شبكة ذي قار
عـاجـل










1- الاحقية في السلطة
تأتي الاحقية في الحكم ومن ثم إكتساب الحكم للشرعية أما بواسطة الشرعية الثورية أو الشرعية الدستورية,ولا يمكن لاي حكم أن يكتسب الشرعيةألاعبر هذين الطريقين الوطنيين فقط


(أ) الشرعية الثورية تعود جذورهذه الشرعية الى الثورة الفرنسية الاولى ومن ثم أخذت بالتطورلاسباب موضوعية وذاتية خصت الاتجاهات الاشتراكية وبالذات الماركسية وذلك خلال القرن التاسع عشر والعشرين وخاصة بعدما دخلت الأتجاهات والتيارات القومية الى إستخدام الثورات في تحقيق الاهداف القومية وتوسعت في شرعيتها عن نظرائها الاشتراكيون ,حيث أكتسبت الثورات الاشتراكية شرعيتها من جزء من الشعب كان تكون الطبقة العاملة والطبقة الفلاحية,في حين الثورات القومية وخاصة القومية الاشتراكية فقد وسعت من مساحة شرعيتها لتشمل كل طبقات الشعب الثورية كادحة وطلبة ومثقفين ثوريين ,وأماالطليعة الثورية فالماركسيين حصروها بالبروليتارية فقط وهم لم يحصلوا على ذلك أبداً,فحين الحركات والاحزاب الثورية العربية والذين يدينون بالفكر القومي الاشتراكي كالبعث الخالد وحركة الناصريين فقد حددوا الطليعة الثورية بكل ابناء الامة المؤمنين بوحدتها وتحقيق العدالة الاجتماعية في المجتمع العربي وهي القادرة على التعبير عن مصالح الجماهير العربية,وبذلك تعطي شرعية لنظال وسلطة الطليعة الثورية في الحكم .وأيظاً تعطيها الشرعية في تحقيق الثورات على الانظمة الفاسدة وتكون أنظمتها شرعية بقدر تمثيلها لهذه الجماهيرالعريضة.ومن الضروري التعرف على نماذج  التغيرات في أنظمة الحكم  التي تحدث أما عن طريق الثورات,أي ثورة الشعب وبقيادة معارضة للحكم القائم وقد تكون قيادة هذه المعارضة ممثلة بحزب أو جبهة من الاحزاب والشخصيات الوطنية وهذا تحقق في العراق ومصر عبد الناصر وفي كثير من البلدان التي قامت فيها الثورات,ففي العراق كانت ثورة 14 تموز قد نجحت من خلال ذراعها العسكري المتمثل بتنظيم الضباط الاحرار وذراعها الجماهيري المتمثل بجبهة وطنية ضمت كل الاحزاب الوطنية والقومية والتقدمية ,فهي ثورة شعبية بقيادة جبهة وطنية مثلت الشعب بأكمله.و النودذج الاخر هي الثورة البيضاء في عام 1968 وهي ثورة جماهيرية بقيادة حزب مناضل حزب البعث العربي الاشتراكي والذي يؤمن بكل القوى الوطنية الشريفةوبدليل إنه وعلى الفور أصدر قراراً أطلق سراح كل السجناء السياسين واعادهم الى وضائفهم التي فصلوا منها ومن ثم أقام جبهة وطنية تقدمية ضمت كل الاحزاب الوطنية والقومية والتقدمية في عام 1973 .وثورة 23تموز الخالدة كانت ثورة جماهيرية وبقيادة وطنيةمن الضباط الاحرار,وقد حققت هذه القيادة التفاف الجماهير حول الثورة والتي كانت منجزاتها رائعة للشعب المصري والامة العربية.أيظاًعلى المستوى الثورات في العالم الشبيه بهذا النموذج من الثورات,  في التغيرثورة أكتوبر الاشتراكية العظيمة في عام 1917 وبقيادة الحزب الشيوعي وبشطريه البولشفي والمنشفيك قاد ثورة جماهيرية ضد نظام مستبد, ولكنه لم يسمح بمشاركة أي حزب معه بل لم منع أي نشاط لاي حزب أخر وحتى اللذين إنشقوا عنه مثل التروتسكين لم يبعدهم عن السلطة بل عمد ستالين لتصفيتهم وهم الذين كان لهم دوراً في نجاح ثورة أكتوبر,هذا ما يطلق عليه بالشرعية الثورية.هذا على مستوى الثورات أما في الجانب الاخر والخاص باللبراليين فإنهم يتبادلون السلطة عبر ممارسات ديمقراطية وضعوها لانفسهم بحيث تبقى السلطة بيد الطبقة الرأسمالية ولكن مع تغير في الاحزاب والقيادات ولكن الجميع الذي في الحكم و الذي هو معارض ينسجون موقفاً واحداً ويتفقون عليه في كل ما يتعلق بالدولة والوطن, ومثال واحد على ذلك أن موقف الحزب الشيوعي الامريكي لم يعارض إدارة المجرم بوش في قرار إحتلال العراق!  والدول الرأسمالية تشهد يومياً مواقف موحدة للمعارضة والذين في السلطة تجاه أي خطر يهدد وطنهم أو نظامهم,وحتى إن كانت إنظمتهم في موقف خاطءٍ.وهذا لم يحصل ما سمي بالمعارضة العراقية قبل الغزو لعدم إنتمائها الوطني فهي وقفت مع العدوان الايراني على العراق أرضاً وشعباً ونظاماً,فإن كان خلافهم مع النظام,فأين وطنيتهم عندما تعرض شعب العراق للاسلحة والصواريخ الايرانية التي قتلت الشعب و ممتلكاته وبدون تميز الا إذا كانوا يعرفون أن الشعب ونظامه جبهة واحدة ولم يكتفوا بذلك بل قتلوا وعذبوا أسرى عراقيين وقموا بتشكيل ميليشاتهم التي كانت تقتل الشعب العراقي سواء بالعمليات العسكرية عبر الحدود أو بزرع القنابل في شوارع بغداد و المحافظات, وفي العدوان عام 1991 أصطفوا كلهم مع العدوانيين في الحرب ضد العراق ولم يكتفوا بل ساهموا في أعمال الشغب والقتل في المحافظات,والبعض طلبوا مساعدة الكيان الصهيوني بعد 1991 لتشكيل كيان لهم ضد العراقوساهموا مساهمة فعالة في فرض الحصار على الشعب العراي الذي ذهب ضحية الحصار حوالي مليون ونصف المليون عراقي,وكان دورهم اللاوطني في خراب العراق بدءاً بالمساهمة الفعالة مع المحتل لغزو العراق وبعدها في تخريب النفوس والبلد ودمار العراق والعراقيين وتهجير اربعة ملايين ونصف عراقي ,فهولاء تنزع عنهم الوطنية العراقية ويصفون مع أعداء العراق,ولنكن منصفين وعادلين فيما يخص مواقف المقاومة العراقية البطلة التي تقاوم اليوم المحتل بإسم كل الاديان والمذاهب والقوميات في العراق,فقد سجلت هذه المقاومة الوطنية شرفاً ما بعده شرف عندما رفضت قتل العراقيين في أي عمل جهادي وأستهدفت قوات المحتل العسكرية وعملائه,وحتى لم تقف مع تنظيم القاعدة في حربه الخاصة مع الغرب بل أعتبرت أن الجهاد الحقيقي في العراق هو ضد المحتل وعملائه فقط,وأن ستراتيجية المقاومة لا تستهدف العراقيين والمدنيين بصورة عامة ولا ممتلكاتهم..هذه هي المبادئ والقيم يا فاقدي الشرعية والوطنية من الذين قتلوا العراقيين عندما كانوا ي ديار الاجنبي ولا يزالوا يقتلوا العراقيين وهوقبضين على السلطة,فأنتم لاشرعية لوجودكم قبلاً عندما منحكم الكونغرس الامريكي ونظام الملالي صفة المقاومة اليوم نفس الاجنبي يحاول منحكم صفة الشرعية لنظامه ونظامكم اللاوطني..


إن أزمة عدم شرعية أحزاب السلطة قبل الغزو لا يجعلهم ينتمون للحركة السياسية العراقية.والشرعية التي منحها لهم الاجنبي أي الكونغرس الامريكي ونظام الملالي في طهران لا تجعلهم جزءاً من الحركة الوطنية العراقية ,وبعد الاحتلال أضفى ذات الاجنبي صفة الشرعية على النظام الحالي القائم في العراق ولكنه لا يجعله جزءاً من النظام السياسي في العراق لا كل التغيرات والثورات التي حدثت في العراق ومنذ الحكم الاموي في العراق لم يحدث أن قلعت أو حسب تعبير الخونة أو إُجتثت مؤسسات قائمة في العراق في فترة من فترات الحكم في العراق الا في عهد هولاكو وبالتاكيد ما قام به هولاكو ليس له علاقة بالوطنية في العراق,و تخريبه للعراق وبمساعو العلقمي في ذبح وقتل العراقيين وسرفة ممتلكاتهم أيظاص لا يندرج في تفسيرات التغيرات التي يقوم بها الاجنبي ,فهولاكو الاجنبي كان له تفسير محق به للحد الذي له علاقة بمصلحة الامبراطورية التي كان يروم أقامتها والدولة العباسية كانت تشكل أحدى العثرات أمامه ودماء العراقيين هولا ينظر لها من زاوية كونها دماء أبرياء وخراب المؤسسات العلمية ولدينية على يديه أيظاً لاينظر لها من زاوية كونها تراث عربي وعالمي عني بالفائدة الانسانية ولكنه كان ينظر لها بأنها أحدى الشواهد على الحضارة العربية التي أقامتها الدولة العباسية ولابد من محوها لكي يُنسي العالم مظاهرها!وتلاه حكم الصفوي والذي لولا هولاكو لما أستطاعوا إجتياح العراق وهولاكو له طموحات لم تلتقي مع الدولةالصفوية ولكنها التقت في العراق ضد الحضارة العربية التي اقامتها الدولة العباسية ..أين أنت يا هيروقليط و أين هي مقولتك (بأنك لن تدخل النهر مرتين) اليس التأريخ يعيد نفسه؟


إن النظام القائم في العراق فلسفة ستوراً وسلوكًا إجراءات وقوانين قائم على المكايدة والحقد والعداء للوطنية وهذه كلها تحكم سلوك غالبية القوى السياسية في الحكم,ولا عجب من سلوك هذه المجاميع لانها لا تتمتع بأي جانب من الشرعية التي تعطيها الاحقية في البقاء في الحكم,وقد تتوفر قلة من الذين يلعبون هذه اللعبة السياسية الخطرة يتمتعون بحس وطني,فأمامهم خيارين,فأما أن يوحدوا جهودهم لبناء قوة سياسية جديدة معارضة لهذه التوجهات اللاوطنية ومن خلال تمتعهم بمشروعية وطنية تهدف لبناء نظام سياسي وطني قائم عى الشرعية الحقيقية وإقامة دولة مؤسسات ودولة قانون حقيقة ليس كما هو الحال مع خطابات السياسين فيما يخص الوطنية وسيادة القانون وإعطاء الفرص الكافية لرقابة المجتمع المدني,وإذا لم تكن لديهم هذه الفرصة فإن ترك هذه العملية السياسية وعدم تلوثهم بالتزييف للشرعية سواء في الوطنية أو الشعارات كالثورية والطائفية والعراقية والاصولية غيرها مما جاء به الاجنبي على العراق الجديد والملئ بالماسي   
 
وأما الدول اتي تحكمها الانظمة الملكية فهي تعيش ديمقراطية تتبادل فيها الاحزاب التي تتطابق مع نهج الملكية ولكن أيظاً تحصل التغيرات في البرامج الحكومية التي لا يمكنها أن تمس العرش الملكي بإي شئ ألابإستثناء الديمقراطية في الانظمة الملكية في الشرق.وكل هذه الديمقراطيات (أنظمة الحكم ) سواء الاظمة الثورية أو الليبرالية أو الملكية لها قواعد شرعية تستند عليها في بقائها في السلطة,لكن أن تقوم دولة قوية بغزو دولة تحت مبررات كاذبة وتزيح نظاماً سياسياً وحتى لو كان كما تدعي إنه ديكتاتوري وتزيحه لمجرد هي أقتنعت بأنه لايصلح أن يبقى وتأتي بعناصر جمعتهم أسباب كثيرة منها من كان سارقاً ومنهم من كان مجرماً ومنهم من كان هارباً من خدمة العلم ومنهم كان طالباً للسلطة ومنهم من كان عميلاً وبعدذلك تجعلهم حكاما وتسمي نظامهم ديمقراطياً!!أولاً هذا يعني أن كل من الديمقراطيات التي تحدثت عنها في أعلاه ستكون معرضة للغزو وتغيرها لمجرد عدم قناعة القوة الاعظم بها وهذا الامر يتنافى كليا مع أحد مبادئ حقوق الانسان والمجتمعات في تحديد خياراته,والسوال الذي يحيرني هو هل أن المحتل الامريكي والايراني في العراق له الحق أن ينزع الشرعية الحقيقية عن النظام العراقي قبل الاحتلال وفي نفس الوقت يحق للمحتل أن يمنح الشرعية لنظام قتل من الشعب العراقي ما يفوق ما قتل منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة ولغاية 2003,ولماذا يحق للامبريالين والصهاينة أن يحكموا على الانظمة في دول العالم بإنها ديمقراطية أو غير ديمقراطية ولا يحق للاخرين هذه الاحكام ؟ومن خولهم والعالم قد تجاوز الحق الالهي الذي كان البعض يتشدق به,ورب السماء والارض لم يمنح أي من البشر هذا الحق الذي له فقط.أم أن القوة والانانية هي التي فرضتها على الانسانية,وكأحصائية أي من الانظمة في عالمنا اليوم قد تسببت في خسائر بشرية ومادية أضرت العالم؟فإذا ما أجرينا هذه الاحصائية بالدقة المطلوبة سوف يحق لنا أن نطلق عليها بالمارقة أو محوالشرإذا لم تكن الشر نفسه !


 الوطنية تعني الايمان بالوطن وكل ما يتصل بالوطن وعليه سمي الاشخاص الذين يعيشون على الوطن ويدافعون عنه بالوطنيين,ولايمكن أن يكون غير الوطني وطنياً وهو الذي يملك الشرعية الكاملة في منح الاشياء صفات وطنية,وعليه كل رأي أو قرار أو سمة تأتي من خارج الوطن لا يمكن أن يطلق عليها وطنية .وعليه أن غزو العراق من قبل الولاياة المتحدة الامريكية والدول الحليفة معها والنظام الايراني ليس عملاً له علاقة بالوطنية,وبمأن الغزو والاحتلال لا علاقة له بالوطنية أبداً .فتكون كل القرارات التي نتجت عن الاحتلال لا علاقة لها بالوطنية,وبماأن الوطنية هي مصدر الشرعية الوحيد للوطن ,فتكون كل الحكومات التي جاءت في ظل الاحتلال غير شرعية.. وأما الاستفتاءات والاقتراعات فهي لا تعني شيئاً في منح صفة الديمقراطية لاي نظام, فكما كانت تروج الامبريالية الصهيونية وعملائها بأن كل النتائج في التصويت أو الاستفتاءات في دول العالم الثالث لا تكون صحيحة ولا تعبر عن إرادة شعوبها,وهي مزورة وقد جاء اليوم الذي نكيل لهم بالكيل الذي كانوا يكيلون الاخرين به,  وبهذا المقياس تكون نتائج الاستفتاء والتصويت ف الانتخابات العراقية أيظاً لا تمثل إرادة الشعب العراقي وخاصة في ظروف تفشي القتل والتزوير والرشاوي والاغتيالات!أو أن المحتل وميليشياته مزكاة بفرمان الهي لا يجوز التشكيك به؟! إذن تبقى هذه الحقيقة المستنتجة بأن الديمقراطية الحقيقية لا يمكنها أن تكون أو يتم بنائها في أي بلد بواسطة أحزاباً أو شخصيات يفتقرون للشرعية وخاصة الاحزاب التسلطية التي تقبض على السلطة وتكون مدعومة بقوة الاجنبي ,ولا تقتنع بتسليمها وحتى عبر وسائل هي كانت مساهمة في تحقيقها.إن عدم مشروعية النظام القائم في العراق اليوم لا تحدده حقيقة عدم وطنيته فحسب بل أيظاً يؤكده عدم مشروعية الكيان العراقي لان كل الدعوات المشبوهة لما يسمى بالفيدراليات وتقسيم العراق لاقاليموالتي تهدف لتغير في تاريخ العراق تعني تغيراً في الكيان العراقي وهذا يشكل عدم شرعية هذه المشاريع بقدر علاقتها بالعراق ككيان تأريخي وسياسي واحد وبالتالي يعني عدم شرعية كل من ينادي ويعمل بإتجاه هذه المشاريع المشبوهة.إن لجوء إحزاب السلطة للتشكيك أولاً بمكوناتها وقدرات بعضها في إدارة الدولة وبدعم إقليمي أو دولي كبديل عن المساندة الوطنية هي دعوات للتفرد بالحكم وهي الديكتاتورية الحقيقية.وأن هذه القراءات لاحزاب السلطة بعضها لبعض نابع من سوء النية المتمثلة بالتشكيك بالقدرات وكذلك من غياب ثقافة النقد بعضها للبعض الاخروإتخاذ طريق الصدام والقتل بدلاً عن النقد إنها سلوكيات عصابات ومافيات لا أقل ولا أكثر ولا علاقة للشرعية بهذه المجاميع لان وجودها بالسلطة لم يأتي عن طريق وطني بل جاء برغبة ومساندة وإستخدام قوة الاجنبي على الوطنيين الشرعيين وعليه كل الاجراءات من قوانين وتشريعات أيظاً لاتتمتع بإي شرعية أيظاً .إن تناولنا لظاهرة عدم شرعية    .

 

 





السبت١٦ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة