شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ اليوم الاول لوقوع كارثة النكبة واعلان قيام ماعرف بدولة اسرائيل وبدعم من قوى الغرب الامبريالي على حساب الارض العربية الفلسطينية .... انطلقت مباشرة المقاومة الفلسطينية المدعومة من كل الجماهير العربية من المحيط الى الخليج .... متخذة البندقية وسيلة للتحرير وتحرير كل شبر من الاضي الفلسطينية هدفا .... ودحر الغزاة الصهاينة اللذين قدموا من كل اصقاع العالم وتحت حجج واهية ومبررات لا اساس لها من الصحة سوى تنفيذ المشروع الامبريالي الصهيوني  الهادف الى اجهاض كل محاولة لنهوص بالواقع العربي نحو المستوى الحضاري الذي يليق بامة العرب رائدة الحضارة البشرية.

 

ومع تصاعد وتيرة الاحتلال واستكمال حلقة الاستيلاء على كل الاراضي الفلسطينية تصاعدت معها وتيرة المقاومة ايضا وبلغت حد التنظيم السياسي الثوري لفصائل المقاومة الفلسطينية العربية بالشكل الذي عرفت به منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد  للشعب الفلسطيني وتحت راية الميثاق الوطني الذي ينص على تحرير فلسطين من النهر الى البحر وبكل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح والحرب الشعبية طويلة الأمد .

 

لا يفوتنا الاشارة هنا وهذا بيت القصيد الى انه منذ اليوم الاول لانطلاق الثورة الفلسطينية انبرى فريق قليل ممكن حملوا هم فلسطين لطرح افكار خرجت في حينها عن الاجماع الوطني الفلسطيني وتدعوا الى الحوار والتفاوض وامكانية تقاسم فلسطين بين العرب أصحاب الارض الشرعيون واليهود القادمين من شتى انحاء الدنيا ... مغلفين افكارهم هذه بالواقعية والنظر الى قوة الاحتلال وحجم الدعم الدولي له ... وتوازن القوى الذي يميل لصلح الصهيونية ... قد بقي اصحاب هذه الافكار محاصرين أمام الاجماع الوطني  الفلسطيني الذي التف حول البندقية كخيار وحيد لدحر الاحتلال وكنس النظام الصهيوني العنصري الى ان تسنى لهم المجاهرة بافكارهم تلك والتنظير لها بعد حرب لبنان 1982 والتي استهدفت منظمة التحرير الفلسطينية ورموزها ونجم عنها مغادرة معظم مقاتلي الثورة الى خارج الاراضي اللبنانية ومن ثم حملة الاغتيالات التي طالت معظم القيادات الثورية الفلسطينية والعربية والتي نفذت نفذها الموساد الاسرائيلي بالتعاون مع اجهزت المخابرات الامريكية والغربية ... وكذلك انحسار قوة العراق الاقليمية بعد حرب عام 1991 وما تبعها من ضعف وتراجع للحالة العربية برمتها ممادفع أصحاب فكرة التكتيك والعقلانية والتفاوض للدخول الى حلبة الصراع من اوسع الأبواب جارفين معهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للدخول في حلبة التفاوض وترك خيار المقاومة المسلحة وقد أفضى هذا التوجه الى توقيع اتفاقية أسلو في العام 1993 التي ادخلت المنطقة كلها الى منعطف جديد حيث انحسار المد الثوري وتراجع أفكار المقاومة المسلحة واستعادة الأرض بقوة السلاح والانكى من ذلك شطب الكثير من بنود الميثاق الوطني الفلسطيني والاعتراف باسرائيل كحقيقة واقعة على الأراضي الفلسطينية .

 

وفي نظرة تحليلية واقعية بعد مرور ثمانية عشر عاما على نهج المفاوضات والحوار مع الكيان الصهيوني نجد ان القدس العربية قد ابتلعها الاستيطان اليهودي وتراجعت نسبة العرب في القدس الشرقية منذ العام 1993 وحتى عام 2010 من 70% الى 30 % مما يؤشر على خطورة الموقف في القدس العربية التي تتعرض لأعتى حملة تهويد هدفها الأساس عزل القدس تماما عن محيطها العربي الفلسطيني وبالتالي شطبها من ملف الحل النهائي ... ليس هذا فحسب بل تمت مضاعفة الحد الاستطاني ليطال معظم اراضي الضفة الغربية بدلا من انحسار الاستطيان ومحاولة ازالته ... ناهيك عن الطرق الا لتفافية التي حاصرت مدننا وقرانا واحاطتها بالاسلاك الشائكة ونصبت المعابر الحدودية بين كل قرية ومدينة حتى باتت مدننا اشبه بسجن كبير واصطفت جموع الشعب الفلسطيني في طوابير الفقر والبطالة والمعانة على تلك الحواجز والمعابر التي تفوح منها ريح العنصرية المقيتة ... ولا ننسى جدار الفصل العنصري الذي ابتلع بدوره المزيد من أراضي الضفة الغربية حتى راودنا الشعور انه لا مكان لنا على ارض الاباء والاجداد في ظل استمرار هذه المفاوضات التي اوصلت شعبنا الى حالة من الياس ورفض الاستمرار في هذه المهزلة  التي تسمى مفاوضات  والعودة الى خيار المقاومة بكل اشكالها كبديل للاستمرار فيها وتشكل قيادة فلسطينية موحدة مدعومة من القوى الشعبية العربية لقيادة المرحلة المقبلة وصولا لتحقيق اهداف شعبنا في التحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

 

بعد كل ما تقدم هل يجوز للقيادة الفلسطينية العودة الى خديعة المفاوضات ؟!!!

وهل يجوز الاستمرار في الانقسام الفلسطينية ولماذا ؟!!!

وهل يجوز التنكر لحق الشعب الفلسطيني في اختيار خياراته ولماذا لا يستفتى ؟ !!!

 

 





السبت٢٣ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تشرين الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني - فلسطين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة