شبكة ذي قار
عـاجـل










وبالمقابل كانت ستاتيكية العقلية القيادية للنظام الاشتراكي وشيخوختهم وإنكفائهم حول تفاعلات السلطة ومغرياتها وجعل بقاءالدولة وإستمرارها هو الهدف متناسين أن الظمور في عامودها الفقري الذي يتمثل في فكرحزبها كان سبباً رئيسياً من أسباب سقوط المنظومة الاشتراكية و على هذا النحو الدراماتيكي والمخيف بحيث كان أشبه بالردة على الافكار من كونه إنهيار لمنظومة عملاقةٍ.وأمام كل هذا يتحتم علينا نحن المؤمنين بعقيدة البعث الخالد أن نقف ونتفحص تجاربنا العظيمة في الحكم وقد تختلف تجاربنا مع السلطة عن تلك التي عاشتها الحركة الشيوعية,ولكنها تحمل الكثير من الذي عندنا بالرغم من أن تاريخ الحركة الشيوعية ومسيرتها في العالم قد أكسبها الكثير من الخبرة في التعامل مع الازمات و المواجهات فكرية أو سياسية وكذلك في تحديد العلاقة بين الحزب و دولته. وقد تكون نضجت في بعض التعاملات مع هاتين المؤسستين المؤثرتين في المجتمع الواحد ,ولكن عوامل السلطة سواء كانت مغرياتها أو إعطاء الاولوية للدفاع عنها دون العقائد وإعتبار المهمة الاولى لكل عقائدي هي الدفاع عن الدولة الاشتراكية وإغراق مفكري ومنظري الاحزاب الثورية في البحث عن سبل معالجة هموم الدولة دون نظرية الحزب وخاصة في موضوع التثقيف الحزبي بحيث تم التركيز في هذا الجانب على ثقافة جديدة مجملها تتعلق بسياسة دولة الحزب وخطب قادتها وتَغْيبْ شبه كامل للتثقيف العقائدي في عملية التثقيف الحزبي,

 

وجعل التحديات الفكرية التي تواجه عقيدة الاحزاب تحتل الاهتمامات الثانوية للحزب الثوري,وتغليب الخطاب السياسي على الخطاب الحزبي . إن هذه الجدلية بين الحزب الثوري ودولته والتي كانت والى وقت قريب في بعض الاحزاب الثورية في العالم وقبل إنهيار المنظومة الاشتراكية وفي وطننا العربي أيظاً كانت لصالح دولة الحزب وعلى حساب الحزب وهو الامر الذي جعل من هذه الجدلية تصور سقوطاً لمؤسسات الدولة والتي بنيت على فلسفة حزبية الدولة وليس دولة الحزب وهذا جعل من كل الغالبية العظمى لمنتسبوا الدولة حزبين كانواوغير حزبين يتصرفون تجاه أي عدوان كما يتصرف المواطن العادي سواء كان عسكرياً أو مدنيا عندما تتعرض بلاده الى عدوان او إحتلال بسبب أن الرابطة التي تربطه بدولته المهددة بالاحتلال لاتعدى فقدانه لمنصبه أو مكتسباته الشخصية أو إكرامياته التي كان يتمتع بها وهي بالطبع لا تساوي شيئاً أمام الخطر على حياته ,وبالمقابل كان العقائدي المقاوم والذي يحسب إنهيار دولته قد يعني خطراً كبيراً على عقيدته التي أحبها والذي أرتبط بها ليس عبر مغريات السلطة المادية فكان منهم شهيداً ومنهم معتقلاً ومنهم من حمل شرف مقاومة الاحتلال والعدوان.أن النتيجة الحقيقية التي لابد أن نعترف بها كعقائديين سواء بعثيين أو شيوعيين حقيقيين أو أصحاب أية عقيدة ثورية أُخرى أن السلطة أضرت كثيراً بالعقائد ولم يكن هذا الضرر ناتجاًعن قيادة الحزب الثوري للسلطة بل أن الاضرار كانت بجعل أمراض الثورة تقبع في صفحات الكتب والمقالات ولم نخرجها الى الواقع ونطلق أسرها الكتابي لتسبح في أجواء الثورة لنحول ما كُتب الى أدلة نهتدي ونسترشد من خلالها الى أمراضٍ نخرت في دولة الحزب وأصبحنا نحن الحاضن لهذه الامراض بل البعض تحول الى وسيلة من وسائل إنتشارها كالانتهازية والوصولية وتشويه العلاقات الحزبية وتحويلها الى العشائرية والعائلية بدلاً من تأكيد العلاقات الرفاقية التي قام عليها الحزب الثوري..وتحولت السلطة في هذه الحالة أو الصورة الى فخ خطر لاضعاف الحزب الثوري وسلب تأثيره الاكبر والاخطر في صراع الاييولوجيات وقيادة الجماهير حيث تحول من مؤسسة ثورية الى مؤسسة شبيهة بمؤسسات الدولة وسادت فيه وفي أغلب الاحيان الروح البيروقراطية في التعامل بين الرفاق أو المنظمات كبديل عن روح الرفقة بكل ما تعنيه من ممارسات وسلوكيات ديمقراطية وفق القوانين الحزبية,فإكتسب الحزب قوته من سلطة الدولة بدلاً من أن يستمدها من الجماهير. ولان السلطة قد تعود من خلال نظام ديمقراطي أخر ولكن إذا تخلفت العقيدة عن مواكبة التعجيل في تطور الحياة ,فهذا الامر يفقدها الصفة الثورية وقد يضعها في صفوف العقائد الكلاسيكية والمتخلفة وبذلك يصعب نهوضها مرة أُخرى وعلى أثر ذلك يتفكك البنيان التنظيمي (الحزب) ويفقد دوره بين الجماهير وقد يؤدي ذلك الى نوع من صورالاندحار ويسببُ نكسة وطنية أو قومية أو حتى إنسانية, لذلك من المهم جداً أن تعلن قيادات الأحزاب الثورية رجوعها للمنبع الاصيل لقيامها وهو الوسط الجماهيري والذي أمدها بالقوة والزخم في التاثير الايجابي في حياتها وجعل تجربة السلطة واحدة من التجارب الثورية المهمة في حياتها والتي أعطت للحزب خبرة في التعامل المستقبلي مع منحى من مناحي الحياة, و إعطاءالبرهان الاكيد بأن الحزب الثوري هو جماهيري النشأة وجماهيري في ديمومته وجماهيري في أهدافه,وما السلطة الا تجربة كان يريدها أن تكون ضمن عوامل التعجيل في تحقيق أهداف الجماهير,وتبقى السلطة وسيلة تعجيلية لتطبيق البرامج الحزبية وتتراوح أهميتها بالظرف المكاني والزماني للحركة سواء كان ذاتياًأو موضوعياً,وهذا هو ديدن الاحزاب الثورية وما خطاب شيخ المجاهدين الرفيق المناضل عزة أبراهيم بمناسبة الذكرى الثانية والاربعين لثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المباركة الا تأكيداً على ثورية حزب البعث وتجديده لاستراتيجية في النضال القومي والقطري ضد أعداء العرب والانسانية,وأيظا يفصح عن قوة الحزب الفكريةو والتنظيمية من خلال حالة الايجاب والتفاؤل في مسيرة الحزب وبرهان على أن حزبنا غايته ووسيلته هي الجماهير ولم تكن السلطة ولن تكون عنده الا بحسابات التعجيل لتحقيق بعض الاهداف وعندما أثقلته وأتعبته فكراً وتنظيماً كان قراره الثوري الجرئ بشطبها من أي ستراتيجية له أو حتى من أي تكتيك في هذه المرحلة, لانها لم تكن لا هدفاً ثانوياً ولاعاشراً فإسقاطها من حساباته وهو أمرُ لا يؤثر على مسيرته النضالية بشئ.. إن تفاعل تجارب الاحزاب الثورية في العالم تغني التجارب الثورية وتعطينا طريقة تفكير جديدة في صياغة النظريات وأساليب أكثر واقعية في معالجة أي تلكأ في إستيعاب للواقع وحلولاً أكثر إعتدالاً في معالجة الانعطافات الغير محسوبة التي تطرأ في مسيرة الاحزاب, وتحدد هذه الجدلية المهمة التي أُطروحتها الحزب و طباقها دولته تعطي طرقاً وتخريجات أكثر من مقنعة في تثوير السلطة, وأصح من التي ترد في نظرية التوقعات.

 

والجدلية إذا ما حُسبت فهي ظاهرة إنسانية تَمَيزَ بها الانسان عن غيره من الكائنات لارتباطها الكلي بحركة وإنفعالية العقل مع البيئة التي يتواجد فيها وليست حكراً على نموذجاً واحداً من الافكار والاراء والارهاصات الأنسانية وهي في نفس الوقت نتاج للحضارة الانسانية مجتمعة في عطائها والتي وجدت على مدى العصور وعلى إمتداد الكرة الارضية. و بالمناسبة أن الايديولوجية العربية الثورية أفصحت عن جدلية في أهدافها الثلاثة في الوحدة والحرية والاشتراكية وبمجموعها تتفاعل مع تنامي ونضج في العقلية العربية في القدرة على التحليل والاستنباط وإستخراج مكنونات النفس العربية وتثويرها بإتجاه بناء المجتمع العربي الواحد والذي يتحقق فيه العدالة الاجتماعية والحرية,و لو أُحسن إستخدام ديالكتيك الثورة في العراق بين نظرية الدولة ونظرية الحزب لكان إحتلال العراق أصعب بكثير مما كان وكان الامر أكثر تعقيداً على المحتل أن لم يكن أقرب للمستحيل من نجاحه المؤقت في إصدار قوانين سيئة (كقانوني حل الجيش العراقي وألاجتثاث ) والتي لا يرضى بها ولا يقبلها أي مجتمع حتى لوكان مجتمعاً لا يراعي فيه أبسط حقوق الأنسان في مجال حرية الفكر والاختيار.


إن الكثيرقد كتب في هذا الموضوع ولكن طريقة تناول جوانبه وعمق تلك الكتابات وطريقة تزاوج التجارب العالمية الثورية مع الحركت الثورية القائمة في الوطن العربي على وجه الخصوص وتقويم ذلك قد لم يكن يرتقي الى الدرجة التي مثلت حقيقة الترابط الايديولجي والتجاربي,وتبقى هذه الكتابات مصداراً أساسياً من المنتج المعرفي للحركات الثورية ومعبراً عن واقع معاش يحمل في سياقاته التأريخية والثقافية والسياسية من فعل الانسان الثوري. إن أشكالية تبادل الخبرات بين التجارب الثورية تكمن في وجود بعض العقليات المتطرفة,فهنالك من ينظر الى خطورة تبادل الخبرات الثورية بأنها قد تطبع تجربته بالاستنساخ, فيرمي بقوة وزخم عالٍ وتهويل للعاملين الزماني و المكاني في ساحةالحوار و بتجرد عالٍ وبالنتيجة يثقل رأيه ويطبق على نتيجة واحدة ويكسب رايه او وجهة نظره ويحقق الغلبة على الراي الاخر ويكسب في هذه التبادلية المعرفية والنضالية الفشل في النظرة والتحليل. وفي الجانب الاخر يبرز رأي ينادي بالاصلاح والانفتاح على الاخرين ويعمل على تمييع الخصوصيات في التجارب ويطوره الى جعله تياراً يهدف للتغيير ويبني إتجاهه هذا على قاعدة الواقعية ويُطَعَمْ مفاهيمه التقدمية بالتجديد والمعاني الثورية والتقدمية والاصلاح ليقوي حجته و يستغني عن البعد الفلسفي والعمق الفكري للعقيدة الوطنية أو القومية و خصوصياتهما . ولاجل ان تكون وقفتنا صحيحة ومستوعبة لكل جوانب صورة العرض والنقد من حقيقة الاسباب التي تؤدي إخفاق الاحزاب الثورية في تحقيق جزء أو كل أهدافها الرئيسية,فأرى أن تكون هذه المحاولة من خلال الفقرات التالية:


1- القصور أو الجمود العقائدي
2- التباين بين العقيدة والبنية التنظمية
3- بروزقيادات مرحلية طارئة على الفكر

وفي كل الاحوال لا يمكن أن تكون هذه الفقرات الثلاثة معبرة عن المساحات الحقيقية التي يمكن أن نسطح فيها ملاحظات صادقة وحقيقية لفشل الاحزاب الثورية في تحقيق بعض برامجها مالم تؤخذ بجدلية وليس بتسلسلية الفقرات,ونتعامل معها بنفس الاهمية مع كل واحدةمنها ولكنها تبقى محاولة متواضعة قد تصطف الى ما كُتبَ من عرض أو نقدٍ..

 

 





الاثنين١١ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة