شبكة ذي قار
عـاجـل










ما تناولته الأقلام مؤخّراً بشأن رائد الفضاء , العراقي الواعد , فريد لفتة , كان تناولاً بلا شك صدر من قبل أصحاب ضمير عراقي أصيل , على قلّة هذا التناول الذي كان يجب أن لا يمرّ أمام أعيننا مروراً سريعاً رغم مروره فوق صفحات الأحداث الكونيّة الجسام التي يتعرّض لأهوالها يوميّاً الجسد العراقي , ويتعرّض لها مستقبله وتضعه على محكّ وجوده برمّته من عدمه , علاوة على ماضيه وحاضره .. ولكن ؟ .. ومع كلّ ذلك يجب علينا أن لا ندع مثل هذا الحدث العلمي الذي ينوأ بحمله فريد وأقران فريد وأمثالهم اليوم , ومشاريع الاغتيال المعنوي المتوقّع من التي يتعرّضون إليها كلّ لحظة ؛ أن يمرّ مرور الكرام , بحسب رأيي , كما مرّت حوادث الاغتيال الدمويّة والمعنويّة الأليمة في سنوات الاحتلال لغير فريد من مئات من العلماء العراقيين بمختلف اختصاصاتهم الرياديّة , مع الظروف الفارقة بين الحالتين , حالة فريد التي هي حالة موجودة للمئات من مثله من العراقيين من الذين لا زالوا يمتهنون في بعض الأحيان رغم قساوة الظروف وعدم وضوح الهدف المقنع بممارسة الاختصاص سواء من هم داخل العراق أو من هم خارجه , باعتبارها حالة عراقيّة معروضة على المشهد الدموي العراقي رغم الفاصل المكاني البعيد , إلاً أنّها لازالت قيد التداول , ما بين تصفية فريد من قبل هذه الجهة بحسب سنوح الفرصة لها , وبين الخشية عليه من قبل الجهة تلك , خاصّة وأنّ علم مثل علم الفضاء يعني للبلد , كما ويعني لأعدائه أيضاً , الشيء الكثير , ولم تلق برأيي وبرأي شرائح كبيرة من المجتمع العراقي حوادث الاغتيال للكوادر العلميّة العراقيّة المتابعة المطلوبة والكافية من قبل المعنيين بالشأن القانوني العراقي والعربي أيضاً أو متابعتها قضائيّاً من قبل العراقيين والعرب المقيمين في دول المهجر خاصّة ومن قبل المؤسّسات الإنسانيّة الصديقة المنتشرة في العالم أو التأكيد عليها ومتابعتها في جميع المناسبات ذات الصلة وبالتناول إعلاميّاً , عبر الفضائيّات على وجه الخصوص أيضاً ومحاولة جعلها هاجس المشاهد اليومي بمختلف المؤثّرات السمعمرئيّة المختلفة وبالشكل الواسع الذي يضمن أيضاً التثقيف الكافي لحصانة المجتمعات العراقيّة التي باتت شرائحها المختلفة هي الأخرى تقع عليها مسئوليّة الاغتيالات إذا ما حدثت بين ظهرانيها ويقع عليهم اللوم كذلك ...


لقد سمعنا وشاهدنا يا فريد ما قمت به من مهارة فائقة .. وسمعنا بعزمك , بتصميمك القوي , لاختراق الفضاء .. لقد تفاخرنا بك عندما شاهدناك وشاهدك العالم وأنت تقفز من على أعلى قمّة جبليّة باتّجاه الأرض بواسطة المضلّة "البراشوت" سابحاً في الفضاء رافعاً علم بلدك العراق .. فخرنا بك يا فريد إيما فخر , ولكن !... واحسرتاه .. لقد جئت , وجاءت طموحاتك العراقيّة الكبيرة الأصيلة , في الوقت الخطأ , وفي العهد الخطأ , وفي الظرف الخطأ ..


كلّ الذي أستطيع أن أقدّمه لك الآن ويستطيع أن يقدّمه لك الشعب العراقي في هذه المرحلة العصيبة أن نطلب منك أن تتخفّى يا فريد جيّداً عن أنظار أصحاب "نظريّة" العراق الجديد , أحسنلك وأحسن إلنه ؛ ولا تعطهم فرصة العثور عليك أو تعطهم ما سيستدرجونك به لساحتهم فتقع بين نارين , نار التصفية الجسديّة التي أزهقت عمليّاتها الغادرة أرواح المئات من الطاقات العلميّة و "الجوّيّة" العراقيّة من التي قادتها المخابرات الإيرانيّة انتقاماً وكذلك مخابرات الموساد على مرّ سنوات الاحتلال السبع ونيف والعقود من السنين التي قبلها , ونار وكالة "الفضاء" الإيرانيّة التي ستجنّدك في نهاية المطاف بالضد من عراقيّتك كما استغلّت ذلك الميليشيّات المرتبطة بإيران حين ابتزت العقول العلميّة العراقيّة وأجبرت البعض من أصحابها العمل في المحيط النووي الإيراني ..


أنت يا سيّد لفتة قد جاء "طلبك" لاستثمار قدراتك الخارقة في الوقت الخطأ ... نعم .. كان هنالك "فيما مضى" ربّما كنت فيها أنت لا زالت لم تكتمل لديك بعد مسافات الوعي والنبوغ العلمي المطلوبة , فضاء عراقي رحب كان بإمكانك السباحة فيه يا سيّد فريد مطمئنّاً وأنت ترفع علم بلادك العراق وتثبّته في قلب الفضاء المتناول .. كان هنالك في ذلك الزمن الذي سبق الاحتلال الفارسي الأميركي للعراق برنامج فضائي عراقي كانت ملامحه البدائيّة البسيطة قد ظهرت ستينيّات القرن الماضي أعلن عنه أكثر من مرّة وسعى يتبنّاه المرحوم كامل الدبّاغ في برنامجه التلفزيوني "العلم للجميع" لتتطوّر بعدها وتستقرّ كحالة وطنيّة واجبة التنظير والتطبيق والتنفيذ ومشروع ذو رؤية متكاملة ارتبطت بالنهوض العلمي الشامل لمختلف الاختصاصات بعد سنوات التأميم الخالد ما فتئ يُحارب بسببها وبسبب أهدافه الجامحة الواعدة ذلك المشروع منذ ذلك اليوم ولغاية الأن ويلاحق جنوده أينما كانوا من قبل أعداء العراق ... فقد كان هنالك يا فريد ( العابد ) كان نتاج سلسلة تطوّرات صاروخيّة من بنات خبرات عراقيّة متراكمة مائة بالمائة بدأت بتجارب بسيطة بشكلها الملموس الأوّل يوم أطلق شرارتها الأولى "طاهر يحيى" رئيس وزراء العراق الأسبق زمن المرحوم الرئيس العراقي الراحل عبد السلام عارف , كما صوّرتها عدسات برنامج العلم للجميع آنذاك منتصف ستّينيّات القرن الماضي حيث ظهر رئيس الوزراء من على شاشات البث التلفزيوني الضعيف آنذاك وهو يشعل فتيل تجربة أوّل صاروخ عراقي انطلق ( بطول مترين !) ولارتفاع يتناسب وحداثة التجربة آنذاك التي قامت بصناعته مجموعة من الشباب العراقيين خارج المنظومة العسكريّة العراقيّة ! في سبق علمي واعد أتى متزامناً مع إطلاق المرحوم عبد الناصر لصواريخ الظافر والقاهر ذات الصناعة المصريّة , ولكن الاستمرار بها قد انتهى وتوقف ولم يتبقّ منه إلاّ الحلم بمشروع أكبر "وتلك التجربة تقطع ألسنة المشكّكين من الذين نشكّك بعراقيّتهم هم بخلو العراق قبل برنامجه الصاروخي الشامل بعد التأميم من جذور برامج صاروخيّة خلت وتنسبها إلى برنامج سكود الصاروخي الروسي فقط" , ثم لتأتي مرحلة التطوّر الصاروخي العراقي المتقدّم والفعّال بأشكاله المختلفة الأغراض والمديات من التي عرفها العالم فيما بعد كان من الممكن فيها في الوقت الحالي أنّك يا فريد ستكون في سنوات عمرك هذه تتحقّق لديك فرصة الحصول على مقعد قيادة لسادس أو لسابع حلقة من مراحل حلقات تطوّر ذلك الصاروخ العابد المفخرة لكل عراقي وعربي ومسلم لو سلم ذلك المشروع وكتبت له الديمومة والاستمرار إلى وقتنا الحالي تحت رعاية نمط من القادة من ذات الأيادي الوطنيّة التي أنشأته , ولو لم تطله ولم تطل البرنامج الفضائي الذي أنتج العابد أيادي التدمير المتمثّلة بالتآمر الأميركصهيو ـ إعرابي ـ الفارسي عليه وتدمير صروحه العلميّة .. لقد كانت هناك يا أخ فريد لفتة , خطوات حثيثة لتأسيس برنامج فضائي علمي متطوّر ومتكامل يفوق المشروع الصيني الفضائي كان من نتائجه أيضاً قرب الإعلان عن صناعة أوّل قمر صناعي عراقي مائة بالمائة "مو صناعة تلزيك" كما تفعل الجارة "الشقيقة" .. ولكن ! ويا ألف ألف لكن ! لولا "تفجير العراق لبرجي التجارة العالمي!" التي أوقفت تداعيات ذلك التفجير الإجرامي الذي نفّذه مجموعة من الشباب العراقيّين! في نهاية الأمر البرنامج وجعلته قاعاً صفصفاً إلاّ من نخبه , وأوقفت معه برامجه التي استمرّت رغم سنوات الحصار العالمي على العراق ليتهاوى وليتم تدميره "نهائيّاً" بعد الاحتلال وكأنه كان هو المستهدف من قبل الولايات المتحدة الاميركية وليس غيره ! وذلك ما يدعونا , من الآن فصاعداً , أن نتبنّى ونعيد رؤية مشاهد تهاوي البرجين بنظرة لا غشاوة تشوّشها على أعيننا بعد الآن ! ...


علينا نحن كعراقيين أن نراها بمشاهدها الحقيقيّة , والواقعيّة ...
يجب أن نصحّح ذلك التهاوي بتلك الرؤيا برؤية بديلة تزيح تلك ! ...


يجب علينا , ومن الآن فصاعداً أيضاً , أن نرى التهاوي ذاك , وبعد ما أفصحت عنه مآسي العراق والغرض من تدميره بالكامل , أن نرى ذلك التهاوي للبرجين ببصر وببصيرة عراقيّة متّقدة وجديدة تضع وتؤسّس لرؤية بصريّة , لمشاهدة عراقيّة حقيقيّة , لا بصريّة "فازارَليّة" مخادعة , لأجل أن تشخص في ذاكرتنا وتستقرّ بشكل نهائي عند أوّل إعادة لمشاهد ذلك الحدث أمام أعين العالم مع أوّل إعادة لها عبر وسائل الإعلام حين تعاد ذكراها "الهولوكوستيّة الهارفريّة الابتزازيّة" أنّ نراها بأعيننا نحن العراقيين المبتلين الفعليين بذلك التفجير المخابراتي الصهيوني ـ القاعدي ..


أن نراها برؤيا من يشاهد تهاوي صروحه العلميّة التي بنيت من عرقه ومن دمه ومن دموعه هو أمام عينيه وتتهاوى معها أبراجها الشاهقة ..


يجب أن تستقرّ بذاكرتنا الجمعيّة مع كل استرجاع أميركي لتلك الذكرى , من الآن فصاعداً , صروحنا العلميّة تتهاوى عبر وسائل الإعلام جميعها وأمام أعيننا , لا تلكما !!! ..


وااااأسفاه يا فريد , فطالما إنّك لازلت عراقي الجنسيّة والانتماء , فستضمر مواهبك بين أروقة وقنوات ومجاري تصريف عمليّات استمرار احتلال العراق وستذبل مواهبك وستطويها مقابر النسيان كما طوت الكثير من العقول العراقيّة العلميّة ...


لقد كان هناك وطن حقيقي يا فريد , هو وحده من كان بإمكانه أن يحميك ويرعاك .. ولكن في وطن اليوم لن تجد من سيرعاك أو من ستجد من سيلتفت إليك , لأنّ أصحاب عراق اليوم , الجديد, ليسوا بإمكانهم أن يرعوا ضمائرهم وأنفسهم إلاّ تحت ظلال حراب الغير فكيف سيرعونك أنت الطائر فوق رؤوسهم ! بل ستجد بدلاً عن ذلك من سيحاول اغتيالك ليقضي على أيّة بارقة أمل علميّة تقضّ مضجعه وتقضّ مضاجع جميع من أتى بهم المحتلّ وبالأخصّ منهم من تقف أنت وغيرك حجر عثرة في طريق نشره الجهل والاستكانة والخنوع والقدريّة والتسليم بما تقرّره أحلام مناماته تحت حجج "تفسيرات القرآن العلميّة المعاصرة !" أو غيرها من مؤلّفات وكتب تاجرت بآيات الله وبأولياءه وبأنبياءه لم تخرج عن هذا المضمار تقيّئها علينا التأريخ المسمّم بفترات الظلام المعتمة التي مرّ بها الإسلام والمسلمون من قبل أكثر من ألف عام ونيّف ليعبر هو ومن معه من الذين انخدعوا به وبأمثاله , وهم كثر , بمفاهيمه المظلمة هذه المحرّفة للمقاصد الإلهيّة الإنسانيّة التربويّة التي من أجلها أنزل قرآنه العظيم علينا , ويجتاز هو ومن أغواه وأغوته مفاهيمه المنحرفة , هذا العصر , سليماً معافى محمّلين جميعاً بالجهل والسوداويّة ليستقرّوا وسط عالم معاصر قادم يكونوا فيه بدورهم لقمة مملّحة سائغة جاهزة الابتلاع من قبل أفواه شرهة لمستعمر مستقبلي "عصريّ" قادم أيضاً كما الآن ... وسيغتالونك يا فريد , كما اغتيل قبل أيّام عالم عراقي لا زال طالباً على مقاعد الدراسة ابتكر طريقة غير مسبوقة في تخصيب اليورانيوم ! ..


ستجد هنا يا فريد , في عراق اليوم , من سيدعوك لــ"مصالحة سياسيّة" وسيغتالك بعد انضمامك إليها أمام بناية التقاعد العامّة أو عند استلام راتبك التقاعدي! ...


حافظ على نفسك يا فريد في الوقت الحالي واختفي عن الأنظار ولا تترك علامة دالّة يمكن أن يهتدي بها من يسعى للوصول إليك بيديه وبرجليه وبأسنانه المنقّعة بترياق السموم , لأنّك بحفاضك على نفسك فإنّك ستحافظ على ثمرة ثروة غنيّة واعدة من ثروات العراق.. ولا تصدّق أيّة دعوة يدعوك اليها أيّ مسئول حكومي من مسئولي المنطقة المعزولة الخضراء , واعلم يا فريد أنّ نهايتك بعكسها ستكون موصولة حتّى نهاية طرف خيط من خيوط مقاصد من سيدعوك لـ"يرعاك" ! كما ويجب أن تعلم أنّ من سيمدّ لك "بارقة الأمل" , ليس بمقدوره , ولا بمقدور القوّة الأعظم التي أتت به طائراً فوق رقاب العراقيين أن يعيد بارقة ضوء أو ومضة تسري على أسلاك أعمدة شبكة الكهرباء العراقيّة المعطّلة رغم اصطفاف العالم أجمع خلفه! , فكيف تريده أن يرعاك! .. ثمّ على مه سيهتمّ بك أصحاب العراق الجديد وعلى أيّ أساس وفي عراق اليوم ثلاثون ألف معمل ومصنع عاطلات عن العمل استمرّ تعطيلها منذ الفجر الجديد الأوّل لـ "تحرير" العراق , ولغاية الفجر الثاني لتحريره بعد الانسحاب المزعوم , ونحن بانتظار فجره الثالث! الذي تتحرّك مقاصده على خرائط البنتاغون فقط , ثمّ كيف سيرعونك وأسواق العراق عامرة ومكدّسة بأنواع المصنوعات التي يصنعها ويصدّرها لنا الأشقّاء الإيرانيّون تكلّف "ميزانيّة" الشعب العراقي سبعة مليارات من الدولارات , سنويّاً !, منذ سبعة أعوام , ولغاية اليوم , لتزيد من رصيد ميزانيّة الوليّ الإيرانيّ الفقيه .. ألم تصل مسامعك يا فريد أخر "تحدّيات" رئيس إيران نجادي التي تحدّى بها الشيتان الأكبر بلا مبالاة منه متوعّداً إيّاه بأنّ حصاره لن يضرّ الوليّ الدكتاتوري الفقيه ! .. طبعا يا فريد .. كيف ستتأثّر إيران بالحصار وجيب المالكي .. عفون .. أقصد كيف ستتأثّر إيران وجيب العراق موجود ومزروف ومفتوح على الآخر ! ...


اعلم يا أخي فريد أن المنطقة الخضراء ليس بينهم اختصاص من الذي تطلب يجري مع رغباتك أو يسايرها .. لأنّك إن ناديت فستسمع آذان كان أصحابها ولغاية وقت قريب بائعو خضراوات وبائعو "بسطيّات" ومحابس ومهربّون ومتخصّصو تفجيرات ومزوّرو عمل ورقيّة وأوراق رسميّة وجوازات سفر ومطلوبون دوليّاً ومحلّيّاً ولصوص مصارف وإرهابيّون مطلوبون للمحاكمات الدوليّة و "فراريّة" هاربون من خدمة الدفاع عن بلدهم بشتّى الحجج , وأمّا من امتلك منهم سطحيّة المعرفة فقد امتهنها ليصبح من سرايا رواديد مجالس "يتزليجّ" بفمه حين يتكلّم الفصحى "القحّ"! ... ستسمع صمتاً من أفواه ؛ أصحابها قطّاع طرق من أتباع أبو ريشة وأبو "زَغَبْ" وإرهابيّون ملتحون تسلّلوا من بلدان تدّعي خدمة الحرمين وخدمة الأزهر وغيرهم وغيرهم ..


"كول غيرهه" أخي فريد وعوف هاي الشغلة !.. لأنّك إن أسمعت فستسمع لو ناديت حيّاً من الذين اعتقدت أنّهم سيمدّون لك يد العون , ولكن لا حياة ولا ضمير ولا حياء ولا غيرة ولا غرغرة ولا أخلاق ولا شرف ولاعرض ولا نخوة ولا ذمّة ولا ناموس لمن تنادي , بل ستسمع فقط وترنّ في إذنيك منهم قهقهات مجرماً ولصّاً ولاءه الأوّل والأخير لعدوّ بلدك الأوّل , بعد "إسرائيل" , وهذه الأخيرة تبحث عنك هي الأخرى لتغتالك لأنّك ولادة عراق ذاقت طعم صواريخه لأوّل مرّة منذ تأسيسها وكسرت دفاعاتها الأمنيّة الفولاذيّة المزعومة , ستسمع تغميزات وتلميزات معارضون " للنظام السابق" معارضون على الطريقة الأميركيّة , إذ لو كانوا معارضون حقيقيّون وأنهم أصحاب حق , إن عرفوا هذا الحق حق المعرفة يوماً , لعلموا أنّ الحق أقوى من جميع الأسلحة ولاعتمدوا عليه وعلى أنفسهم في "تحرير" العراق ولاعتمدوا على الشعب العراقي الذي لطالما زعموا أنّه يتطلّع شوقاً وحنيناً ولهفةً وهيصةً وزمبليطةً لزعامتهم , لكنّهم , وكما أثبتت وقائع سنوات الاحتلال , أنّهم ليسوا أكثر من معارضون لطموح العراق ومعارضون لتطلّعات أبنائه , وأنت يا فريد برعم في شجرة طموح بلدك العراق يبحثون هؤلاء قطفه كما اقتطفوا براعم كثيرة كانت تريد أن تتفتّح على شجرة العراق العميقة الجذور....

 

 





السبت٠٩ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال الصالحي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة