شبكة ذي قار
عـاجـل










ألمقدمة

 

أن الذي يتابع الفضائيات الفارسية وهي تعلن الحرب على الاسلام بشكل صربح في هذا الوقت بالذات لابد له ان يقرن ذلك بالحملة التي يشنها اليهود والمسيحيون المتصهينون  الذين يريدون ان يسيطروا على دول العالم لصالح الرأسمال اليهودي الذي يقبض ويتسلط على زمام الامر  في دول العالم الرأسمالي ( امريكا والدول الرأسمالية الاوربية ) .

 

لم يكن هذا التوقيت من قبيل الصدفة , بل انه قد خطط له من قبل ان يأتي الغرب وفي مقدمتهم  أمريكا بنظام الملا لي ليحكموا إيران , لتحارب النظام الوطني في العراق ساعين لاسفاطه بالنيابة عنهم , بعد ان تخلى شاه ايران عن ذلك بعد عام 1975 . والذي كان بتتبع الاحداث الخاصة بهذا الموضوع يجد ان مجرم الحرب بوش كان بردد الخرافة اليهودية التي وردت في توراتهم التي حرفها حاخاماتهم قي بابل , والتي تتحدث عن ياجوج وماجوج وعن معركة هرمجدون . ولعلكم قد سمعتم تصريحاته المجنونة عن  تنقلات الياجوج والماجوج ما ببن العراق وافغانستان ولابد من احتلال العراق للقضاء عليهما في بابل .. كما لاننسى حملة المسيحيين المتصهينين في اوربا وامريكا لتشويه صورة الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه , والاعتداء على حرمة القرآن الكريم والتهديد مؤخراً بحرقه من فبل احد القساوسة الامريكان المطرود من ألمانيا لارتكابه جرائم جنائية , علماً ان هذا القرآن قد أُوهين في العراق من قبل الجنود الامريكان حيث قاموا بتمزيقه وبرميه بالرصاص , كما قام الصهاينة الذين يتحكمون بمصائر مسلمينا الاكراد في شمال العراق بحرقه أمام أنظار الناس , كما دنسوه في ايران بوضع صورة المجوسي آية الشيطان الخميني في الصفحة الاولى من الطبعة الاولى التي طبعوها في أول عهد ولاية الفقيه . وهكذا فأن توقيت مجوس الفرس لهجومهم الأخير على الإسلام قد جاء في إطار الهجمة الصليبية الصهيونية الأخيرة على الإسلام ومعززة لها . مساعدين بذلك هؤلاء الصليبين المتهودين على فريتهم في إن الإسلام دين إرهاب وما المسلمين إلا قوم من القتلة ,وهم الذين كانوا وراء انهيار برجي التجارة في نيويورك والذي كان سبباً في إعطاء المبرر لغزو أفغانستان والعراق .

 

شيء من التأريخ .......

لم تكن هذه المرة الأولى التي وقف فيها مجوس إيران مع أعداء الإسلام وإثارة أطماعهم لاحتلال أرض المسلمين وبالأخص منها ارض العراق وسواحل الخليج العربي , وكانوا يتمنون أن ينال هذا الاحتلال من مكة المكرمة , لأنهم كانوا يمنون أنفسهم بأن يكون الأمر لهم في أراضي المسلمين بعد انسحاب المحتلين منها . ومن الأمثلة على ذلك ما يلي :-

 

1 ) كان لمجوس الفرس المتلفعين بعباءة الإسلام دورا خبيثا في إسقاط الخلافة العباسية وذلك بمساعدة وتحريض هولاكو على احتلال عاصمة الخلافة بغداد وفي مقدمة هؤلاء الفرس مؤيد الدين ابن العلقمي الذي امّن به الخليفة المستعصم واتخذه وزيراً للخلافة , ولكنه خان الأمانة وأصبح جاسوساً لهولاكو وسلمه بغداد والخليفة مع الكثير من رجال الرأي والعلم ليقتلهم بأبشع مجزرة بشرية . كما كان لرجالات إيران وفي مقدمتهم نصير الدين الطوسي المُتوفى 672 1283 الذي أخذ يشجع هولاكو ويهوّن عليه احتلال بغداد , ويصدر الفتاوى التي تدعو الناس للقبول بحكم الكافرين للمسلمين , ومن هذه الفتاوى الزنديقة , أنه أفتى بشرعية تفضيل حكم الكافر العادل على حكم المسلم الجائر ....!!!!؟؟؟؟ ( وهو ما أفتى به الزنديق في هذه الأيام آية الشيطان السستاني )  ... وكان من عدل هذا الكافر ان قام بذبح العراقيين وقطع رؤوس أكثر من عشرة آلاف من أهالي بغداد وجعل منها تلّاً في المنطقة التي تسمى اليوم في بغداد بالميدان ووقف وهو يمتطي جواده على   قمة هذا التل من الرؤوس البشرية مزهواً بانتصاره على دولة الإسلام . وتسمى هذه المنطقة لحد الآن في بغداد بمحلة (كوك نزر ) وهي كلمة تركمانية تعني (منظر الرؤوس ) . وبعد ان استقرت الاموربيد الايلخانيين سيطر هؤلاء الفرس على أمور الدولة , ووقع العراقيون في محنة جديدة في عهد السلطان اراغون بن أباقا 683 – 690 1284- 1291 نتيجة التقاء الحقد الفارسي مع مكر وخبث اليهود ضدهم . وقد تجرأ اليهودي , الذي عهد اليه أراغون بالوزارة , وبدفع وتعاون رجال الدين الفرس الذين افتوا ( بأن الناس على دين ملوكهم ...!!! ) , إلى أن يقترح على اراغون , بان يحول الكعبة المشرّفة إلى معبد لعبادة الاصنام ......

 

 2) في عهد تيمور لنك الذي احتل إيران , ثم ساعده الفرس أنفسهم في احتلال العراق في 790 1393 وقدم له رجال الدين الفرس ( المجوس الذين لبسوا رداء الإسلام ) الفتاوى الكافرة , حيث أفتى شريف الجرجاني باعتبار توسعاته الخارجية ( كرامات صوفية تصدر عن الإلهام الإلهي ...!!! ) , كما أفتى نفسه في تفسير الآية الكريمة ( وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ) بأن تيمور هو ( ولي الله ) , وانه المجدد للدين الإسلامي على رأس القرن الثامن عشر . ولكل ذلك فقد كافأ تيمور الفرس على خدماتهم بأن عين الفارسي مسعود الخراساني حاكماً على بغداد . وقد قامت في ذلك الوقت , حركات فارسية تدعو لبعث دولة الفرس ,عن طريق الدعوات الدينية والغلو , كما هي الحال في الحركات الفارسية في أي وقت . ومن تلك الدعوات (الحروفية) التي أسسها فضل الله الاستربادي ,الذي قيل أنه جاور النجف عشرين سنة  , وأخذ يدعو إلى إغفال الأحكام الشرعية , واوّل آيات القرآن الكريم , وأخذ يبشر بأفكاره هذه في أنحاء إيران , وتلقى البيعة سراً, على أن يخرج بالسيف متى حان الوقت ليقتل العرب . وبعد أن قتله ميرانشاه بن تيمور , لم يتهيب أتباعه من بعده في الخوض في افكار الزندقة والغلو , وأنها حلقة من سلسلة الاضطرابات التي أشعلها العنصر الفارسي على العرب , عن طريق التظاهر بالدين , فقد اعتبر الحروفيون مهدية فضل الله عليهم ( رجعة المجوسي خسرو من غيبته في الغار ) , الذي اعتبروه ( مظهراَ لمخلصهم القديم من الفتح العربي وقائداَ للعنصر الفارسي لإبادة العرب بحد السيف )

 

3) ومنذ نهاية القرن الخامس عشر بدأ دور الصفويون الذين وجدوا في التحالف مع البرتغاليين في كسر شوكة العرب على امتداد سواحلهم البحرية ( سواحل الشمال الأفريقي والشام وجنوب الجزيرة والخليج العربي ) . فقد تحالف أول شاه صفوي وهو إسماعيل بن حيدر ألصفوي البرتغاليين وهو يعرف بأن المسلمين العرب كانوا يُذبحون في اسبانيا بعد أن توحدت مع البرتغال لهذا السبب وكانت الملكة إيزابيلا ملكة البرتغال هي التي تقود هذه المذبحة وتوجه الكاردينال خمينيث دي سينسيروس , مطران طليطلة ورئيس الكنيسة الاسبانية ورئيس كل محاكم التفتيش التي كانت تخيّر العرب المسلمين ما بين التنصّر أو القتل مستخدمة أبشع أساليب التعذيب, مما أدى ذلك إلى هرب الكثير من المسلمين إلى شمال إفريقيا وقد شكلوا دفاعاتهم البحرية ليصدوا الغزوات البحرية التي شنها البرتغاليون على السواحل العربية في البحر الأبيض المتوسط بادئين أول الحملات الاستعمارية في التأريخ . إلا أن ثوار البحر العرب قمعوا هذه الغزوات بقسوة مما دعى البرتغاليون ومن بعدهم مستعمري الدول الغربية بأن يدعوهم بالقراصنة .......... كان الشاه إسماعيل الصفوي من التركمان السنة , فقد كانت أسرته تنتسب إلى الشيخ الصوفي صفي الدين المتوفى في1334م  . وبسبب نزعاته التوسعية على حساب الأرض العربية وبالأخص ارض العراق والشام والخليج العربي ,مستهدفاَ السيطرة على السواحل العربية في البحر الأبيض المتوسط والخليج العربي وجنوب الجزيرة العربية , ابدل مذهبه وأصدر فرماناً ( قانوناً ) جعل مذهب أهل إيران شيعياً واستعمل القوة المفرطة لفرض مبدأ التشيع على الشعوب الإيرانية , بعد أن كانت سنية , ولم يكن هذا التشيّع من اجل التديّن والعبادة بل كان لأغراض سياسية وعسكرية , وذلك لكسب شيعة العراق والأقطار العربية وإثارة الفتنة الطائفية فيها بغية خلق المشاكل بوجه الدولتين العثمانية التي كانت تتبع المذهب الحنفي ودولة المماليك السنية في الشام ومصر . وبالتالي فرض امتداد إيران على هذه الأقطار العربية ومن ثم السيطرة على كل سواحل بحارها . وقد سانده أولائك المجوس من الفرس الذين ارتدوا الرداء الإسلامي ولبسوا العمامة بشكليها الأسود والأبيض وليفتوا بالفتاوى التي يهدموا بها الإسلام من داخله , بغية التسلل من خلال ذلك لإعادة الديانة المجوسية لتعم المنطقة . وكم كان ذلك الأمر مفرحاً لهذا الشاه للدرجة التي أصبح فيها مجوسياً فارسياً أكثر من مجوس الفرس في الدعوة لعودة إمبراطورية الفرس المجوسية التي أنهاها الإسلام في عهد الخليفة الراشد غمر بن الخطاب رضي الله عنه .                                              

 

وحين احتل إسماعيل الصفوي بغداد أمر بمذبحة راح ضحيتها عدد كبير من أهلها دونما  مبرر غضب كل العراقيين بكل طوائفه المسلمة من عرب وأكراد , ووقفت كل العشائر العربية ضد هذه الهجمة الفارسية اللئيمة ضد العرب وعروبة العراق . وقد أشار المؤرخ ابن شدقم لذلك يقوله (فتح الشاه إسماعيل وفعل بأهلها ما لم يسمع بمثله قط في سائر الدهور من اشد أنواع العذاب ). واتبع إسماعيل الصفوي سياسة اتسمت بمحاولة تفريق الأمة الواحدة , فتظاهر بالاهتمام ببعض المراقد الدينية المقدسة , بينما كان في الوقت نفسه يقوم بضرب القبائل العربية وسلب أموالها , وباضطهاد قسم من السكان وتخريب مزاراتهم ) .... ويعلق الأستاذ عباس العزاوي على ذلك بقوله ( إن الداعي لهذه الأعمال من تعمير مراقد ألائمة عليهم السلام وتخريب مشاهد الآخرين لا يقصد به إلّا تمزيق الأمة العراقية وإضعاف مقاومتها , ولم يكن غرضه الحرمة الدينية والخير للأمة ) ..... ومن ظواهر زندقة هذا الشاه وإساءته للإسلام , استهانته بكل الخلفاء المسلمين ( الخلفاء الراشدين الأربعة , أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وخلفاء بني أمية وبني العباس ) , أنه عين خادم بيك والياً على بغداد , وأطلق عليه لقب ( خليفة الخلفاء) , وهذا يعكس كرهه للعرب والمسلمين واستهانته بكل التأريخ الإسلامي , وذلك بتنصيب احد مجوسي الفرس خليفة لكل الخلفاء المسلمين ( بضمتهم الإمام علي عليه السلام ) , وبذا يصبح هذا الزنديق ( إسماعيل ألصفوي الذي نصّب خليفة الخلفاء )  أعلى من خلفاء المسلمين جميعاً .....!!! . 

 

4) وقبل الانتقال إلى ذكر ما ابتدعه الضلالي إسماعيل ألصفوي من ضلالات وبدع  كافرة لتدخل ضمن الممارسات والدعوات والمفاهيم الني تشوه كل القيم الإسلامية , وما وراء كل ذاك من أسباب ومبررات , هدفها تشويه الإسلام وقيمه , وصولاً إلى ما يقرّب هدفهم في إعلان الديانة المجوسية , نذكر انتهاز الشاه الصفوي عباس الأول تمرد بكر صوباشي ضد العثمانيين في بغداد في 1033 1623 حتى أعاد احتلال بغداد بعد أن تحررت في عهد السلطان سليمان القانوني في 1566م . ثم استغل هذا الشاه ألصفوي انشغال الدولة العثمانية في هذه الفترة بحربها مع الدول الأوربية التي كانت تقف بوجه انتشار الدعوة  الإسلامية في أوربا الشرقية ودول البلقان , فاتفق مع الكنيسة والدول الأوربية باستمرار حربهم مع مسلمي شرق أوربا والدولة العثمانية ويتكفل هو بمشاغلة الدولة العثمانية من حدودها الشرقية والعراق . وأرسل بيد صديقه الانكليزي السير انطوني شيرلي رسالة إلى بابا الفاتيكان وملوك وأمراء أوربا ( إمبراطور ألمانيا وملكة انكلترا وملك ايكوس واسبانيا وفرنسا وبولونيا ومجلس فينيسيا ) , المجتمعين حول موضوع التصدي العسكري لنشاط الدولة العثمانية الخاص بنشر الإسلام في شرق أوربا , وقد اشتملت رسالة الشاه هذه على مايلي :-    

 

{ أيها الأمراء الذين يؤمنون بالسيد المسيح [..!! ] وإنه عندما يصلكم شيرلي يا أمراء المسيحية , فان رجاءنا إن  تعتمدوه في كل ما تطلبوه منّا أو ما ينقله عن شخصنا ... }

 

وهكذا نجد أن مجوسية هذا الشاه المغلّفة بأرتداءه رداء الإسلام قد دفعته للتعامل مع كل الجيوش الصليبية لملوك وأمراء أوربا يقودهم بابا الفاتيكان , في الوقت الذي إندفع فيه لاحتلال العراق , وتمكن من احتلال بغداد , بعد مقاومة ضارية . وروى المؤرخ مرتضى نظمي زادة نقلاً عن والده الذي عاصر هذه الأحداث , إن القوات الإيرانية فتكت بالكثير من السكان وان من سلم من القتل لم يسلم من التعذيب , وأن العديد منهم أرغموا على ترك بيوتهم وأراضيهم . وإن الأمان الذي نودي به كان أمانا خادغاً , إذ تلا ذلك الاضطهاد المنظم لفئات وطوائف من المسلمين دون أخرى بغية إثارة الفتنة بين المسلمين . ( فما أشبه اليوم بالبارحة .......!!! ) .

 

ماجاء به الصفويون من بدع ودعوات وممارسات ضالة , وخلفياتها المجوسية

 

1) تقديس أرض كربلاء وتفضيلها عن أرض الكعبة الشريفة ....

 

 لبيان إن مجوس الفرس يقدسون ارض كربلاء , لابد من ذكر بعض الحقائق التاريخية التي حدثت في عهد الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه , حينما نفذ وصيّة رسول الله ( صلى الله عليه وسلّم ) ومن بعده وصّية الخليفة الراشد الأول أبو بكر الصديق رضي الله عنه , القاضية بمساندة ثورة العراقيين التي كان يقودها المثنى بن الحارثة الشيباني لتحرير العراق من الاحتلال الفارسي الذي كان يتخذ من المدائن عاصمة لحكم احتلاله للعراق . فقد كان العراقيون قد دوخوا الفرس ومن خلال كل قبائلهم العربية التي وقفت صفاً واحداً مع دولة المناذرة العربية في العراق والتي كانت عاصمتها الحيرة التي كانت تبعد بضعة كيلومترات من الجنوب لموقع الكوفة الحالي , حيث لم تكن الكوفة موجودة كمدينة آنذاك ولم تكن هذه هي الدولة العربية الوحيدة في العراق بل كانت آنذاك دولة تكريت التي اتخذت المسيحية كديانة لها , إذ أن أغلب  عرب العراق كانوا قد توجهوا نحو النصرانية كديانة لهم قبل مجيء الإسلام رافضين بشدة اعتناق ديانة أعداءهم الفرس, كما كانت دولة الحضر مابين نينوى والشام والني كانت عصية على كل من الروم والفرس . وهكذا يبدو جلياً إن الاصطدام بين الفرس والعرب إنما كان هدفه الأول القضاء على احتمالات التحرك العربي الموحد الذي كان يهدد كيان الدولة الساسانية . ولابد أن نذكر هنا إن مجوس الفرس , ورغم عداءهم لهذه الدول العربية , فإنهم كانوا يتعلمون منها أصول التحضر والثقافة والفروسية , للدرجة الني دفع يزدجرد الأول أن يرسل ابنه الوحيد بهرام ليتربى بين أهل الحيرة وبرعاية ملكها النعمان وفي قصره المهيب ( الخور نق ) . وقد أحسن النعمان رعاية بهرام , وعمل على تربيته وتأديبه بالعادات والأخلاق العربية , فشب فارساً وأديبا متمكناً , ويروى انه بلغ من تأدبه بلغة الضاد قول الشعر فيها . ولما مات يزدجرد تآ مر عظماء الفرس  لحجب المُلك عن بهرام . ويقول الطبري أن المنذر ابن النعمان قاد ثلاثين ألف فارس عربي إلى طيسفون وبهرسير , مدينتي الملك الفارسي , وفرض بهرام شاهً للساسانيين بالقوة ... إن ذكر هذه الفرشة من المعلومات عن وضع العرب في العراق بغية إعطاء صورة واضحة عن قوة العرب في وادي الرافدين قبل الإسلام وكيف كانت مساهمتهم قوية في قادسية سعد بن أبي وقاص التي حررت العراق ووحدت صفوفهم تحت راية الإسلام . وبمناسبة ذكر قادسية سعد , لابد أن نعرج عليها لعلاقة نتائجها بتقديس مجوس الفرس لأرض كربلاء بعد أن كانت نكبتهم فيها في أواخر العشرة الأولى من محرم عام 16 للهجرة .

 

عندما نتحدث عن معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب ( رض ) التي حررت العراق من الاحتلال الفارسي وقضت على دولة الفرس المجوسية وأخمدت نيرانها ,لابد أن نتعرف على أنها قامت في ( في ثلاثة أيام بقين من شوّال من عام 15هجري , ودامت الأيام الحاسمة منها أربعة أيام , ابتدأت يوم الاثنين ( 6محرم ) من عام 16 هجري والمصادف 19شباط 636م . وانتهت بانتصار العرب وهزيمة الفرس هزيمة ساحقة , وانسحبت بعدها فلولهم نحو المدائن تتبعها القوات العربية .

 

كان ميدان المعركة يقع إلى الغرب من نهر الفرات , حيث عبرت قوات الفرس إلى هذا الجانب من الفرات بجسر أنشأه الفرس , وبالمقابل لحصن قادس في الحيرة الذي اتخذه القائد سعد بن أبي وقاص قاعدة لانطلاقه في مقاتلة الفرس , وبعد أن عبرت طلائع قوات الفرس , اتخذ رستم خيمته شمالاً ما بين الحيرة والكوفة , لان الجهة الجنوبية من ساحة المعركة كانت قوات المسلمين قد سيطرت عليها , لان المثنى بن الحارثة الشيباني قد سيطر عليها عام 14 هجرية بمساعدة القوات العربية الإسلامية التي أرسلها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه) في معركة البويب ..... لقد كانت مع الجيش الفارسي حين تقدمه ثلاثون فيلاً , إلا أن جيش المسلمين جعل هذه الفيلة جزءً من مجهوده العسكري عندما وجه سهام ورماح فرسانه لتفقأ عيون هذه الفيلة , فانقلبت مذعورة إلى الخلف لتكون سبباً في تخلخل قوات العدو وهزيمته منسحباً باتجاه المدائن . إما  قائد الفرس رستم وبعض من جيشه الذي عبر معه الجسر فقد بقوا في الجانب الغربي من الفرات وكان هروب هذه الثلة من جيش العدو فقد كان باتجاه الشمال نحو منطقة كانت تسمى منذ عهد البابليين باسم ( كربلاء ) . وحينما دخل المسلمين خيمة رستم فلم يجدوه , فقد هرب هو الآخر بذات الاتجاه ( اتجاه كربلاء ) , إلى أن لحق به ( هلال بن عفلة ) فقتله وهو يحاول عبور الفرات إلى الجهة الشرقية منه في منطقة كربلاء , ثم ونادى ( قتلت رستم ورب الكعبة ) ........ وهكذا فرض المجوس المتلفعين بعباءة الإسلام هذا المأتم السنوي على المسلمين , وبالأخص منهم العراقيين ( وفي مدينة كربلاء ) ليؤبنوا ( رستمهم ) الذي قُتل في هذه المدينة , وعلى ترابها , وبذات الأيام التي أستشهد فيها الحسين عليه السلام , بعد مضي ما يقرب من ثلاثة عقود من قادسية سعد وانتصار المسلمين على الفرس فيها ........ فإنهم إذاً يبكون ويلطمون ويطيرون الرأس ويضربون الظهر بالزنجبيل الأمريكي الصنع , حزناً على رستم وجنوده التي دنست أرض كربلاء وترابها الذي يتبركون به وصنعون منه الترب التي يصلون عليها ويدعون المسلمين الاعتبار كربلاء هي القبلة التي لابد أن يتوجهوا نحوها بدلاً من الكعبة المشرفة , وإن من دعي إلى ذلك كان إسماعيل ألصفوي  ..........!!!!!!! . 

 

فيما تقدم كان ما حدث في الجانب الغربي من الفرات , إما ما كان يخص الجانب الشرقي من المعركة فإن الجيش العربي الإسلامي قد لاحق فلول جيش الفرس , وقضى على كل المحاولات التي وضعها العدو لإعاقة تقدمه , إلى أن دخل المدائن محتلاً , وفرّ يزدجرد وبطانته إلى حلوان , تاركاً كل شيء ومن ضمن ما ترك النساء . وعندما دخلها سعد رضي الله عنه , قرأ في الإيوان ( كم تركوا من جنات وعيون وزروع ......)  ثم صلى صلاة الشكر , وكان ذلك في العشرين من صفر عام 16 هجري .... وهنا , ماذا تتوقعون أن يسمي مجوس الفرس المتلفعين بالعباءة الإسلامية هذا اليوم ..........!!!؟؟؟ ... إنهم أطلقوا عليه اسم مردّ رأس الحسين عليه السلام ......      

 

إن المجوسي إسماعيل ألصفوي , لم يكن في يوم من الأيام محباً للإسلام ولا يحب أي شيء يمت للإسلام بصلة , وفي مقدمة ذلك القرآن الكريم ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم ونساءه أمهات المسلمين رضي الله عنهن جميعاً , ولا يحب الحسين وأبيه الإمام علي عليهما السلام , بل اتخذهما أسباباً وواسطة لشق وحدة صف المسلمين عن طريق تلفيق الأحاديث المكذوبة التي ينسبونها إليهما ( عليهما السلام ) وهم براء منها  (وحاشاهم من الكذب ) . وكذلك الحال بالنسبة لآل البيت الأطهار ( عليهم السلام ) . وراحوا بالغلو في حبهم لآل بيت الرسول , للدرجة التي توصل المسلمين إلى الإشراك بالله , ويؤولون آيات القرآن الكريم ويفسرونها باتجاه جعلهم نداً لله سبحانه وتعالى , وعلى سبيل المثال لا الحصر, فإنهم يعتبرون الإمام علي ( عليه السلام ) وجه الله ؛ تفسيراً للآية الكريمة ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) .... وتصوروا إلى أي الحدود من الإشراك بالله (بل الكفر به ) الذي يريدون إن يوصلوا المسلمون إليه ....!!!؟؟؟ 

 

العمائم الصفوية تكره الإسلام وتكره رموزه وتهيئ الأذهان للمجوسية

 

العمائم الصفوية , وعلى رأسهم في هذا الزمن , الولّي الفقيه القابع في طهران ,هم زمرة مجوسية توارثوا المجوسية ملفوفة بعمائمهم السوداء والبيضاء , ويضحكون على عقول السذج والبسطاء من المسلمين , مهيئين عقولهم لتقبل المفاهيم ومن ثم , وبشكل تدريجي قد يستغرق مدة من الزمن , يتقبلون عقيدة المجوس وديانتهم , مستغلين شتى أشكال الدجل والأكاذيب والتقية  في طرح أحاديثهم على الناس حتى يحين الوقت لإعلان ذلك بشكل صريح . وتجتهد دولة ولاية الفقيه أنه قد آن الأوان لإعلان ذلك .... ولهذا فقد كثفوا نشاطاتهم في إعلان دعواتهم الإشراكية بالله والتشكيك بالمضامين القرآنية وبتفسير البعض من آياته بما يلاءم وأهدافهم التي تقرب المسلمين من الإشراك بالله والكفر . وهم يكرهون الرموز الإسلامية المذكورة في أدناه مع ذكر الأسباب :-

 

  1) القرآن الكريم .. الصفويون المجوس يكرهون القرآن الكريم , ولكي يدعوا المسلمين إلى رفض القرآن خرجوا لهم بشخصية المهدي المنتظر الذي يحتفظ بالقرآن الحقيقي ....!!!! , تماماً كما ينتظر اليهود المسيح المخلّص , فهم لا يعترفون بعيسى المسيح وما أنزل الله من إنجيل وكانوا سبباً مباشراً في عدم جمعه بعد صلب المسيح عليه السلام بسبب تحريضهم للحاكم الروماني لملاحقة حواريو عيسى عليه السلام مما حرمهم من الاجتماع ليكتبوا الإنجيل قبل نسيانه , كلٌ لما حفضه إثناء نزول الوحي على سيدنا عيسى المسيح , مما دعى الأمر أن يكتبه التابعين بعد عدة أجيال , وكما ينظر المجوس إلى مهديهم خسرو مجوس القابع في إحدى السراديب والذي سيخرج ليقتل كل العرب ويعيد دولتهم المجوسية .. 

 

 

2) رسول الله محمد ابن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) ... يكرهه الصفويون لأنه صاحب الرسالة السماوية التي أخمدت نار مجوسيتهم , وأنهت دولتهم التي كانت تضمر الحقد والاحتقار لكل ما هو عربي . ويقتدي إسماعيل ألصفوي ومن جاء من بعده من الصفريين , بما ردّ كسرى على عبدالله السهمي الذي حمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى , يدعوه إلى الإسلام , حيث كان هذا الرد : ( كيف يكتب إلىَّ بهذا وهو عبدي ) , وأصدر أمره إلى باذان عامله باليمن يطلب منه إلقاء القبض على الرسول ( ص ) وإرساله مكبلاً إليه ... ووجهوا إليه , عن طريق أصحاب العمائم السوداء والبيضاء التي خرّجوها  سبّابة لعّانة  من حوزات الكفر والدجل  ومن دونما أساس ديني أو علمي , مختلف الاتهامات غير المباشرة التي تشكك به كنبي ورسول عن طريق اتهام  صحابته ( رضي الله عنهم جميعاً ) وزوجاته ( أمهات المسلمين ) رضي الله عنهن, وبالأخص منهن أمنا عائشة التي جاهروا مؤخراً بسبها والافتراء عليها بما لا يليق بأي امرأة , وما بالكم بأن تكون هذه المرأة هي رسولنا محمد الذي برأها الله من سابع سماوات ...!!!؟؟؟ . ثم كان آخر بهتانهم بحقها رضي الله عنها ؛ احتفالهم بيوم وفاتها في لتدن من (الزاني ) ياسر الخبيث وشلة من دونية البشر , الذين لا أشك يوماً بأنهم من الفرس , أو إن أمهاتهم لم يصدقن في نسب آبائهم , وكيف لا  وان المتعة هي جزء من دين مجوس الفرس .......!!!؟؟؟ ...... إن ذنب أمنا عائشة في كل ذلك انها ابنة الخليفة الراشد أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه . هذا الخليفة الصدّيق الذي صدق في تنفيذ وصيّة الرسول عليه الصلات والسلام في نجدة عرب العراق في ثورتهم بقيادة الحارثة الشيباني , رغم انشغاله في القضاء على المرتدين عن الإسلام بعد وفاة الرسول عليه الصلات والسلام , والذين كان يقودهم مسيلمة الكذاب , ووصيته إلى الخليفة الراشد الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو على فراش الموت بأن يرسل القوات الإسلامية لتحرير العراق من الاحتلال الفارسي .      

 

3) الخلفاء الراشدين الأربعة : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان وعلي ابن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم ...

 

 أ ) أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه .. وأسباب كره المجوس المتلفعين بثوب الإسلام له لأنه ثبت الإسلام بقضائه على دعوة المرتدين على الإسلام ففوّت على اليهود والفرس فرصة نهاية الدين الإسلامي , من جهة , والبدء بإرساله القوات العسكرية الإسلامية لتقف مع عرب العراق في تحرير العراق من الاحتلال الفارسي , من جهة ثانية , وكما ذكرنا ذلك فيما كتبناه أعلاه .

 

 ب ) عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ويكرهه الفرس لأنه حررالعراق من الاحتلال الفارسي وكذلك تحريره للشام وبيت المقدس ومصر من احتلال الروم , ونشره للدين الإسلامي في هذه الاقطارالعربية . ومن شدّة كرههم له أرسلوا له أبو لؤلؤة المجوسي فاغتاله وهو يصلّي . ومجوس الصفويون الذين يحكمون في إيران اليوم قد بنو للمجوسي أبو لؤلؤة مسجدا يلزمون الناس على زيارتهً واعبروا زيارته افرض من زيارة ضريح الأمام علي ابن أبي طالب علي السلام واعتبروا منزلة هذا المجوسي أعلى من منزلة كل الأنبياء .   

 

ج ) عثمان ابن عفان رضي الله عنه .. لأنه جمع حفضة القرآن ودونه ليتداول المسلمون قراءته جيلاً بعد جيل وإلى ماشاء الله من الزمن .واستمراره في نشر الإسلام في هذه الأقطار .

 

 د ) علي بن أبي طالب وأبنيه الحسن والحسين عليهم السلام , وكل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وقد أرسلوا للإمام علي عليه السلام , بعد أن حارب فتنتهم وقتل الكثير منهم في النهروان , المجوسي عبد الرحمن ابن ملجم الذي اغتاله وهو يصلي في رمضان ..... كما اغتالوا الحسين عليه السلام , حينما نكثوا بوعدهم بعد أن جاء وأهله إلى الكوفة على أمل أن يقاتلوا معه ضد جيش يزيد ابن معاوية , فانقلبوا عليه واصطفوا مع جيش عبيدا لله ابن زياد وتركوه وحيداً ليقتل . إن الحسين لم يقتل من قبل أهل العراق كما أشاعوا , بل قتله غدر المجوس واليهود من جماعة عبد الله ابن سبأ الذين لم يدخلوا الإسلام إيماناً به بل من اجل إثارة الفتن والدسائس وقتل رموزه كما هي الحالة في استشهاد الحسين . إما الأجيال اللاحقة من آل البيت وكذلك الحال بالنسبة لعلي وابنه الحسين فقد اظهروا الحب (الكاذب ) لهم من اجل أن يتخذوا منهم أسبابا لفتنة المسلمين وتمزيقه من الداخل .........

 

الخاتمة

مما تقدم يستدل القاريء الكريم بأن هجمة دولة الولي الفقيه علي رموز الإسلام عن طريق فيلق المعممين التابع لحوزات الكفر والزندقة , جزء من تخطيطهم ألصفوي للوقوف مع حملات الكفر العالمية تسهيلاً لخطتهم بعيدة المدى لاستبدال الإسلام ( خسئوا ) بدين يقربهم من العودة إلى الديانة المجوسية , وان كل ما فرضوه من أقوال وروايات كاذبة على لسان آل البيت وقيامهم بالممارسات التي يخادعون المسلمين بأنهم يمارسونها حباً لآل البيت , إنما هو جزء من مخططهم القديم لتشويه الدين الإسلامي , وصولاً لجعل الإسلام مجرد ممارسات مجوسية ... والله من وراء القصد .........

 

 





الاثنين١٠ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد عبد الحياني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة