شبكة ذي قار
عـاجـل










سعى التحالف الأمريكي الإيراني المُحتل لبغداد عاصمة الإسلام والعروبة، وحاضرة العلم والمعرفة، ومرتع رجال العلم بميادينه المختلفة، و...إلخ الذي مثّل تحالفاً مُخالفاً لشريعة الإسلام، فطرفه الأول كافراً (أمريكياً)، وطرفُهُ الثاني إسلامياً مُنافقاً (الحكومة والمؤسسة الإيرانية وامتداداتها الحوزوية)، إلى دموية وحدة الإسلام والمُسلمين، وتغييب الهوية التاريخية، والهوية الوطنية، و...إلخ، وهذا ما شهدهُ ويشهدهُ الوضع الميداني العراقي منذ بداية الاحتلال في (نيسان 2003 – 000) ولن أدخل في تفاصيله لأن ذلك يحتاج لمُجلدات، ولكنها حاضرة، وليست بغائبة وما أكثرُها في مُجريات الحياة اليومية الميدانية في عموم العراق المُحتل؟! لذا على الطرف الآخر المُتمثل بنا نحنُ معشر أبناء العراق، فإن مثل هذا الأمر وغيرهُ الأكثر يتطلب منا أنْ نكون على مستوى الفهم الصحيح لمثل تلك الهجمة الكونية المُمنهجة، والمُخطط لها من قبل ذلك التحالف، وعلى مساراته العديد من الدول التي تتطابق معهم في تلك الرؤية اللا شرعية واللا إنسانية، وفِهمُنا لا يكونُ صادقاً إلا إذا أخذ مسارات التوحد تحت علم العراق الوطني قبل الغزو والاحتلال الأمريكي الإيراني، والحفاظ على وحدة العراق، والاستعلاء على الطائفية والمذهبية، ودعم المقاومة العراقية المُجاهدة...إلخ فضلاً عن التماس المُباشر مع تاريخ العراق وعدم تغييبه عن ذهننا أو عوائلنا، ولا نُبالغ إنْ قلنا أنَّ من أفضلِ السُبل للرد على تلك الهجمة لذلك التحالف أن تكون هويتنا الدينية، والتاريخية، والثقافية، والوطنية و...إلخ حاضرةُ كحضور أصناف الطعام على موائدنا، ومعنا في أفراحنا وأحزاننا، و...إلخ، ومثل هذا لا غريب ولا مُستغرب بل يُعدُ واجباً وطنياً نجعلُ فيه كيد التحالف الأمريكي الإيراني في نحرهما.

 

فبغداد مُتجذرة في التاريخ، والتاريخ هو بغداد فقد: [ أخبرنا علي بن أبي علي المعدل التنوخي قال أنبأنا طلحة بن محمد بن جعفر قال أخبرني محمد بن جرير إجازة أن أبا جعفر المنصور بويع له سنة ست وثلاثين ومائة وأنه ابتدأ أساس المدينة سنة خمس وأربعين ومائة واستتم البناء سنة ست وأربعين ومائة وسمّاها مدينةُ السّلام.] ([1])، ولم يقتصر أسمها على "السلام" فقط الذي هو إسمٌ من أسماء الله تعالى الحُسنى الذي جعله ذلك التحالف الأمريكي الإيراني دموياً، بل سُميت أيضاً بـ "الزوراء"، الذي جاء نتيجة جُملة من الميزات المعمارية والمدنية الفائقة الإتقان التي أتسم بها بناء "بغداد"، فقد: [ قال الخطيب الحافظ بلغني عن أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ قال: قد رأيت المدن العظام والمذكورة بالإتقان والإحكام بالشامات وبلاد الروم وفي غيرهما من البلدان فلم أر مدينة قط أرفع سمكا ولا أجود استدارة ولا أنبل نبلا ولا أوسع أبوابا ولا أجود فصيلا من الزوراء وهي مدينة أبي جعفر المنصور كأنما صبت في قالب وكأنما أفرغت إفراغا والدليل على أن اسمها الزوراء قول سلم الخاسر أين رب الزوراء إذ قلدته الملك عشرين حجة واثنتان.] ([2]) ولم يأتي الحُكم أعلاه على بغداد إلا جراء ما بذله الخليفة أبي جعفر المنصور t من جهود في بناء، وتمثلت هذه الجهود في مُفردةٍ منها انتقاء الكفاءات العلمية وقتئذٍ المُتخصصة في الميادين المختلفة من أجل بناء مدينة لا بل عاصمة تليق بالمسلمين بشكل خاص وبالعرب بشكل عام، فكذلك: [ قال محمد بن خلف قالوا: وبنى المنصور مدينته وبنى لها أربعة أبواب، فإذا جاء أحد من الحجاز دخل من باب الكوفة، وإذا جاء من المغرب دخل من باب الشام، وإذا جاء أحد من الاحواز والبصرة وواسط واليمامة والبحرين دخل من باب البصرة، وإذا جاء الجائى من المشرق دخل من باب خراسان، وذكر باب خراسان كان قد سقط من الكتاب فلم يذكره محمد بن جعفر عن السكوني وإنما استدركناه من رواية غيره، وجعل يعنى المنصور كل باب مقابلا للقصر، وبنى على كل باب قبة، وجعل بين كل بابين ثمانية وعشرين برجا، إلا بين باب البصرة وباب الكوفة فإنه يزيد واحدا، وجعل الطول من باب خراسان إلى باب الكوفة ثمانمائة ذراع، ومن باب الشام إلى باب البصرة ستمائة ذراع، ومن أول باب المدينة إلى الباب الذي يشرع إلى الرحبة خمسة أبواب حديد.] ([3]) مثل هذا البناء أنفق عليه الخليفة المنصور t من المال ما يستحِقُهُ، فقد: [ قال الشيخ أبو بكر ورأيت في بعض الكتب أن أبا جعفر المنصور انفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف وثمانمائة وثلاثة وثمانين درهما، مبلغها من الفلوس مائة ألف فلس وثلاثة وعشرون ألف فلس، وذلك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل يومه بقيراط إلى خمس حبات، والروزجارى يعمل بحبتين إلى ثلاث حبات..] ([4])بمثل ما ورد آنفاً من تقنية ذلك الزمان على مستوى الفن المعماري والمدني والتفكير بما يجعل من كليهما أنموذجاً يُفتخر به على مر الزمن والذي لم أذكر منهُ إلا القليل لعدم الإطالة أُستكمل بناءها وأنتقل إليها الخليفة المنصورt، فقد: [...قال محمد بن خلف أنبأني محمد بن موسى القيسي عن محمد بن موسى الخوارزمي الحاسب أن: أبا جعفر تحول من الهاشمية إلى بغداد وأمر ببنائها ثم رجع إلى الكوفة بعد مائة سنة وأربع وأربعين سنة وأربعة أشهر وخمسة أيام من الهجرة، قال: وفرغ أبو جعفر من بنائها ونزلها مع جنده وسماها مدينة السلام بعد مائة سنة وخمس وأربعين سنة وأربعة أشهر وثمانية أيام من الهجرة.] ([5]) وفي رواية أخرى: [.. قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال: سنة ست وأربعين ومائة فيها فرغ أبو جعفر من بناء مدينة السلام ونزوله إياها ونقل الخزائن وبيوت الأموال والدواوين إليها.]. ([6]) لذا فإنه ليس من الغريب بقد ما هو من الدقة، أنْ: [ خبرنا عمر بن إبراهيم الفقيه، والحسن بن علي الجوهري، وعلي بن أبي علي المعدل، قالوا نا محمد بن العباس، قال نا الصولي قال نا أبو ذكوان قال: حدثني مَنْ سمع الشافعي يقول: ما دخلت بلدا قط إلا عددته سفرا، إلا بغداد فاني حين دخلتها عددتها وطنا.]. ([7])  

 

التاريخُ يعيد نفسه، مقولة تاريخية تجذرت في التاريخ نفسه، فبالرغم من أن التاريخ المُشرق لبغداد قد دنسته أقدام التحالف الأمريكي الإيراني، فإن ذلك التاريخ سيُعاد مجدهُ بعون الله تعالى بفضل بنادق مُقاتلي المقاومة العراقية الشُجعان.

 

بغداد في الزمن القريب، في زمن العهدين الملكي والجمهوري، سيما العهد الوطني قبل الاحتلال الأمريكي الإيراني لها، تطورت بشكلٍ كبير جداً، وتم بناء، وتحديث أزقتها بأسلوب حضاري يتناسب وأهمية بغداد حضارياً، حيث تألفت من أزقة عده، هذه الأزقة وجدتُ تاريخها على بريدي الإلكتروني مُرسلةً من قبل السيد "ضرغام الجاسم"، الذي أرخها بشكل موجز، ولكنه رائع جداً، يُذكرُ مَنْ يُريد أنْ يتذكر، ويُعلم مَنْ كانت خافية عليهِ أسباب أسماء تلك الأزقة، ويُصحح معلومات مَنْ كانت معلوماته تنقصها الدقة، و...إلخ.

 

... أنقر هُنا رجاءاً ...

للإطلاع على توثيق رائع لأسماء محلات، ومناطق بغداد المُحتلة وتاريخها موجزاً

 

وللإطلاع على تاريخ تلك المناطق فما عليك أخي القارئ سوى أن تضع المؤشر على أسم المنطقة وتضغط عليه، وتنتظر قليلاً ليظهر لك تاريخ تلك المنطقة كما أرخه السيد "ضرغام الجاسم".

 

نتمنى منك أخي القارئ أنْ تحُثَ أفراد عائلتك، وأصدقائك، و...إلخ ليطلعوا على تاريخِ محلات ومناطق بغداد التي حصدت رؤوس المُحتلين الأمريكان الكفرة، وها هُم المنافقين من المؤسسة الدينية الإيرانية، يسعون ليحلُوا محل القوات الأمريكية الكافرة في استعمارِ العراق كما فعلوا في الأحواز، وعبادان والمُحمرة، والجزر العربية الإمارتية، فبنادق، ورصاص ليس مقاتلي المقاومة العراقية فقط، بل شعب العراق برمته سيحصدُ رؤوسهم ويرسلُ أكفانهم إلى مُدنهم التي أتوا منها،  كما أرسلنا أكفان الأمريكان الكفرة إلى مُدنهم ينقلونها تحت جُنح الليل بعيداً عن كاميرات وسائل الإعلام.

 

 

الدكتور ثروت اللهيبي

Almostfa.7070.yahoo.com

 

[1] الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463هـ)، تاريخ بغداد أو مدينة السلام، ج 1، دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا، الناشر محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، ط1(بيروت – 1997)، ص 87.
[2] المصدر السابق، ص 96.
[3] المصدر السابق، ص 93.
[4] المصدر السابق، ص 90.
[5] المصدر السابق، ص 88.
[6] المصدر السابق، ص 88.
[7] المصدر السابق، ص 70.

 

 





الاربعاء٠٥ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة