شبكة ذي قار
عـاجـل










ث- ماهي الخيارات المطروحة اليوم؟


إن رحيل جزء من القوات المحتلة الامريكية من العراق حركة وخطوةذكية حققت فيها الادارة الامريكية الحالية الكثير من الاهداف وأيظا بداية لبعض التغير في الخطوط العامة للستراتيجية الامريكية في العراق بعد 31/8/2010 ,والكيفية التي تستطيع الولاياة التحدة بها أن تحقق بعضُ من الخطوات الديمقراطية في العراق ولاغرض تخص العراق والمنطقة ,ولاجل الاجابة عن هذه الفقرات أبداء بمايلي:


1- إن أهم مافي الخطوة الامريكية يكمن في تخلصها من ضربات المقاومة العراقية البطلة المباشرة لها, والتي يتصاعد تأثيرها يومياً ,وتسببت في خسارات أمريكية بشرية ومادية.وأيظاً هو الخروج الجزئي للامريكان من مستنقع الاوضاع الذي خلقه الاحتلال والذي كلفها الكثير.وتحويل ساحة المواجهة المباشرة بين الشعب العراقي ومقاومته البطلة وبين من سيتم تنصيبهم في السلطة والقوى التي تدعمهم,وبالتاكيد سيكون النظام الايراني في المواجهة الاولية لحماقته وإندفاعه في تسجيل بعض المواقع لصالحه وإستغلاله هذا الانسحاب صالح عملائه ,فهي عملية دفع أو زلق للنظام الايراني للمواجهة الجديدة بنوعيتها وشكلها ايظاً مع القوى الوطنية القومية والمتمثلة بالمقاومة العراقية البطلة,ولتنئى الادارة الامريكية بنفسها عن المواجهة الحقيقية ومن ثم عن الصراع الذي سيأخذ شكلاً جديداً في المواجهة,ولتظهرالقوات الامريكية بإنها تمارس دوراً رقابياً بين أطراف الصراع في العراق وتجعل العالم يقتنع بإن القوات الامريكية هي بمثابة قوات لحفظ السلام في العراق الذي سيشهد صراعاً قويا في المراحل القادمةو يلعب المحتل الامريكي دوراً خبيثاً على حساب الدم العراقي,وذلك بتدخله في الصراعات عندما تتطلب المصلحة الامريكية فقط ,ويقف موقف الحياد عندما الامر لا يتعلق بإي مصلحة له وهو قادر على إتخاذ هذه المواقف التكتيكية ,فعندما لايريد التدخل يبرر موقفه بإنه أعلن عن توقف عملياته القتالية في العراق من تاريخ 31/8/2010 وعندما يريد التدخل فيكون تحت مبررات كثيرة ومنها حماية الامن والاستقرار في العراق والذي كان قدتعهد به للعراقيين وأمام العالم .وبذلك ستكسب الادارة الأمريكية موقفاً أمام الشعب الامريكي و الراي العام الدولي بإن قواتها لحماية العراقيين والسلام والامن في المنطقة ,وهي تمارس دوراً لا يختلف عن أي دور لقوات حفظ السلام الدوليةوقد تنجح أيظاً محو من الذكرة الدولية أبعاد جريمتها في غزو العراق والمأساة التي تسببت بها في المنطقة,وبالمقابل سيحاول النظام الايراني من التوسع في التدخل في الشأن العراقي وسيصطدم بالقوى العراقية الشريفة التي تدرك تماماً ماهية المواقف الايرانية,و العراقيون لديهم الخبرة الكافية في تفحص هذه العلاقة وعلى مدى التأريخ ,ويتبادل المحتل الايراني المواقع مع المحتل الامريكي ليكون المحتل الايراني هو في صدر المواجهة ويتحمل ضريبة تدخله ويتحمل المواجهة المباشرة مع العراقيين أنها اللعبة الجديدة المحتملة في المرحلة القادمة..


2-إن خطوة الانسحاب هذه سَتُسَجْلْ للحزب الديمقراطي الامريكي وممثله أوياما بالايجابية من ناحية تعزيز مصداقيتهم والايفاء بوعودهم وهذا الامر جداً مهم بالنسبة للناخب الامريكي.ومن ناحية أُخرى ستقوي هذه الخطوة من حظوظ الديمقراطين أمام الجمهوريين في الانتخابات التشريعية القادمة للفوز بالاكثرية التشريعية في الانتخابات القادمة.


3-ستساهم خطوة الانسحاب الجزئي من العراق في تحسين السمعة الامريكية أمام العالم,وتقوي مصداقية الولاياة المتحدة والتي أفسدتها إدارة بوش السابقة,وهذا مما سيعزز مكانة الولاياة المتحدة سواء في منظومة الحلف الاطسلي أوفي تحالفات عقدتها الولاياة المتحدة أو ستعقدها لاحقاً.وسيكون العالم وبالاخص الغربي وراء الولاياة المتحدة في حربها التي أطلقت عليها بالحرب على الارهاب,وهذا سيظهر بشكل واضح في إصطفاف الغرب وراء الولاياة المتحدة في حملتها في أفغانستان بعد بدت بعض علامات الملل لبعض الدول الحليفة من عبثية الحروب الامريكية سواء في العراق أو في الافغانستان والذي عبرت عنه بإنسحابها من حرب العراق لتبقى القوات الامريكية لوحدها في العراق,وبنفس السياق بدء الحلفاء في حرب أفغانستان يبدون رغبتهم من الانسحاب من أفغانستان لعدم وجود حل عسكري في الافق يحسم الموقف مع طالبان وبالرغم من التكتيكات في السوق العسكري الامريكي والذي كان أخره أجراء تبديلات في قيادة القوات الامريكية في أفغانستان.وقد تنجح هذه المناورة الستراتيجية والسوقية للامريكان في أعادة تقوية وحدة المواقف الأوربية مع الولاياة المتحدة وتؤجل من إنسحابات الحلفاء.


4- إن الولاياة المتحدة هي الراعي الاول لما يسمى بمباحثات السلام الفلسطينية الصهيونية و أيظاً لها الدور الاكبر في حملتها لتطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني,وإن هذا الانسحاب سيعكس ظاهرياً رغبة الولاياة المتحدة في ترك المنطقة عدم وجود أي أطماع له وانها صادقة في مسئلة حقوق الانسان سواء في أرضه أو إنشاء دولته وحسبما يرتئيه كل شعب وأمة,ولذلك ستسهل عليها الظهور بمظهر الشريك النزيه والعادل في الصراع العربي مع الكيان الصهيوني.وهذا سيعزز ثقة بعض الدول العربية بالدور الامريكي في المنطقة .وأيظاً سيعطي زخماً قوياً لدورها في المباحثات المباشرة التي ستجرى في واشنطن بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وبين رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتينياهو,لان الشريك الامريكي بالصورة سيكون قد حقق في العراق إنتصاراً للديمقراطية وقد أُفى بوعوده في الانسحاب من العراق وأيظاً يستطيع أن يلعب الدور الاساسي والراعي العادل المنصف في هذه المباحثات, ويوفي باي وعد سيقدمه للجانبين سواء الفلسطيني أو الصهيوني ويكون محل الثقة و هاهو الرئيس الامريكي يفي بوعوده الانتخابية وهي في حقيقتها لا تتجاوز الصورة الشكلية و البروتوكولية لانسحابه من العراق. والحقيقة بل كل الحقيقة إن الوعد الانتخابي بالانسحاب من العراق كان ضروري وجزءاً من الستراتيجية الامريكية في تغير الوجه الامريكي من شخصية راعي البقر الى رجل السي اي اي ,وحيث لاتزال القوات الامريكية موجودة في العراق وفي منطقة الخليج العربي وفي المنطقة,إنه في حقيقة الامر لا يتعدى بالنسبة للمنطقة إعادة إنتشار للقوات الامريكية وإعادة تنظيمها,وهذا الاستنتاج يُبنى على ما يصرح به القادة العسكريين والسياسين الامريكين بعد تصاعدت مخاوف العملاء في العراق من التدخل الايراني وهو في حقيقته ليس التخوف من المحتل الايراني بقدر  خوفهم على وجودهم بعد هذا الرفع الجزئي عن حمايتهم التي جاءت بهم للسلطة.وهذا هاجسهم بالاساس يكمن في غضبة الشعب العراقي وسحقهم على يد مقاومته البطلة.


إذا ارادت الولاياة المتحدة حقا تحقيق السلام في العراق وترك العراقيين لكي يقرروا مصيرهم .فلماذا تمنح هذا الحق للاحزاب والتيارات التي جاء بها الاحتلال للسلطة في تجربة حظوظهم في ألانتخابات والمشاركة في الحكم وتحجبه عن القوى الوطنية والقومية والاسلامية وفي مقدمتهم البعث الخالد؟ اليس المسؤولون الامريكيون يعلنون دائما بإنهم لا يتدخلون في الاختيارات العراقية سواء في الانتخابات الماضية أوالمراوحة الذليلة لتشكيل الحكومة الخامسة,فلماذا لا تتدخل الولاياة المحتدة في تحقيق المصالحة الوطنية وتعطي لكل الاحزاب و التكتلات العراقية فرص متساوية في التعبير عن برامجها ويكون صندوق الاقتراع النزيه والبرنامج الانتخابي هما الكيفيلان بالتعبير عن رضى الشعب من عدمه وتكمن الخطوة الاولى والتي سيذكرها التأريخ للامريكان هذا الموقف بالايجابية إذا أمتلكت الشجاعة والانصاف التي تدعيهما وتلغي التشريعات والقوانين السيئة والحاقدة التي هي من شرعها مثل قانون حل الجيش العراقي وإجتثاث البعث و إعادة كل ما يترتب عليهما من حقوق سرقها منهم التشريع الاهوج, وتسجل هذه الخطوة كبادرة حسنة نية تجاه الشعب العراقي بعد سلسلة من الاذى و الدمار الذي لحق به من حصاره والى اليوم الذي سيحقق النصر إنشاء الله وأن إعادة الحقوق هذه وتعويض المتضررين يكونان ووفق القانون الدولي, وإذا ما اصر المحتل وأتباعه على محاكمة المرحلة الذهبية من الحكم قي العراق م المحصورة من 17تموز ولغاية نيسان2003,فمن العدل والذي أحد أساسات  البناء الديمقراطي,أن نبدأْ بمحاكمة كل المراحل من 14تموز 1958 ولغاية اليوم ,بإعتبار أن المرحلة التي سبقت ثورة تموز 1968 قد حاكمها الشعب العراقي وتم مقاضاة المسيئين فيها,ولكي نكون منصفين يجب أن تكون هذه المحاكمة قائمة على عنصرين اساسين ,ألاول: أما أن نقبل بمحاكمة المرحلة بعد ثورة تموز وكل الذين أسائوا للشعب وللوطن,وساهموا في قتل الشعب وأيظاً الذين حولوا التمرد العسكري في شمال العراق وعملوا على سلخه من الوطن العراق الى بؤرة للانفصال وقتل العراقيين وتعاونوا مع الاجنبي الايراني ومع الصهاينة لتحقيق إنفصالهم, ومروراً بكل فعل تسبب في إذى الشعب العراقي وخاصة مواقف بعض الاحزاب التي خانت العراق وتركت خندق العراق لتدافع عن المعتدي الايراني خلال الحرب العراقية الايرانيةمن 1979 ولغاية 2003 ومرورابدورهم في الاعمال الارهابية ضد الشعب العراقي والاصطفاف مع الاعداء في حربهم الكونية ضد العراق في عام 1991 وأيظاً مساهمتهم في الحصار ضد شعب العراق .إن الحقيقة التي يعرفها العالم في الغرب أو في الشرق وهي أن البلد عندما يكون في حالة حرب,توضع كل الخلافات والاختلافات وحتى الصراعات جانبا,لحين تحقيق سلامة البلد,ولكن هذا الامر لم يحدث مع الكثير من الاحزاب التي تحكم العراق اليوم والعالم يطلق على هذا الموقف بالخيانة العظمى!أي بتعبير أدق مصلحة و سلامة الوطن تتقدم على كل المصالح الجزئية.أوالحزبية.و العنصر الثاني في تحقيق الموازنة المقابلة: وهي ما تحقق في كل رحلة من الانجازات الوطنية والقومية والانسانية,وبهذين العنصرين نستطيع تقويم الاداء ونحكم بالعدل.أو نذهب الى واقع يسود فيه نسيان الخلافات من أجل بناء وتقدم الشعب العراقي وتتلخص وببساطة وهي  نقلب صفحة جديدة في المصالحة الحقيقية وتعويض كل عراقي متضرر من كل قانون أو تشريع أصدره الاجنبي,وعندها نتحاسب بمعاير الوطنية,ونحدد موقف الاشخاص والاحزاب بناءاً على مقدار قربها وبعدها عن المواقف الوطنية فقط,ومصالح الاشخاص والاحزاب تكون في مرحلة لاحقة إذا ما الاتفاق عليها..هل توجد شجاعة للمحتلين وللذين جاءوا معهم أن يتم مقاضاة الكل فقط بمعايرالوطنية,أي إدانة ومحاكمة كل المواقف التي لم تصطف مع الوطن والشعب للدفاع عن العراق فقط ولا تتقدم أية رابطة غير رابطة الوطن عليها. وعندها سيتحقق السلام في العراق هذا إذا كانت الادارة الامريكية جادة وكما يقول الرئيس أُباماو بتحقيق السلام في العراق إقامة حكم ديمقراطي فيه!؟

 

لاننا نحب السلام والتسامح إن السلام الذي نفهمه هو شيوع المحبة بين البشر والتعاون بين الشعوب والاعتراف بمصالح كل واحد تجاه الاخروأن نتقاسم الخيرات ولكن لا أن نحول المصالح لمطامع كما يحول الاخرون تفسيرهم للسلام بتحويله الى السكوت عن الاستغلال والرضا بالاستعباد.نحن مع شعوب العالم نفهم المحبة والسلام تماماً,ومن أرضنا خرجت كل الشرائع السماوية المحبة للسلام والعدل.. الله محبة ..ولكن الله عادل ورحوم,وهاتين الصفتين لايمكن الاأن تكونا بالهنا رب السماء والارض وبعكسه لا نعرف أي اله لاتجتمع في هاتين الصفتين اللتين عرفناها من ادياننا السماوية بربنا والهانا و خالقنا الواحد الاحد ..

 

 





السبت٢٥ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة