شبكة ذي قار
عـاجـل










فقدت الساحة العراقية المقاومة رمزا وطنيا ظل محافظا على نقاوة واصالة المبادئ والاخلاق, التي اعتنقها وتبناها الى اخر لحظات الحياة, التي عاشها بعيدا عن الوطن المحتل, عندما خطف منا القدر الالهي فجر يوم الاثنين الموافق 11/10/2010 الرفيق المناضل الدكتور محسن خليل, الذي وافاه الأجل وهو يصارع المرض العضال, الذي تمكن من جسده ولم يتمكن من عزمه وحماسه الوطني القومي.


ذلك الحماس الذي واصله وبشدة حتى وهو خارج مؤسسات النظام الوطني السابق, ليثبت لمدعي الوطنية والنضال ان النظام الوطني السابق زرع بذرة اصيلة تناضل في سببيل الوطن, اولا, وبمعزل عن مغريات السلطة ومنابرها الدبلوماسية, رغم سياسة واساليب التشوية والشيطنة, التي حاولت النيل من القيادة السياسية ورموزها.


كنا نتابع بشغف واكبار مواقف المناضل محسن خليل في الجامعة العربية ايام فترة الحصارالمجرم على وطننا, حيث كان المرحوم ممثل العراق الدائم بالجامعة. فقد كان صوتا مدويا في اجتماعات الجامعة العربية يدافع عن العراق وشعبه ضد حرب الحصا, مطالبا النظام الرسمي العربي بالايفاء بالتزاماته الاخلاقية قبل القومية لكسر الحصار عن شعب العراق.


لقد وظف المناضل محسن خليل كل امكانياته الفكرية والثقافية والدبلوماسية لخدمة الوطن والشعب, في مبدئية سياسية ترجمها في التمسك الاخلاقي والشرعي بحق تمثيل العراق وحكومته الوطنية بعد الاحتلال في الجامعة العربية, رافضا التخلي عن موقعه الرسمي(مندوب العراق الدائم) إلا بعد اوصدت الجامعة العربية, بالاحرى النظام الرسمي العربي, ابوابها امامه, ورافضا للاحتلال وممثليه. هذا الموقف الاخلاقي والمبدئي موضع تقدير واعتزاز عالي من كل عراقي وعربي شريف.


المناضل محسن خليل ظل محتفظا بجمرة المبادئ الوطنية القومية ,التي تربى عليها, بعد تركه منصبه الرسمي ليواصل مسيرة نضاله بعد الاحتلال, رغم معوقات المرض ومضايقات النظام الرسمي العربي. فقد انبرى بقلمه المقاوم يعري الاحتلال ومؤسساته الصورية وعمليته السياسية المسخة. كان قلما مقاوما, كنا نتطلع بشغف لقراءة مساهماته حول المقاومة العراقية, وتعريته للاحتلال الامريكي الايراني واذنابهما في العراق وبقية ارجاء الوطن العربي.


برحيل المناضل محسن خليل نكون قد خسرنا ليس فقط طاقة علمية بحثية ساهمت بجد واخلاص لرفع مكانة التراث العربي والمشمروع القومي النهضوي, بل ايضا طاقة تابعت تحليل الفكر الايراني(الفارسي) وتوضيح خطوطه الايديولوجية العنصرية. لقد كان المرحوم طاقة فكرية تمتلك الوعي السياسي الكلي, المرتكزة على وعي تاريخي وجغرافي للعراق والعرب. فعسانا لو إمتلكنا جزءا منه!


الرحمة والغفران لروحه الطاهرة وليتغمده الله برحمته الواسعة.
وذات الفجر الذي اخذك منا ستعوضه المقاومة العراقية بفجر التحرير القادم


علاء جواد الشمري

 

 





الخميس٠٦ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علاء جواد الشمري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة