شبكة ذي قار
عـاجـل










إن أي مراقب سياسي منصف أو صاحب فكر يؤمن بالانسان وحقوقه أو أي مُشَرعْ قانوني يتعامل بعدالة مع المواقف والاحداث,لوأُعطيَ فرصة للاطلاع على ما يجري في العراق لما قال عنها الا إنها فوضى عميان السياسة وجهالة في الحكم وحماقة طامعين بالسلطة ,ويبني إستنتاجه هذا على كل الحقائق التي عكستها السبع السنوات الماضية من التشرذم السياسي والذي أنعكس في بعض جوانبه على المجتمع العراقي وضياع للقيم الاخلاقية في تعامل أحزاب السلطة وتصادمها والاقتتال بينها من أجل مصالح ذاتية وشخصية ضيقة وتلاعب بالقانون بشكل مخيف وإجرامي حاقد .. إن جميع هذه العقليات السياسية والفكرية والقانونية لايمكنها أن تُطْلقْ على مايجري في العراق بأنها عملية ديمقراطية,فلا اللاعب له دراية بالديمقراطية كممارسة تحمل الابعاد الحقيقية لبناء المجتمعات التي تؤمن الحرية للفرد أو المجتمع أو معاً,ولا الذين يتلاعبون بالاعبين هم ديمقراطيون حقيقيون على الاقل فيما يخص الاخرين وفي بلدان غير بلدانهم,و تبقى نتائج اللعبة سواء بتوقيت نهايتها أو بتغير اللاعبين محفوظة في أدراج الذين يتلاعبون, وهم اليوم في العراق الامريكيون والايرانيون.

 

وأعتقد سوف لاينتهي مهرجان تشكيل الحكومة الخامسة الا بصفقة مشتركة بين الامريكين والايرانين تخدم أولاً ستراتيجيتهم في العراق والمنطقة ولا تخدم العراق بشئ وثانياً تؤمن لهم تواجداً عسكرياً ومصالح في العراق و المنطقة,فكل المشاركين في لعبة العملية السياسية يلعبونها كما يلعبها الاطفال في لعبة الحية والدرج والذين لا يقبلون فيها الا بالربح فقط وحتى لو كان على حساب أقرب الناس ,والفرق بان الاطفال في بعض الاحيان وبحكم بساطتهم يسلوكون هذا السلوك و مع ذلك قد يَقدِمُونَ على تنازلات لمصلحة المجموع سواء كانوا أخوة أو الاصدقاء أومن العائلة ,ولكن أحزاب السلطة في العراق لا يفهمون الا لغة الغنائم فقط!و في نفس الوقت لايفهمون ولا يعرفون عن الديمقراطية إلا سحرها المؤثر في الخطابات السياسية وقدرتها على الجذب الشعبي نحوها,وأتكأ في ذلك على  هوية وحقيقة كل الاحزاب التي تلعب اللعبة السياسية في العراق الذي هو عبارة عن فسيفساء  في أديانه ومذاهبه و قومياته,متجانسة ومتفاهمة على العيش المشترك ومنذ قروناً طويلة, ويجمعهم حبهم لعراقهم الواحد ,وأما هذه المجاميع المتسلطة في عراق اليوم فأما أحزاباً طائفية وهذا يعطي مؤشراً أكيداًعلى عدم قدرتها للتمثيل الشعبي في العراق, أو إتها عرقية تمثل قومية واحدة في أهدافها وبالنتيجة تعجز عن إستيعاب الطموح الجماهيري الشعبي أوشخصيات همها المناصب الذي وعدها بها المحتلون,وهم بأنانيتهم سوف لن يكون لهم وقتاً لخدمة الاخرين .

 

هذه الحقيقة والتي يعرفها كل العراقيين وحتى أعضاء الاحزاب هذه أنفسهم,وبالامس وعلى أحدى الفضائيات المدعومة أمريكياً تعلن إحدى السيدات من النائبات للحزب الحكم بأن منصب رئيس الوزراء ( لا يمكن مناقشته وهو محسوم لصالح الطائفة الفلانية لانها تمثل الاكثرية وهو أمر لايمكن أن يتم المناقشة حوله وسوف لا نقبل بغير ذلك بذلك وعليه يكون منصب رئيس  الجمهورية من حصة القومية الفلانية ورئيس مجلس النواب هو حصة الطائفة الاخرى),وتقول هذه النائبة (أن هذا هو حقيقة العراق الجديد ولابد أن نكون واقعيين في تقبلها ونعترف بها!! ) نعم الشر أيظاً موجود في الانفس والافعال وعلينا أن نقبله و نسلم لاراداته حسب فلسفتكم اليس  كذلك يا مشرعة القوانين وحافظة وحدة العراق,وهل يجوز بعد ذلك أن تكوني ممثلة لهذا الشعب العظيم؟!إنكم لا تصلحون لتمثيل حتى أي مذهب بل حتى أي حزبأو حتى عشائركم الشريفة النقية لاتشرف بإنتسابكم لها لما تحملون من أفكار غريبة عنها ,إنكم تصلحون أن تمثلوا فقط أنفسكم فقط وتمثلون الاجنبي الذي جاء بكم..  أولاً أعتذر لعدم تسمية الطوائف بالتحديد والقوميات لانني أولاًعراقي عربي وعاشق بمشاعري ومدرك بعقيدتي العربية الأنسانية,أن في العراق باقة من الاديان والطوائف و القوميات ولكنها متاخية وتَحْمِلْ هذه الباقة يد واحدة للعراق. وثانياً أؤمن و من صميم قلبي وبكل ما أمتلكه من قناعة بحبي وأملي في أن يكون العراق ديمقراطيأً تماماً,ولكني لا أُؤمن بعراق جديد محكوم بأجندة أمريكية وإيرانية أو أية أجندة أجنبية .

 

لان الجديد في هذا العراق أن الانتماء للوطن يحدده الدين أو الطائفته أو القومية إني فقط أتسال هل ستجعلون العراقي في الشمال أن يتنازل عن التحدث والتباهي عن حضارة بابل وحمورابي ونبوخذنصر بإعتبارها حضارة قامت في الجنوب من العراق أوتفرضون على العراقي في الجنوب أن ينكر إنتمائه لحضارة أشوربانيبال بإعتبارها قامت في شمال العراق,الم تقوم ثورة العشرين وكل الانتفاضات في العراق ضد الاستعمار الانكليزي وثورة 14تموز و 14 رمضان والثورة البيضاء في 17 تموزوالعراق واحد وفيه ذات الاديان والمذاهب والقوميات؟! الم يكن تجمع كل أولئك الثوار والمناضلين في وطنية واحدة تحمل الهوية العراقية ؟؟! ..أيها المراؤون أين أنتم من الوطنية التي لاتقبل القسمة الا على نفسها,وحتى في العهد الملكي لم نسمع بهذه الخزعبلات..والمضحك أن الندوة كانت حول تشكيل الحكومة و كنت أتمنى أن أكون في هذا الوسط الموبؤء(لا يخاف المخلصون عليً من الفيروسات والطفيليات فقد تحصنت و معي كل الوطنيين بعقيدة رصينة تؤمن بالعراق وبالانتماء للعروبة الانسانية)لكنت أوجه سوأل واحد محدد لكل المشاركين وهومحور موضوعي هذا .

 

هل تضنون أن مشكلتكم تكمن في أيجاد توافقات أو مشتركات سياسية لتشكيل الحكومة وقد مضى على الانتخابات ستة أشهر و نصف وسوف تستمر لاكثر من هذا الوقت,وانتم لم تتقدموا خطوة حقيقية واحدة لتحقيق هدفكم؟ .أن مشكلتكم تكمن في دستوركم الذي أعده لكم الاجنبي المستعمر وهوالذي سيضمن له فرقة العراقيين, لو تمعنتم بفقرات هذا الدستور لوجدتم الاجابة الكافية عن تشرذمكم وتناطحكم وتدافعكم بل صراعكم على الكراسي. وهذه هي فلسفة و سلوكيات المستعمر عندما يريد أن ينسحب كلياً أو جزئيا من منطقة أو بلد ما يترك خلفه قنابل موقوتة تتفجرعلى الشعوب بالوقت الذي يريده هو..ها هي قضية كشمير قنبلة وضعها المستعمر الانكليزي بين الهند وباكستان عندما أُجبر على الانسحاب منهما,وقضية الكويت واحدة من هذه النماذج الموقوتة,وكذلك الجزر العربية الثلاثة التابعة لدولة الامارات العربية والتي إحتلها المستعمر الايراني بعد إنسحاب بريطانيا, وقد تعامل المستعمر الانكليزي بغفلة مقصودة بعد قراره الانسحاب من الخليج تجاه النوايا الاستعمارية الايرانية بإحتلال الجزرالثلاثة لضمان وجود مسببات للنزاع بين العرب وإيران المعتدية,وستكون كوسوفو هي مرشحة لتتحول الى قنبلة موقوتة في وسط أوروبا, وحتى لو نجحت المساعي الغربية في إقامة دولة فلسطينية فسيعمدون على زراعة قنابل موقوتة في تلك المنطقة لتتفجر في الوقت المناسب وحسب رغبة الذين زرعوها..

 

 





الخميس١٤ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة