شبكة ذي قار
عـاجـل










العراق على أعتاب هاوية سحيقة إن سقط بها لا سمح الله فانه سينتهي كوطن موحد وكهوية قومية مسلمة ومؤمنة. العراق تسحقه سياسة المحتل عسكريا ومدنيا ومخابراتيا من جهة وتسحقه أدوات الاحتلال العرقية والطائفية من الجهة الثانية. والاتفاق الأمريكي _ الفارسي على دعم المالكي لرئاسة حكومة الاحتلال ما هو إلا خطوة متقدمة على طريق تقسيم العراق من خلال توطين الفئوية والعرقية، وعلى طريق منح العرقية الكردية ضمانات الحياة لدويلتها بضم كركوك إلى قصعة التقسيم الكردية العميلة مقابل ضمان دعمها لبقاء المالكي وحزب الدعوة, أي ضمان بقاء الاحتلال الفارسي كداعم لاتجاهات التفتيت الفئوية وكشريك استراتيجي للاحتلال الأمريكي.


واستلام المالكي لدورة جديدة ستكون بداية صفحة جديدة من تصعيد التدخل الإيراني الفارسي عبر خلايا نائمة، وأخرى مستيقظة في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية، في الوقت الذي بدأت مرحلة جديدة من النفوذ الفارسي في لبنان عبر زيارة احمدي نجاد. وستتقدم طهران خطوات جديدة وخطيرة في دعمها للتمرد في اليمن ولمدارس المد الصفوي في أرض العرب الأفريقية تحت غطاء التشيع المزيف الذي يخفي خلفه حقيقة إيران التوسعية القومية الفارسية على حساب العراق وباقي أقطار الأمة العربية.


الطريق الوحيد أمام العراقيين المؤمنين بتحرير وطنهم هي أن يرتقوا إلى مرحلة يكون فيها رد الفعل الوطني السياسي والمقاوم متفوقا على التصعيد الجديد في خط فعل الطائفية والعرقية المفتتة ولوسائل الدعم التي تقدمها لها أميركا وإيران لضمان نجاحها في تحقيق الغايات الإجرامية للعملية السياسية الاحتلالية. ونحن لا نرى أي مسلك حقيقي لهكذا ارتقاء إلا باللقاء الشامل لقوى التحرير على إستراتيجية عسكرية وسياسية موحدة. ثم أن هناك تغييرا جوهريا في المشهد الشعبي العراقي متأت من تدهور مسارات ونتائج العملية السياسية الاحتلالية، لا يمكن للجهد المعارض والمقاوم للاحتلال أن يبقى بعيدا عن استثماره لأن ذلك سيخسر المقاومة ما هو أعظم من خسارتها الناتجة عن اختراق الصحوات. إن المقاومة الموحدة بنهج سياسي وبقيادات وطنية مجربة ومعروفة وبلا لون أو رائحة أو طعم عرقي أو طائفي، بل بوطنية عراقية صافية وخالصة, ستكون قادرة على استثمار الرفض الشعبي المتصاعد وردود الفعل الظاهرة والمخفية ضد الاحتلال وإفرازاته ونتائجه وعملاءه مثلما ستكون مؤهلة لإيجاد بؤر جديدة للفعل المقاوم وخاصة في الفرات الأوسط وفي الجنوب وسيكون بوسعها المناورة المشروعة واحتواء الإرادة الجماهيرية التي تبحث الآن علنا" عمّن يحتويها ويؤطرها بمسميات ولا فتات وطنية وقومية وإسلامية مختلفة. أما أن تبقى بعض الفصائل معتكفة على مساحة فعل محدودة وكأنها لا تمتلك كل أرض العراق فإنها تعلم قبل غيرها إنها بذلك تحجّم دورها البطولي قبل أن يحجمها أحد وتضع نفسها في عنق زجاجة سيخنقها طال الزمن أم قصر. إن المحلية والإقليمية في خط فعل المقاومة يفقدها هويتها الوطنية ويقلص من احتمالات تحقيقها للنصر مهما تعاظمت إمكاناتها المختلفة. إن وحدة الفصائل السياسية والعسكرية لا تمنحها قوة وقدرات مضافة فقط، بل تعطيها قوة التمثيل الوطني وتسقط حراب أعداءها وتخرصاتهم وادعاءاتهم بمحدوديتها وطائفيتها أو حزبيتها أو فقدانها لهوية محددة.


إن إلحاح البعث وفصائله المقاومة على وحدة المقاومة ينبع من إيمانه العميق بأن هذه الوحدة ستعود بمردودات عظيمة لصالح مشروع التحرير الذي يمثل القاسم المشترك الأعظم بين جميع فصائل الجهاد البطلة أولا" ولأنه يعبر عن منهجية بعثية تؤمن بأن التعددية السياسية في مرحلة التحرير هي المدخل السليم للتعددية السياسية في مرحلة ما بعد التحرير. البعث اليوم يؤمن إيمانا قاطعا بالعودة إلى جوهر فكره الديمقراطي التعددي الذي أجبرته ظروف الطوارئ والمؤامرات والتدخل الخارجي والحروب التي فرضت عليه على عدم تنفيذه بشكله الأمثل وإعاقته من إصدار التشريعات التي تؤمن وتضمن ممارسته رغم أنها كانت قيد الدراسة والإنضاج على مستوى مؤسسات الدولة وعلى مستوى النقابات والجمعيات والاتحادات الجماهيرية والحزبية. والبعثيون اليوم قد تجاوزوا حتى شعارهم الذي رفعوه بعد انتقالهم إلى مرحلة الجهاد بالمقاومة المسلحة وهو (السلطة خلف ظهورنا) إلى شعار جديد هو(السلطة تحت أقدامنا) ليؤكدوا للجميع وقبل الجميع لذاتهم الوطنية القومية اليعربية المسلمة التحررية بأنهم لا يتحركون بأي اتجاه جهادي لغرض العودة إلى السلطة، بل لتحرير العراق عسى أن يطمأن بعض إخوتنا من رفاق السلاح ممَن يحسبون حساب السلطة ومَن يتولاها بعد التحرير. الله اكبر .. تحرير العراق بسطوة المقاومة البطلة هو أعلى عناوين السلطة وأعظم مجد وفخار يلبسه الرجال والأحزاب والفئات والعشائر والقبائل والجيوش والفصائل ولا يدانيه مجد الكراسي التي ما كانت يوما في معناها الشريف إلا لخدمة الشعب والوطن ولا أي مجد اخر.


إن المقاومة التي تحدّت أعظم ترسانة من التقنيات والتكنولوجيا المدنية والعسكرية وأشرس الخطط العسكرية والاستخبارية التي تنحني أمامها أعظم وأكبر دول العالم وأغرقتها في أوحال الهزائم المريرة لقادرة بعون الله أن تمنح العراق فرصة التحرير السريع والناجز بقرار توحد شجاع يفضي إلى وضع طاقات شعبنا بوسائل وتنظيمات وبؤر جهاد أقوى وأوسع وبهوية وطنية تناقض حال الاحتلال وعمليته السياسية لأن رد الفعل المضاد يأخذ أعظم مدياته عندما يتضح وتبان تعريفاته ومفاهيمه وقيمه ووسائل فعله.


aarabnation@yahoo.com
 

 

 





الجمعة٠٧ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥/ تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة