام مبطن بمعاداة السامية) وليس لها علاقة بـ 9/.11 أليس المحافظون الجدد هم من خطط باعترافهم لاحتلال العراق، وهو ما مكتوب في مواقعهم الرسمية الأمريكية ليومنا هذا، ألم يردد عملاء الموساد الموجودون في المدينة انذاك وأمام مواطنين أمريكيين ان الفلسطينيين هم أعداؤكم ونسوا أنهم كانوا يرقصون وهم يرون الطائرات تضرب البرجين معتمرين كوفيات فلسطينية وكانوا في الطريق لتنفيذ عملية إرهابية ضد جسر في نيويورك، وذلك بحسب الصحافة الأمريكية وليس الصحافة العربية ولا الألمانية. والتقرير الذي لا يرغب ان يكون كاتبه مضحكا يعترف نفسه بأن بعض نظريات المؤامرة كانت صحيحة لأن مؤسساتنا وحكوماتنا كذبت على شعوبنا لمصالح مجهولة خفية وغير معلنة. ويقدم مثالا لذلك وهي عملية 'نورث ووردز' الكاذبة التي خطط لها رئيس هيئة الأركان الأمريكي عام 1963 على أنها هجوم كوبي، كما ذكر مثالا آخر وهو تورط السي أي أي في انقلاب تشيلي عام 1973 الذي حصد مئات آلاف الشباب الشيليين المؤيد لأليندي على يد مرتزقة الشركات الأمنية الذين حصدوا أرواح الجزائريين في التسعينات واليوغوسلافيين والكولومبيين وأخيرا العراقيين بين 2003 الى يومنا هذا.


ان كاتب التقرير قلق في الدرجة الأولى من تصاعد تأثيرات حركة الحقيقة من اجل 9/11 على المجتمع الأمريكي، لكي لا يطالب بفتح تحقيق جديد حول الجناة الحقيقيين ولا يتطرق في أي مكان لمسألة العدالة او اظهار الحقيقة التاريخية.


ويطلب هذا التقرير من المؤسسات محاربة هذا التأثير المسمى بنظرية المؤامرة ويذكر التقرير دراسة كاس سان شتاين، الذي عينه أوباما لهذه المهمة والذي يدعو الى اختراق مجموعات حركة 9/11. وبدوره يطالب التقرير الحكومة اختراق الحركة وفروعها ومواقعها وغرف الدردشة الخاصة بها بطرق، مثل اقتراح معلومات بديلة لزرع بذور الشك لدى من يشكك بالرواية الرسمية الكاذبة لإدارة بوش وأصدقائه من الصهاينة المحافظين الجدد. فما هو مثال المعلومات البديلة؟


نورد هنا ما حدث في باريس بمناسبة الذكرى التاسعة لحادث نيويورك، فقد أقام فرع الحركة من اجل الحقيقة المخترق في باريس عرضا لفيلم 'صفر' يشتمل على كل أدلة فيلم Loos Chang الشهير الذي يفند رواية ادارة بوش والمحافظين الجدد بالتفصيل وبالتوثيق وبحضور احد المساهمين بإنتاج هذا الفيلم، وفي نهاية الفيلم يبدأ الحوار ويطرح سؤال من هو ممول هذه العملية؟ ليقول المحاضر بأنه ذهب الى الولايات المتحدة، هذا البلد الديمقراطي الذي سمح لنا بكل ما نريد ان ننجزه حول 9/11 ولم يمنعنا أحد وأجرينا اتصالات جرتنا الى احياء غريبة؟ اتصلنا بشخص استقبلنا في موتيل في الصحراء، بعدها ولثقته بنا دعانا الى بيته ولدهشتنا فقد دخلنا بيتا ضخما في صالته صورة عملاقة لهتلر وأخرى لبن لادن؟ وكان هذا الأحد يتكلم بنبرة جدية لا يعتريها الضحك ولا يأبه بضحك البعض في الصالة على هذه القصة البهلوانية.


ان الرقابة على كل ما يقال حول عملية نيويورك في الولايات المتحدة، وخصوصا في فضاء الاتحاد الأوروبي الذي يضيف على كشف الحقائق أكثر وأكثر منذ انضمام فرنسا الى حلف شمال الأطلسي ومجيء المستشارة الألمانية التي كرمت أخيرا بمناسبة حادثة نيويورك رسام الكاريكاتير المتهجم على الرسول (ص) والإسلام وأصبحت سياستها موازية لسياسة بوش وشيطنة من يشكك في الرواية الرسمية للإدارة الأمريكية المليئة بالمغالطات بشهادة شهود من أهلها، فلماذا لا نتمعن نحن العرب بهذه الشهادات او ان مجرد التمعن بما يقوله الأمريكيون الرافضون لحرب المحافظين الجدد هو ممنوع ايضا علينا، مثل كل ما هو ممنوع علينا في دولنا وفي الغرب كجاليات متهمة حتى تثبت بنفسها براءتها:


*من نواب من الغرفتين في الولايات المتحدة.
* من المنظمة الأمريكية للحقوق المدنية التي تعتبر أحدى أكبر المنظمات وأهمها في الولايات المتحدة.


* موقع reopen 911.org.الذي يحتوي على تفاصيل دقيقة وموثقة وعلمية: احد عشر دليلا لا يمكن دحضها حول انهيار الأبراج الثلاثة. في هذا الموقع توجد ايضا محاضر استجواب مهمة جدا لكوندوليزا رايس ورامسفيلد وتشيني وتينت وآخرين من قبل لجنة التاسع من ايلول/سبتمبر. ومن أهم التفاصيل التي تجلب النظر في هذه الأسئلة وفي صمت المعنيين وعدم إجابتهم على بعض ما يطرح عليهم بحجة السري للغاية لحماية الولايات المتحدة، لا يمكن للقارئ الا ان يصل الى النتيجة التي وصل اليها اولا بعض أهالي ضحايا هذه العملية وهي أن حادث البرجين وثالثهما السابع، هي عملية داخلية بحتة. يأتي بعدهم جمعيات المهندسين والفيزيائيين والمحامين والمحاربين القدماء.


*منظمات قدماء المحاربين في فيتنام والهند الصينية التي لها سمعة لا يمكن اتهامها بأي من التهم التي تلصق بكل من يحاول مناقشة العملية الإرهابية، الذين علمتهم الخبرة الشخصية ان الحروب تعلن لأسباب أكبر من حادث إرهابي حتى لو كان بحجم حادثة البرجين.


* شهادة وزير الدفاع الألماني السابق الذي كذب في كتاب رواية بوش، لم يروج له لا في ألمانيا ولا غيرها من الدول الأوروبية التابعة اليوم للهيمنة الاقتصادية والسياسية الأمريكية، الرواية البوشيتشينية التي روجت لها فوكس نيوز والسي ان ان وغيرها من اعلام السلطة.


* ولا نغبن حق الجمعيات واللجان العلمية الأمريكية التي تأسست لتفنيد العملية وتكذيب الرواية الرسمية التي تحجج بها بوش لشن الحرب، من فيزيائيين ومهندسين ومعماريين ومحامين وناشطي حقوق الإنسان وغيرهم من أحرار الشعب الأمريكي والأوروبي الذين ما يزالون ينشطون لفضح الأكاذيب التي تنتجها الإدارة الأمريكية للاستمرار في حروبها ضد الدول الضعيفة والمدنيين الأبرياء.


* لفضح الكذبة الأمريكية يمكن ربما استخدام كاسيتات القاعدة التي لا يعرف لهذا اليوم مصدرها ولماذا ما تزال بين فترة وأخرى تبث ولم لم تمنعها السي أي أي ولا البنتاغون ولا الأف بي أي ولم تحاول البحث عن مصادر إرسالها، ولا ان تطالب بتفسير بثها، رغم منعهم لأمور غيرها، علما بأن الأخيرة لها اليد الطولى في كل مكان كما في السجون السرية المفضوحة في أنحاء العالم التي اعتقلت فيها الأبرياء للتحقيق معهم. وأخيرا مجيئها الى فرنسا لاعتقال شاب غير بالغ اخترق موقع الرئيس اوباما في شبكة تويتر.


هذا غيث من فيض ممن لا يصدق الرواية الرسمية ويرفضها ويقدم البرهان تلو الآخر يوما بعد يوم ليدحض رواية من ألصق بالعرب والمسلمين عملية تدمير برجي التجارة العالمي والبرج السابع والبنتاغون، وبالأخص ما يروجه اعلامه الكاذب وتابعوه في أوروبا لتعبير الإرهاب الإسلامي الذي أصبح كلمة عادية تطلق على كل ما يمارسه الغرب من إرهاب ويلصقه بالعرب والمسلمين لتحقيق نهبه ووضع يده على مقدرات الشرق الأوسط. فحتى البسيط من الغربيين لم يعد يصدق الروايات، خاصة غير المحبوكة والمليئة بالمغالطات حول تنظيم القاعدة، فما بالك منها التي تجره الى حروب تدميرية وأزمات اقتصادية هو في غنى عنها لأنه أساسا موضوع في أزمة تمس جيبه وحياته وحريته وحياة ملايين من الناس والسلام العالمي، مما حدا بكاتبة يهودية وأستاذة معروفة في باريس هي أيستر بن بسه من نشر مقال في صحيفة 'الليبراسيون' تقول فيه ان يهود فرنسا وبالأخص مجلس اليهود فيها crif. هم من يحرض على المسلمين في فرنسا.


يورد بوب وودوردز الصحافي الأمريكي الذي كان وراء كشف فضيحة ووتر غيت في عهد الرئيس نيكسون في كتابه حول غزو العراق، ان وولفيتز كان يستعجل بوش ورامسفيلد وتشيني لغزو العراق بعد ضرب أفغانستان بقوله: أتركوا أمر أفغانستان ولنستعجل في ضرب العراق. ووولفيتز هو نفسه الذي ارسل رسالة الى نتنياهو يقول له فيها: لم تعد لدينا ثقة بكم بعد كل ما فعلناه لكم في غزو العراق تبيعون أسرار الولايات المتحدة العسكرية، ويوبخه فيها على تسريبه او ربما على الأرجح على بيعه أسرارا عسكرية أمريكية للصين، ضمن اتفاقيات التعاون العسكري بين تل أبيب وواشنطن، معتبرا ذلك خيانة كبرى له. ومؤخرا صرح المجرم نتنياهو بزهو كبير وبمناسبة الميلاد التسعين لوالده المجرم من عصابات الهاغانا بأن والده هو من تنبأ بحادث نيويورك؟


ان التعتيم والرقابة على حادث نيويورك وفاعليه والاتهام مع سبق الإصرار الموجه للعرب والمسلمين وتجريمهم في أمريكا وأوروبا وتجريم دينهم المتزايد والمقلق جعل شعوب 24 بلدا وبنسبة 92' تقول في آخر استطلاع للبي بي سي اجري في نيسان/ابريل 2010 ان إسرائيل لها نفوذ سيء وغـــــير ايجابــــي على العالم، مقابل 59' من الأوروبيين في 2004 في استفتاء للمفوضية الأوروبية ممن صرح بأن الكيان الصهيوني هو من يهدد السلام العالمي وترتفع النسبة الى 75' في بلدين هما هولندا والسويد.


لقد نجحت المقاومة العراقية المجاهدة في تكذيب مقولة بوش، الذي أعلن بعد عدة أسابيع من غزو العراق انتصار قواته البربرية في العراق، بل انها هي التي جرت الولايات المتحدة الى منحدر هاوية الأزمة المالية القاتل الذي ما يزال أثره قائما وسيستمر لسنوات، حينما واصلت فصائل المقاومة البطلة بتكبيد جيش الاحتلال الخسائر تلو الخسائر في أجساد القوات العسكرية ونفسياتهم ومعنوياتهم ومعداتهم وحتى معنويات قادتهم الذين لم يعودوا يرون ضوءا في نفق الاحتلال المسدود. ان اخراج المحتل وقواته المجرمة من أرض العراق لن يتم الا اذا استمرت فصائل المقاومة بمقارعة جيش الاحتلال أينما وجد، بإستراتيجيتها الجديدة التي نفذتها مؤخرا- جعلت من العقيد مارك ميتشل قائد القوات غير المقاتلة والممنوح له وسام الخدمات المميزة عام 2001 في أفغانستان يقول عن المعركة الأخيرة في الحديدة في محافظة ديالى بأنها معركة شبيهة بمعركة الإنزال الأمريكي في النورماندي في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية - لكي يصبح هذا الوجود ثقلا لا يطاق على ميزانية دولة مديونيتها هي أعلى المديونيات في العالم، وينتهي بانسحابها واندحارها وبخيبة الحلم الإسرائيلي في استكمال احتلال فلسطين الذي كان وراء غزو العراق.

 

 





الاربعاء١٢ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ولاء السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة