شبكة ذي قار
عـاجـل










بادئ ذي بدء بودي إن اؤوكد حقيقة هي إنني لا أجد نفسي مضطرا لقراءة مقالات الشبكة إلا ما ندر, وكتابات الأستاذ الشكرجي ترغمني على إعادة القراءة وتستفزني على الرد والتعقيب رغم إننا كخط عام لم نعد نولي اهتماما كبيرا بالرد على من لا نتفق معهم في الطرح والرؤى ولا في التحليل والاستنتاج. وأول أمر توقفت عنده في نداء السيد الشكرجي لرفيقه القديم هو أن السيد الشكرجي قد تناسى تماما ولا أقول انه نسى أن في العراق احتلال وجيوش محتلة وفيه تدخل لقوى إقليمية ودولية وفيه شركات أمنية يفوق عدد إفرادها المائة ألف عنصر بتجهيزات جيش عرمرم من السمتيات إلى المدرعات وان فيه ميليشيات وعصابات ومجاميع قتل وتصفيات جسدية ... تناسيت وتجاهلت كل هذه الحقائق في مخاطبة رفيقك القديم وحادثته وكأن الأمر في العراق هو أمر بيد أهل العراق وان المالكي يتجاسر ويتمادى طبقا لأجندة يديرها وينفذها بإرادته المطلقة وبإرادته الشخصية أو الممثلة لحزبه وهذا تسفيه للواقع واعتداء على عقول الناس وتغييب لوعيهم، بل انتهاك لما تراه عيونهم وما تسمعه آذانهم منذ عام 2003. كما انك تناولت الوضع السياسي في العراق بطريقة توحي بأنك لا تعير أهمية ولا تقيم وزن لكون العراق محتل وان ما يحصل فيه بديهي وطبيعي ولا يثير فيك أي رد فعل غير الذي أظهرته في خطابك. هذا التنكر أو القبول الضمني لحال العراق المحتل يجعلك في خانة مؤيدي الاحتلال ومن اللاعبين تحت أجندته، الأمر الذي يطيح بأي موقف وطني تتبناه أو تحاول أن تقدم نفسك على انك جزء منه في شقك الإسلامي أو في شقك المتعولم.

 

الملاحظة الثانية هي انك تحدثت عن أهداف الدعوة ولخصتها على إنها جهاد ونضال من اجل (أسلمة المجتمع) وهنا سقطتَ في خطأ مركب وفادح. فأنت كفّرت أهل الفرات الأوسط والجنوب على الأقل الذين كان حزب الدعوة ينشط بينهم وراح ضحية أنشطته المحظورة قانونيا شباب عراقيون عزّ علينا فقدهم ولم يكن لهم من ذنب سوى إن الدعوة قد غرّر بهم بذات الادعاء الذي استخدمته وخبرناه نحن منذ نعومة أظفارنا وتبين لنا لاحقا كما تبين لك أنت نفسك بأنه كذبة صارخة ألا وهو تنظيم الشباب على أساس إنكم حزب ديني وحصرا على إنكم تجاهدون من اجل المذهب والحقيقة المطلقة التي تعرفها أنت قبل غيرك، إن الدعوة قد تأسس حزبا سياسيا ينشد الوصول إلى السلطة ولا شئ غير هذا. أنت ببساطة تكّفر العراقيين حين تدّعي إنكم كنتم تعملون على أسلمتهم  وهذا هو ما نعرفه على انه منهج فارسي صفوي قديم وأنت تجدد الترويج له بقصد أو بدون قصد. إن الحزب الذي وصفته على انه حزب ثوري ينشد التغيير الجذري قد أفصح عن ثوريته في نهاية المطاف بان جاء من حيث ولد في إيران خلف دبابات الاحتلال وانتهز فرصة الاحتلال ليتقدم صفوف الانتهازيين ليحصل على كرسي الحكم تحت حراب أميركا وبريطانيا وإسرائيل فبرهن بذلك بوضوح لا لبس فيه بأنه لا حزب ديني ولا حزب وطني طبقا للتعريفات المعتمدة عالميا لكلا المنهجين, الوطني والديني. كما انك تحدثت عن مؤسس للحزب لم تسمه ونحن والعالم كله يعرف إن هؤلاء العجم هم من أسّسوا حزب الدعوة:

 

1.           محمد مهدي الآصفي، فارسي الأصل والجنسية، (مرشد الحزب).

2.           كاظم الشيرازي الحائري، فارسي الأصل والجنسية، (فقيه الحزب).

3.           علي التسخيري، فارسي الأصل والجنسية.

4.           مرتضى العسكري، فارسي الأصل والجنسية.

5.           محمد صالح الأديب، فارسيي الأصل والجنسية.

6.           علي الكوراني، رجل دين لبناني، تم إبعاده من الحزب لأنه عربي، بالرغم من ارتباطه بإيران.

 

أنت ضمنا" تريد أن تقول إن هؤلاء العجم هم أدرى منا بالإسلام وبالمذهب الجعفري فانتخوا ليصححوا مسارات ديننا, هذا إن استبعدنا منهج التكفير, وهذه أيضا مغالطة فارسية لا يرتضيها أي عراقي يعتد بعراقيته وعروبته وبدينه الحنيف.

 

وفي مكان آخر تطل علينا  ببهرجة لفظية تقول فيها ((كما كان الحزب القائد لخمسة وثلاثين عاما، حاشا لكم وأَجَلَّكم الله عن المقارنة؟)).. وهنا وضعت رأسك سيد شكرجي في الرمل لتتملق للمالكي وتقدم نفسك بموضوعية مفتعلة لأن العراقيين كلهم الآن يقارنون النظام السابق مع نظام الاحتلال واللاعبين به من حزب الدعوة وسواهم ويعلنون في محافظات الفرات والجنوب أكثر من أي مكان آخر من على شاشات الفضائيات، إن الزمن السابق أفضل بكثير في كل شئ .. وأبعد من هذا سيد شكرجي إن احد رجالات العهد الاحتلالي وهو بهاء الاعرجي المعروف بحقده الأسود على البعث ودولته الوطنية وقيادته، قد أعلن في رمضان وضمن برنامج سحور سياسي إن الزمن السابق كان أفضل في الأمن والأمان وفي الخدمات .. وحتى لو اندفع الملايين من العراقيين, افتراضا, تحت هذا العامل الآني أو ذاك في ترجيح المقارنة لهذا العهد البليد فنحن ننتظر من شخص مفكر مثلك أن يبقى موضوعيا ويتناغم مع الحقيقة  وليس العكس فالمفكر لا يخضع لهوى النفس ولا يُقاد إلى إقرار لا يتوافق مع الوقائع ولا يبقى مدى حياته ساقطا تحت وطأة روحية العداوة والثأر .. إن أي عراقي شريف الآن يقول عكس ما قلت أنت .. يقول اجلّ الله وحاشى النظام السابق من المقارنة مع وضاعة اللاعبين بالسياسة الاحتلالية ومنهم المالكي وحزب الدعوة.

 

لا يوجد عراقي صنمي سيد شكرجي، العراقيون مسلمون ومؤمنون ولا يعبدون الأصنام وكراهيتك للرئيس الشهيد صدام حسين أوقعتك بهذا الخطأ الفادح. كذلك ليس عراقيا مَن يصف أي عراقي بالصنمية، إن اتهامك للعراقيين بالصنمية هو اعتداء لا يليق بمن يدّعي الفكر والعلمانية لأن تعميمه سيفتح الطريق واسعا لإسقاط أية قيمة أخلاقية للولاء الوطني والعقائدي والفكري ولروح المحبة التي يمنحها الناس لمن يستحق المحبة. أنت في سقوطك بهذا المطب عبّرت عن موقف سياسي غير علمي ولا علماني لان العلمية والعلمانية بالتداخل المعروف في معناهما تتيح للإنسان حق الولاء وحق الانتماء وحق التعبير وحق المحبة. ونحن نرى أيضا إن من غير المعقول وحاشى أن يقارن الحزب القائد الذي كان يقود العراق مع حزب الدعوة, ليس لأننا ننحاز لحزب البعث العربي الاشتراكي انحيازا عاطفيا, بل لان البعث كان يحكم العراق بإرادة وطنية وقومية وبنهج علماني اقرب إلى منهجك المعلن الآن في حين إن الدعوة لا يقدر أن يقود شيئا غير التدمير والموت والخراب وبإرادة وحماية أجنبية خالصة.

 

ومن باب الموضوعية فانا أؤيدك تماما في تلميحك أن الدعوة الذي غرّر بالناس طويلا على انه حزب ديني ومذهبي وقدّم رقاب من شباب العراق بعد أن خدعهم باتجاهاته الدينية الكاذبة هذه قد أسفر بالكامل عن وجهه المادي الوضعي كحزب لاهث للسلطة والجاه والثروة حلالها وحرامها على السواء وعلى انه حزب بلا أخلاق سياسية. وأتوافق معك تماما في ما ذهبت إليه من مخاوف المالكي من أن تكشف كل ملفات الفساد التي سقط بها وهو ومستشاريه من أقطاب الدعوة ووزراءه والكيانات العليا في إدارته الاحتلالية. وفي كون الرجل وحزبه متهالكين للبقاء في السلطة لأنهم لا يؤمنون بشيء من الديمقراطية ولا بتبادل السلطة لأنهم قدموا أغلى الأثمان أخلاقيا ودينيا واجتماعيا للوصول إلى السلطة.

 

وبخصوص إشارتك إلى البعثيين فدعني أهمس في أذنيك بأن شهادتك بهم مجروحة فضلا عن كونها سطحية وغارقة في الوهم. ويكفي حزب البعث شرفا ومجدا أن تستهدفه الامبريالية الأمريكية والصهيونية والطائفية المريضة فأنتم لو قلبتم كل موازين العالم لن تتمكنوا من تحسين صورة أو إصدار براءة أو شهادة طهر للامبريالية ولا للصهيونية ولا للطائفية في كونها عدوة للشعوب ولقوى الخير و ليست عبده ذليلة للمطامح الدنيوية المعروفة. تحدثت عن بعثيين أيديهم غير ملطخة بالدماء وأنت تمتلك الاحصاءات والأرقام التي تثبت إن أحزابكم وميليشياتكم قد تلطخت أيديكم وأرجلكم وصدوركم وبطونكم وظهوركم بدماء العراقيين، بل إنكم تسبحون بهذه الدماء وتغرقون في ضجيج البؤس وصراخ العذاب للأسرى والمعتقلين الذين وصلت أعدادهم إلى ثلاثة أرباع مليون إنسان في اقل التقديرات. وهؤلاء الذين أصدرتم قرارات بإعادتهم إلى وظائفهم كلهم أهل شهادات وأهل خبرات وكفاءات لم يكن بوسعكم أن تديروا غرفة في أي مدرسة ولا في أي دائرة ولا في أي مستشفى من دونهم، وانأ لا استطيع أن أغالط نفسي وأسبر أغوار المجهول لأتفق أو انفي أنهم قد غادروا مبادئهم وآمنوا بالعملية السياسية كما تدّعي جنابك ولكن المؤكد إنهم جميعا دون استثناء يمارسون حقهم في الحياة والوظيفة في بلدهم وليس لأحد من منة عليهم. وغير هذا .. أتمنى عليك يا جناب الاستراتيجي إن تتعرف على أعداد العلماء وأساتذة الجامعات والمهندسين والأطباء والضباط والموظفين الذين ما زال قانون الاجتثاث يمارس الإجرام المتوحش والمخزي بحقهم وهم جميعا أشرف من الشرف ولم يذبحوا في حياتهم حتى دجاجة ولم يضروا بعوضه. في عاصمة عربية واحدة سيد شكرجي يوجد قرابة 600 أستاذ جامعي وعالم ومهندس مجتث بلا وظيفة ولا تقاعد منذ يوم الاحتلال والى هذه اللحظة, فمن متى كان العلماء يمارسون القتل؟ وكيف يمكن أن يوصف أستاذ جامعه بان يديه ملطخه بالدماء؟

 

أما قولك بان المالكي قد يكون متمسكا بالحكم ليبقيه بيد الشيعة الذين حُرموا منه طيلة عمر الدولة الوطنية العراقية فهو مردود لأنه يغالط الحق والحقيقة، لأننا كنا أبناء المذهب الجعفري نقود الدولة في مواقع مدراء عامين وقادة فرق ووكلاء وزارات ورؤساء جامعات ووزراء .. كان منّا دون حساب لمذهبه وزير للدفاع ومدير للأمن العام ورؤساء وزارات وأعضاء في مجلس قيادة الثورة. محنتكم إنكم لا تعتبرون غير المنتمين إلى الأحزاب الطائفية شيعة, أي أن مَن لا ينتمي إلى خط الفكر والعقائد الفارسية فهو غير شيعي، وإلاّ فان سعدون حمادي ومحمد حمزة الزبيدي وطعمه عباس وعزيز النومان ومحسن خضر وعبد الحسن راهي فرعون وراضي حسن سلمان ومئات غيرهم هم من عيون عشائر العراق الفراتية والجنوبية سواء عرفتهم واعترفت بهم أو كابرت وأنكرت الحقيقة ... اللهم أرنا الحق حقا و أعنّا على إتباعه وأرنا الباطل باطلا و أعنّا على اجتنابه. والله اكبر.

 

aarabnation@yahoo.com

 

 





الاثنين٠٣ ذي القعدة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة