شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ إن شرعت قوى الهيمنة العالمية احتلال وقضم العراق ،شرعت معها إذناب وأشرار من جهة الشرق غايتهم أيضا السيطرة وتدمير العراق ،ويقينا كانت الأهداف والغايات من الاحتلال والتدمير قد درست قبل الشروع بالعمل العسكري خاصة بعد إن شهد مؤتمر لندن عام 2002 توحد (مجموعة السبعة) تحت إشراف قوى الهيمنة العالمية،وتنفيذا لقانون (تحرير العراق) سيء الصيت ،حضت هذه المجاميع بدعم مالي وإعلامي، وصاحب هذا النشاط الإعلامي المعادي للعراق عدد من اللقاءات والاجتماعات بين مختلف العملاء وأسيادهم من المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين،وفي أماكن مختلفة مرات في لندن وأخرى في واشنطن، وكان زلماي خليلزاد هو الذي يقود تلك الاجتماعات العلنية والسرية ، وكانت الغرف المغلقة أكثر من تلك المفتوحة،

 

وفي عام 2003 تمكنت قوى الهيمنة العالمية من تدمير واحتلال العراق بعد 12 سنة من حصار ظالم وقاتل ساهم فيه العرب قبل غيرهم في إدامته ،ومنذ احتلال العراق والى يومنا هذا ومجاميع العملاء الذين توحدا في مؤتمر لندن ومعهم الأفاقين الجدد الذين التحقوا معهم في قطار العمالة ومعاداة العراق بعد الاحتلال ،ليس لديهم هم سوى جني الإرباح والاستفادة من الأوضاع القائمة التي أوجدها المحتل، وظلت لغة المصالح والاستفادة هي السائدة في تصرفات وأفعال هؤلاء الذين تلطخت أياديهم ووجوههم بدماء العراقيين الأبرياء، الأحزاب والشخصيات التي كانت تدعي أنها مناضله من اجل الشعب العراقي ومظلوميته،انكشفت عورتها وسقطت عنها كل أوراق التوت بعد إن أصبح هم تلك الأحزاب والشخصيات ( اغتنام ألفرصه والاستفادة أكثر ما يمكن ) وليذهب العراق إلى الجحيم ،

 

تلك الأحزاب التي كانت تقتات على فتات ما يقدم لها في قاذورات في طهران ولندن وواشنطن أصبحت اليوم متحكمة بمصير العراق وشعبه ،ولا يمكنها التفكير بأكثر من مدى الاستفادة المادية من الأوضاع القائمة، وإذا ما أردنا ان نستوضح تلك الحقائق نتابع مسيرة تلك الأحزاب والشخصيات على مدى سبع سنوات من توليهم سدة الحكم في بغداد المحتلة ويقينا سوف لن نجد صعوبة في ملاحظة الحقيقة الكامنة وراء سيل التصريحات والادعاءات التي تطلقها أفواه الناطقين باسم أحزاب الاحتلال الأمريكي والإيراني معا، لنأخذ مثلا حزب الدعوة وقائمته المسماة ( دولة القانون ) هذا الحزب قاطع في وقتها مؤتمر لندن عندما كان إبراهيم الجعفري أمينه العام ، والسبب حسب ما عبر عنه أمينه العام في وقتها بان المؤتمر لا يمثل الإرادة العراقية ، ولكن ماذا حصل بعد ذلك .؟

 

أصبح حزب الدعوة الأداة الإيرانية الأولى ومعول الاحتلال الأول لتدمير العراق وأصبح الجعفري أول رئيس لمجلس الحكم الذي إقامة المحتل وحاكمه المدني بريمر سيء الذكر،ومن بعدها استلم المالكي رئاسة الوزراء ومنذ إن تسيد هذا على الحكم والعراق في حال لا يحسد علية من الفوضى السياسية وانعدام الخدمات وانتشار الفاسدين وعصابات الجريمة المنظمة وتزايد في ضحايا العراق وأرامله وأيتامه واتساع مظاهر الفساد في ظل حكم حزب الدعوة الذي كان ومازال أداه تهديم للعراق ففي السابق كانت جل إعمال هذا الحزب قتل جندي مسكين أو شرطي وموظف بسيط في اهوار العراق ،واليوم فهو يقتل الأبرياء وتدمير العراق لصالح مجموعة من اللصوص والسارق من أصحاب السوابق والفارين من القانون،واليوم وبعد إن تشظى هذا الحزب إلى مجموعات مختلفة كنتيجة حتمية لتقاسم المنافع والمصالح ،وأصبح القاسم المشترك لتلك المجموعات هو إعلاء المشروع الإيراني في العراق والنضال الجاد من اجل تنفيذ هذا المشروع وضمان المكاسب التي تحققت من خلال تأيد المحتل الأمريكي ،

 

فإذا كان انحناء المالكي للقتلى المحتل الأمريكي في واشنطن ، فان حزب الدعوة وقائمة (دولة القانون) انحنت بل انبطحت بالكامل إمام المشروع الإيراني وغدت هي الأداة الكبرى للمشروع الإيراني ليس في العراق فحسب بل الباب الذي من خلاله سينفذ إلى بلدان المنطقة ودول الجوار العراقي،لذلك حضي المالكي بدعم إيراني منقطع النظير تجلى ذلك في حجم المغريات التي قدمتها طهران إلى الدول التي كانت تعارض تولي المالكي ولاية ثانية فوصول نفط وغاز إيران إلى سوريا وعبر الأراضي العراقية واحد من تلك المغريات التي بموجبها غيرت دمشق موقفها الرافض للمالكي إلى القبول بولاية ثانية له،

 

فضلا عن المغريات الأخرى المقدمة للدول الأخرى لا تقل بأي حال من الأحوال عن تلك التي وعدت بها دمشق، إزاء هذا فان حزب الدعوة وشراذمه هم أداة إيران في العراق ،وهم أيضا أدوات الإرهاب ليس في العراق فحسب فله تاريخ معروف بجرائم في لبنان والكويت أواسط الثمانينات، إذن الحكاية أيها السادة هي حكاية محتل وعملاء يعتمدون الجريمة لتدمير وطن ، ويقينا لم تنتهي الحكاية ولها بقية ومن المؤكد سوف نكملها إذا سمح لنا رب العزة ذلك .



dawodjanabi@gmail.com

 

 





الجمعة٢٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب داود الجنابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة