شبكة ذي قار
عـاجـل










قبل الغزو والاحتلال البغيض كنّا نسمع عن ثوابت أمريكية وغربية تتغنى بحقوق الإنسان. وكانت أخبار الاهتمام بخلق الله, أسوياءهم و شواذهم, في هذا البلد تستحوذ على اهتمامنا وتشغل مساحة غير قليلة من حواراتنا ومقارناتنا مع محيطنا الإقليمي مثلا حيث انتهاك حقوق البشر أسهل من سحق بعوضة. كانت صورة الأمريكي حاكما في بلده بالطريقة الديمقراطية الموصوفه يسيل لها لعاب أي إنسان يتطلع لحياة حرة كريمة طبقا للوصف الذي تقدمه وسائل الإعلام. والآن وبعد أن قدمت أميركا لتعمم تجربتها الإنسانية والديمقراطية في الشرق الأوسط منطلقة من العراق تبين لنا ولكل الدنيا إن أميركا بلا إنسانية ولا تقيم وزنا لحقوق الإنسان ولا تعترف بقانون دولي ولا باتفاقات دولية نافذة.


تفسيرنا لهذا التناقض الصارخ المعيب هو أحد أمرين:


الأول: إن الإعلام كان يكذب ويبالغ في تصويره لما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان في أميركا وان الإدارات الأمريكية قد خدعت العالم كله في ادعاءات غير واقعية.


الثاني: إن أميركا لا تؤمن بديمقراطية ولا بحق إنسان لغير الأمريكان أو لمن يرفض أن يخضع لأطرها واتجاهاتها السياسية. وهنا يدخل احتمال إن أميركا قد توحشت مع العراقيين بعد إن جوبهت برفضهم ومقاومتهم البطولية لاحتلالها لبلدهم وتكبيدهم إياها خسائر فادحة في البشر والاقتصاد وعلى غير ما خيل لها او صوره لها عبيدها .


المعلومات التي ترد من أقفاص أسر أسُود العراق من أعضاء قيادة الحكم الوطني وخاصة الذين أصدرت محاكم الاحتلال بحقهم حكم الإعدام وتتسرب إلى مختلف القنوات الإعلامية ومنظمات حقوق الإنسان ومنظمات حماية الأسرى تفصح عن وحشية أميركا وتوحش إدارتها العسكرية والمدنية في التعامل مع هؤلاء الأسرى ومعاملتهم بقسوة تتنافى مع كل قوانين الأرض وشرائع السماء وتتناقض مع كافة الاتفاقات الدولية النافذة في مجال معاملة الأسرى. إنها تقوم بالتنكيل بهم وتعذبهم نفسيا وجسديا بذات الطرق التي يتم بها التنكيل والتعذيب من قبل أجهزة الأنظمة القمعية المتوغلة في كراهيتها للإنسان وخاصة الإنسان المؤمن بقضية لا يتنازل عنها ومستعد للاستشهاد دفاعا عنها ,بل وبوسائل مبتكرة لا يعرفها جلادو العالم الثالث.


رجال العراق لم يقدموا على أي فعل يؤذي أميركا في ديارها ولم يتصرفوا يوما إلا حبا" وإخلاصا لوطنهم العراق ولأمتهم العربية المجيدة ودفاعا عنهما. إذن .. أميركا تنتقم من موقفهم المبدئي الشريف في الوقت الذي جاءت به بكل قردة الخيانة ولملمتهم من كل أقبية التيه والظلام والسقوط الأخلاقي لتوليهم على رقاب شعبنا العراقي الجريح وليمارسوا كل أنواع الفساد المالي والإداري من نهب وسلب وقتل واعتقالات عشوائية ومداهمات لبيوت الأحرار من أبناء شعبنا وعوائله الكريمة وليمارسوا السياسات الطائفية والعرقية البغيضة التي خطط الأمريكان والصهيونية والنظام الفارسي لها لتكون المدخل لإنهاء وحدة العراق وتمزقه إلى دويلات حقيرة.


إن النتائج التي تمخض عنها الاحتلال الأمريكي عسكريا ومدنيا يفترض أن تكون درسا لأمريكا المعتدية ومن ذلك أن تعيد النظر بكل التصرفات القذرة التي لطخت سمعة أميركا برمتها وليس التمادي والهرب إلى أمام بمزيد من الأعمال الإجرامية اليائسة التي لا تليق بدولة تسمي نفسها بأنها الأعظم والأقوى في كل تاريخ البشرية!!. وان الدمار الكارثي الذي أنتجه وما زال ينتجه الاحتلال في العراق والذي يتعارض مع ادعاءات أميركا في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لا يخدم مستقبل علاقات أميركا لا في منطقتنا ولا في أي بلد في العالم بعد أن انكشفت كامل عوراتها وظهرت جلّ حقيقتها في كونها غول ديناصوري مثقل الخطى بليد الجمجمة قصير النظر ومحمل بالجشع الأعمى والميكافيلية الوسخة. والموضوعية تقتضي أن تحاول أميركا أن تغلق ملفات العار في أبي غريب وغوان تمالا التي ستظل لعنتها وخزيها تلاحق التاريخ الأمريكي بدل أن تسجل شنارا متجددا خاصة بعد أن أيقنت بان قادة العراق غير قابلين للعرض في سوق الجاسوسية والعمالة ولن يتغير جوهرهم البطولي وانتماءهم إلى شرف الوطنية والقومية وناموس الأخلاق المؤمنة.


العز والمجد والنصر لأسرانا الأبطال وخاصة المحكومين بالإعدام في سجن كوبر الذي مازال تحت سيطرة الاحتلال المجرم. وعهدا أن نظل نقارع جلاديهم ونفضح سياساتهم غير الإنسانية حتى يأذن الله بنصر قريب. وانه والله لحق لهم أن ننحني إجلالا وإكراما أمام ثباتهم الأسطوري وبطولتهم المعجزة، ونرى ونطالب أن يتحرك ضمير العالم الغائب ليرفض ويقاوم توحش الأمريكان واستهتارهم بحق الإنسان وحقوق الأسرى قادة العراق وسادة وعلية أبناءه البررة.


aarabnation@yahoo.com

 

 





الاثنين٠٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة