شبكة ذي قار
عـاجـل










أعلنت حكومة المنطقة الخضراء في بغداد انها وقعت اتفاقا مع الاحتلال الأمريكي لدفع 400 مليون دولار تعويضا عن الأضرار النفسية التي أصابت رعايــــــــــــــا أمريكيين بسبب غزو العراق للكويت في الثاني من أب 1990! في الوقت الذي يعاني المواطن العراقي من انعدام الخدمات او عدم تلبيتها لحاجته وتفشي البطالة لدى شريحة الشباب القادرين على العمل وحاجة المتقاعدين واسر الرعايا الاجتماعية الى تحسين أحوالهم المعيشية .

 

يا شعب العراق المبتلى

 

بعد غزو العراق للكويت اصدر مجلس الأمن (76) قرارا وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بدءا من القرار (660) لعام 1990 ومنها القرارات 674 (1990) و686و687 (1991) التي  ألزمت العراق بتعويض من تضرر من الغزو وبموجب الفقرة (19) من القرار 687 شكلت الية التعويضات من قبل لجنة الامم المتحدة للتعويضات .

 

وبموجب القرار 692 (1991) تم تشكيل صندوق التعويضات وحدد القرار 705 (1991) نسبة الاستقطاع  بـ 30 % من موارده من البترول لدعم هذا الصندوق ثم خفضت النسبة الى 25% ثم الى 5% بعد الغزو والاحتلال بالقرار 1483 (2003) ولا يزال يدفع هذه النسبة .

 

 وقد افتقدت المطالبات للشروط العامة التي تتطلبها القواعد الإجرائية والمعايير الدنيا المطلوبة بموجب القانون الدولي مثل المساواة بين الاطراف والشفافية في الاطلاع على مجريات عمل اللجنة وحركة الوثائق الداعمة للمطالبات وتمكين العراق من تقديم الدفاع الفاعل والصحيح .

 

ورغم ان العراق انسحب من الكويت وانتهت العمليات الحربية في 2/3/1991 الا ان أفرقة المفوضين مددت من الفترة الزمنية التي يتحمل العراق المسؤولية عن التعويضات عنها لمدة خمسة أشهر من انتهاء العمليات الحربية .

 

وقد مدد مجلس ادارة الصندوق مدة تقديم مطالبات الفئات a,b,c   من الاول من كانون الثاني 1992 الى الاول من كانون الثاني 1994 ثم قام المجلس مجددا بقبول الطلبات المتأخرة حتى الاول من كانون الثاني 1995 وبعد ذلك استثنى المجلس حالات معينة وافق عليها حتى عام 1996  دون الرجوع الى مجلس الأمن او موافقة العراق بهدف نهب اكبر قدر ممكن من ثروات العراق  وهذا يعني ان المهلة القانونية لتقديم هذه الطلبات قد انتهت في الاول من كانون الثاني 1996 .

 لقد شاب اعمال لجنة التعويضات الكثير من الأخطاء اعترف كبار المسئولين في منظمة الأمم المتحدة بوقوعها ومنها على سبيل المثال لا الحصر ان مجموعة من الدول ( سريلانكا والهند والبوسنة والهرسك ويوغسلافيا السابقة) أشرت الى قيام اللجنة بالتعويض لمرتين لـ (575) حالة مطالبة وقد اقر بذلك مساعد الامين التنفيذي ( مايكل رابوين ) تؤكد مدى الظلم والإيذاء المتعمد الذي لحق بالعراق وشعبه وثروته .

 

واليوم توافق حكومة منتهية ولايتها دون أي مسوغ قانوني او قرار أممي  على دفع تعويضات لأشخاص ادعوا أنهم تضرروا جراء غزو الكويت رغم أنهم لم يقدموا طلبات ضمن المهلة القانونية المحددة بموجب قرارات مجلس الأمن  ؟  أليست هذه مفارقة مثيرة للتساؤل عن الدوافع ؟ أليس هذا هدرا للمال العام يستحق المحاسبة من نواب انتخبهم الشعب ليدافعوا عن حقوقهم ومصالحهم ؟ الم يكن من الاجدر أن يصرف هذا المبلغ الى اسر الرعاية الاجتماعية او المتقاعدين او الشباب العاطلين عن العمل او مشاريع تهدف الى محو الامية التي بلغت حسب تقرير منظمة اليونسكو 20% من السكان و.....و.... غيرها من الخدمات  في البصرة او الناصرية او ميسان او الكوت أحوج لها منذ الغزو والاحتلال  من المجرمين الذين دمروا البلاد والعباد ؟!

 

الكل يعلم أن قيام الولايات المتحدة ومن تحالف معها بارتكاب جريمة العدوان بغزوها واحتلالها للعراق في نيسان 2003 كان من دون تفويض من مجلس الأمن او قرار منه وبانتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة هذه الجريمة أدى الى تدمير العراق كدولة بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية والأثرية وتدمير السكان المدنيين كبنية اجتماعية .

 

 تقدر خسائر العراق جرائها بأربعة ترليونات من الدولارات فمن الذي يستحق التعويض العراق أم دولة العدوان ؟ حقا وكما يقول المثل إذا كنت لا تستحي افعل ما شئت ! كان الاجدر بكم يا من تسلطتم على رقاب الشعب أن تتوجهوا الى المحاكم الدولية وتطالبوا بحقوق العراق جراء جريمة الغزو والاحتلال من الدولة المعتدية أمريكا لا مكافئتها , صحيح لولاها لما كنتم ولا من في شاكلتكم من الخونة والعملاء في سدة الحكم ولكن اليس فيكم من يستحي من الله ومن التاريخ ؟

يستحي من الله يوم الحساب لأنه لم يحرص على ملك استخلفه الله عليه ؟! ومن لعنة التاريخ كما يلعن أبو رغال وابن العلقمي الى قيام الساعة جراء خيانتهم. ثم ماذا يعني اختيار هذا التوقيت حيث الكتل السياسية الفائزة تتصارع على تشكيل الحكومة وبعد زيارة نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى بغداد وتصريح الدكتور اياد علاوي بان امريكا تريد المالكي لولاية ثانية لأنه يحظى بموافقة ايران أليست هي رشوة للمضي قدما في دعمه ؟ الا يفتح هكذا إجراء المجال امام دفع تعويضات لايران عن حربها العدوانية على العراق في العام 1980على الاقل المسؤولة عن استمرارها لثماني سنوات اذا نظرنا اليها من وجهة نظر الذين يدعون ان العراق هو من بدا الحرب .

 

أما الاثار التي سلمت الى مكاتب الحكومة والمرسلة من سفارة المنطقة الخضراء في واشنطن فان لجنة التحقيق حيث سمعنا انها ستشكل للتحقيق في ملابساتها فإنها ستبرئ ساحة من تسلمها وتقيد الحادثة على التكفيريين والصداميين وفلول البعث كما جرت العادة  ويبرأ المتورطون كما برا القضاء العراقي الاتحادي الفدرالي الديمقراطي الجديد ساحة الذين اتهموا بالفساد الإداري والمالي ولم نسمع إن أحدا من كبارهم أدين بما اتهم به !

 هنيئا لمن نال ثقة الشعب من أعضاء مجلس النواب بجلسته المفتوحة  ( في خرق فاضح لدستور هم وأسيادهم من كتبه ) الى ما شاء الله امتيازاتهم وجوازاتهم الدبلوماسية ورواتبهم المليونية وليذهب العراق وشعبه الى الجحيم ؟! لأنه  شعب لم يحسن الاختيار رغم انه جرب كل هذه الوجوه وخبرها ولكنه لم يتعظ فلدغ من ذات الجحر مرة اخرى لأنه اختار الطائفة ولم يختر الوطن .

 

 فمتى تكسرون قيد الطائفة والانقياد الأعمى لها وتختارون الوطن ؟ وتكسرون قيودكم وتطردون كل من سبب لكم هذا الإيذاء والظلم رغم إنكم منحتم ثقتكم بهم أكثر من مرة فخانوا هذه الثقة وحنثوا بالقسم الذي اقسموه  وتختاروا من يبني الوطن كل الوطن دون النظر الى طائفته او قوميته او دينه في عراق متعدد مستقل حر وطن للجميع ؟!

 

إما انتم ايها المقاومون للاحتلال بالجهاد والكلمة فما عليكم إلا إن تتوحدوا على كلمة سواء من اجل العراق وتحريره وبغير ذلك لن ينصركم الله لأنكم تتنازعون فيفشل ريحكم العقل ونداء

 

 ولن يرحمكم التاريخ لان في تشتتكم وفرقتكم وعدم إصغائكم لمنطق العقل ونداء الأخيار من أبناء الوطن والأمة  قوة لأعدائكم وإطالة لأمد التحرير فيستقوي علينا العملاء حيث يجاهرون بتطاولهم على الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه وسلم وعلى أمهات المؤمنين والصحابة الأخيار .  فيزداد عدد المتساقطين سواء لضعف في الإيمان او العوز او شراء الذمم وانتم من يتحمل ذلك لأنكم اخترتم طريق الجهاد والتحرير وهو الطريق الأصعب وسالكيه يوما بعد يوم يقلون فانتصروا لدينكم ووطنكم ينصركم الله ويسدد خطاكم .  

حسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلنا وهو رب العرش العظيم .

 

المحـــــــــــــامي

ودود فــــوزي شمس الديــــــــن

مديــــــــر المركـــز العراقي لحـقوق الإنسان

 

 





الخميس٠٧ شوال ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المحامي ودود فوزي شمس الديــن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة