شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

( َيوْمَئِذٍ يفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ . بنَصْرِ اللَّهِ ينصُرُ مَن يشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لا يخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يعْلَمُونَ ) الروم4-6

صدق الله العظيم

 

في فجر يوم 18/8/2010 اعلن العدو الامريكي وفي خبر مفاجئ وقبل موعده المقرر بثلاثة عشر يوما انسحاب قطعاته القتالية من العراق ، وبعده بايام قلائل اعلن سحب قطعات اخرى ليصبح عدد افراد الجيش الامريكي في العراق وبمختلف اختصاصاتهم وتشكيلاتهم ومهامهم الى دون 50,000 فرد .


ومن المعروف والمسلم به كبديهية من بديهيات الواقع فان انسحاب العدو جاء كنتيجة حتمية لحرب العصابات في العراق التي فجرتها المقاومة العراقية الباسلة ، هذه المقاومة الاسطورة - وبغض النظر عن مسمياتها وايدلوجيتها وتوجهاتها السياسية تعتمد في قيادتها العسكرية على قادة وامرين وضباط الجيش العراقي الباسل .

 

اذن فان انسحاب قطعات العدو الامريكي هي صورة من صور الهزيمة ، وقيادة ضباط الجيش العراقي الباسل لفصائل المقاومة واستمرارية العمل الجهادي – بغض النظر عن عدد العمليات المسلحة لفصائل المقاومة العراقية في السنوات الثالث الاخيرة – هي صورة من صور النصر .. نصر للجيش العراقي الباسل وللشعب العراقي الحاضنة الولودة للمقاومة وللمجاهدين .

 

اذن لم يسقط جيش العراق العظيم .. ولم يسقط العراق .. ولم تسقط بغداد .. انما سقط العدو الغازي – وهنا اشدد على كلمة غازي وليس محتل – في حفرة النار العراقية لا في مستنقع الوحل . نعم غزا العدو الامريكي عراقنا وعاثا فسادا في ارضنا ، فتن ومؤامرات وسرقة الثروات وظلم وطغيان .. حملات دهم واعتقالات ومطاردات ومعارك وقصف بشتى انواع اسلحته الخبيثة .

 

ولكن لم يقوى ابدا على احتلال بلدنا وارضنا وقلوبنا وعقولنا..لم يستطع تغيير ايدلوجيتنا ومفاهيمنا للحق والصواب وباستعداداتنا للتضحية باستمرار ، لم يستطع ان يتجول في شوارع بغداد العز والمجد الا وافراد جيشه مدججين باسلحتهم الفردية وبدباباتهم وبطائراتهم وبمدافعهم ، لم يحفظ امن قطعاته حتى بتسيير دوريات الهمر والهامفي ودبابات الابرامز . مثلما لم يحفظ امن قواعده بدوريات الاف 16 والاباتشي والباتريوت والسكاي كارد . فلم يحتل العدو الامريكي الغازي الا على البقعة التي يقف عليها . وحتى هذه البقعة لاتنجوا من ضربات اهل العراق اولي البأس الشديد .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد7

صدق الله العظيم

 

 

ولكن وبنفس الوقت ولصراحتنا المعهودة التي علمنا وربانا عليها حزب البعث المؤمن المجاهد وقيادته المجاهدة الفذة ، فاننا نود القول والتنبيه الى بعض ملابسات وووقائع هذه المعركة الشرسة وهذا الانسحاب المفاجئ .

 

فعندما انسحبت القطعات القتالية للعدو الغازي انسحابا مفاجئا وعلى حين غرة وفي عتمة الليل ، رأينا ان وسائل الاعلام المختلفة من فضائيات وصحف ومجلات ومواقع انترنت واعلاميين وكتاب ومحللين وخبراء وللاسف حتى بعض اولئك المحسوبين على المشروع الجهادي والمقاوم لم يسلط الاضواء على هذا الخبر جيدا ولم يبين حقيقة الانسحاب بل ان بعض تلك الوسائل الاعلامية تعمدت الى ان تشير الى خبر الانسحاب المفاجئ بشكل ثانوي لتهمش أي فرصة لاظهار الحقيقة .. حقيقة انتصار المقاومة العراقية وهزيمة العدو الغازي ، ومالها من تأثيرات ايجابية معنوية ومادية عظيمة على المشروع الجهادي وعلى اهله واهل العراق العظيم ولما لها من تأثيرات سلبية معنوية ومادية عظيمة على مشروع العدو الغازي .. جيش وادارة .

 

وفي بضعة ايام انعكست الصورة في موقف مريب . فنفس وسائل الاعلام من فضائيات وصحف ومجلات ومواقع انترنت واعلاميين ومحللين وخبراء وللاسف ايضا انجر اليها بعض من المحسوبين على المشروع الجهادي والمقاوم سواء عن وعي واداراك او بدون وعي وادراك لدورهم . اقول بعد بضعة ايام وبالتحديد في يوم 31/8/2010 يوم الاعلان الرسمي على انسحاب قطعات العدو الغازي المقاتلة ، قامت تلك الجهات بما اشبه بالحملة الاعلامية للترويج الى مابعد الانسحاب وليس الى الانسحاب نفسه . فماذا يعني هذا لنا ؟!

 

يعني وبكل وضوح وبما لايقبل الشك او التأويل ، بان تلك الجهات فتحت حرب اعلامية ونفسية على اصحاب المشروع الجهادي والمقاوم .. سواء كانوا في العمل المسلح او في العمل الاعلامي اوفي العمل السياسي المناهض للغزو.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( بَشِّرِ المُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) النساء 138

صدق الله العظيم

 

وهنا رب سائلا يسأل فيقول ، كيف ؟!

لان تلك الجهات من وسائل اعلام واعلاميين وعلى رأسهم قناة الجزيرة الفضائية شقيقة قاعدة السيلية الحربية الامريكية ، لم تبدي اي اهتمام بمدلولات انسحاب العدو المفاجئ انما كرست جهدها على ما بعد الانسحاب . ولتضع اهل المشروع الجهادي والمقاوم في حرج يسوده طابع الخوف والخشية والحذر من القادم من الايام . مستغلة ظروف العراق التي يمر بها استغالا بشعا ووقحا خاصة حينما تخلق من عمائم الدجل والشعوذة في قم وطهران بعبعا مخيفا خطرا على الامة وعلى العراق بشكل خاص ، وحينما تشرع او تحلل او تؤصل للعملية السياسية الفاشلة الجارية في عراقنا العظيم .

 

فتارة تشير الى وجود عملاء الغزو الامريكي والنفوذ الايراني في العملية السياسية ، وتارة تشير للنفوذ الايراني ، وثالثة على ان قوات العدو الامريكي لم تنسحب كلها وان للعدو قرابة ال 50,000 فرد مازلوا في العراق ، ورابعة على ان ادارة العدو استخلفت قطعاتها القتالية المنسحبة بشركات الامن الخاصة ، وخامسة على ان قادة الجيش الامريكي يصرحون انهم لن يتخلوا عن عملاءهم في العراق وان القطعات المتبقية في العراق ستستمر في مطاردة " الارهابيين" ، وسادسة على ان الولايات المتحدة استطاعت ان تقضي على نظام حكم الرئيس صدام حسين وتزيله من السلطة لتقدمه لمحكمة صورية " تابعة لها " لتنفذ به حكم الاعدام ، غيرها الكثير من تلك الاشارات والهمز واللمز ، كلها تهدف الى تهديم روح الجهاد والمقاومة وارسال رسائل بان المشروع الجهادي والمقاوم غير قادر على تحرير البلاد من العدو الغازي ومن عملاءه . اليس هذا تجني على الواقع ؟! اليست هذه حرب اعلامية ونفسية ؟!

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ) الحج 47

صدق الله العظيم

 

حقيقة وانا اتابع الاعلام وتغطيته على خبر انسحاب قوات العدو الغازي المفاجئ والاعلان الرسمي له ، تذكرت تغطية الاعلام لبدء الحرب في عام 2003 وماقبلها واثناءها وما بعدها . وشاء الله ان اطلع على وسائل الاعلام الاقليمية والدولية في تلك الظروف التي مررنا بها ، فكل قناة فضائية اخبارية تقريبا كانت تسلط الاضواء على الحرب وملابساتها واحداثها وتطوراتها. فهذه القناة تستظيف وبشكل يومي في نشرات الاخبار محلل سياسي او خبير عسكري او اعلامي للتعاطي مع حرب العراق كما سميت حينها ، وبالحقيقة لم يكن اولئك سوى محللين لقيم وثوابت المقاومة باعالميتها وبالجهاد بشرعيته الدينية وبحقائق التاريخ ووقائع الحروب .. لا بل محللين حتى للعلوم العسكرية باكاديميتها وجديتها وعلميتها وحيادها ، مثلما كانوا محللين للاعلام المحايد والشفاف كما كانوا ومازالوا يصفونهم قنواتهم ووسائلهم الاعلامية .

 

فكانت تلك الجهات وفي امر خبيث محبّط للهمم وللنفس المقاومة والجهادية تشير علنا وبكل وقاحة الى ان محافظة البصرة ساقطة عسكريا – أي بمعنى ان قوات العدو الامريكي لن توجه صعوبة في السيطرة على محافظة البصرة كونها تحت نيران اسلحته المباشرة – واذا باسطورة ام قصر وبتأيد من الله عزوجل تقف كالطود الشامخ في وجه الغزات وهي اقرب منطقة عراقية تقع على الحدود البحرية العراقية الكويتية أي الاقرب لقوات الغزو الامريكي . فتتفت على صخرتها على صخرة ام قصر الباسلة اكاذيب ودجل وتضليل وسائل الاعلام .

 

اما دجل واكاذيب وتضليل الاعلام في غير البصرة فحدث ولاحرج ، فمن تقادم اسلحة الجيش العراقي المتقادمة ، الى وضع القيادة العراقية وعداوة الحكومات العربية والاقليمية لها ، الى حالة الشعب العراقي المعاشية ، الى تقسيم شعب العراق الكريم الى ملل ونحل وطوائف واديان واعراق ، الى انعدام فرصة قيام مقاومة عراقية ضد الغزو الامريكي – بسبب طبيعة التضاريس الجغرافية للعراق وانعدام روح المقاومة لدى الشعب العراقي وانخفاض شعبية القيادة العراقية وحزب البعث وعدم وجود اسلحة متطورة لدى العراقيين -  الى تقدم وتطور اسلحة العدو الغازي والى فالعية الدولار الامريكي عند الشعب العراقي المحاصر ، الى وجود مايسمى بالمعارضة العراقية ومدى فعاليتها وشعبيتها عند العراقيين الى القفز على كل حقائق ووقائع التاريخ والحضارة والعروبة والاسلام في عراق وادي الرافدين عراق الحضارة والعروبة والاسلام .. عراق البعث وصدام المجيد.

 

واذا باسطورة الفلوجة وبعون من الله جلى في علاه تـُعجّز الجيش الامريكي كله باسلحته الفتاكة وحيله ومكره ومؤامراته ودولارته وبعملاءه ومرتزقته في الاعلام والعسكر، ولتقاتله بتكيكات عسكرية محترفة بقيادة قادة وضباط ومنتسبي الجيش العراقي الباسل وقوى الامن القومي العراقي . وسبحان الله الذي جعل الشهاد لها هو احد موظفي تلك المؤسسات الاعلامية ، فيفضح الله سبحانه وتعالى انفسهم بانفسهم وليدحض اكاذيبهم ودجلهم وتضليلهم واباطيلهم بالسنتهم هم انفسهم . فالله الحمد والفضل .

 

كن ابى مرة ثالثة الكذابين صدقا ، فحاولت تلك المؤسسات والجهات الاعلامية وغيرها من اعلاميين ومحللين وخبراء مرارا وتكرار النيل من عزيمة وصمود اهل المشروع الجهادي والمقاوم. فبعد خبر آسر الرئيس صدام حسين في 13/12/2003 حاولت تلك الجهات وبشتى الوسائل والطرق النيل من عزيمة المجاهدين والمقاوميين. فمكروا ومكر الله والله خير الماكرين وتصاعدت عمليات المجاهدين ولقنوا العدو وعملاءه دروس وعبر قاسية في القتال الملحمي في العراق عامة وفي ديالى وصلاح الدين والانبار خاصة .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) أل عمران 54

صدق الله العظيم

 

وابى الكذابين مرة رابعة ان يصدقوا ، فبعد اعلان العدو الغازي وعملاءه عن خبر اعدام الرئيس صدام حسين في 31/12/2006 نشطت وسائل الاعلام مرة اخرى نفسها - فهي في حرب لاهوادة فيها ضد اولي الأس الشديد اهل الجهاد الكرام – وفي حملتها الخبيثة هذه المرة فقد استهدفت اجهاض المشروع الجهادي برمته من خلال استثمار افرازات تلك الظروف وما حدث من ظهور مايسمى بمجالس الصحوة والاسناد . فاذا بحزب البعث هذا الحزب المؤمن المجاهد الرسالي يظهر من جديد كالعنقاء من تحت الرماد ويعيد بناء نفسه بقيادة المعتز بالله عزة ابراهيم الدوري حفظه الله ورعاه وايده بنصره العزيز ليعلن عن انبثاق القيادة العليا للجهاد والتحرير والتي ضمت عند لحظة الاعلان عنها (22)  فصيل جهادي مبارك وهي الان وبعد الاتحاد مع جبهة الجهاد والخلاص الوطني تضم اكثر من (50) فصيل جهادي مبارك وعلى رأسهم جيش رجال الطريقة النقشبندية جيش الرجال الاوفياء جيش الكرامات واي كرامة اكبر من استمرار جهاده من 9/4/2003 وحتى الان.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ) الانبياء 18

صدق الله العظيم

 

هكذا هم اهل الجهاد من حرب الى حرب ومن نصر الى نصر ، من حرب اعلامية نفسية خبيثة الى حرب اقتصادية وامنية وعسكرية ، من نصر ام قصر الى نصر الفلوجة الى نصر استمرار الجهاد حتى يأذن الله العزيز العظيم بالنصر المبين لعباده المجاهدين .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) الروم 47

صدق الله العظيم

 

وهكذا هم اهل النفاق والدجل والتضليل من فضيحة لاخرى ومن خزي لاخزى منه . وعما قريب سيفضحون بأذنه تعالى ولكن هذه المرة سيولون الدبر ويجرون اذيال الهزيمة والخسران . وعما قريب سيفضح جيش العدو الامريكي شر فضيحة وليتيقن الجميع بان انسحاب قطعات العدو المقاتلة المفاجئ من العراق ما هو الا انسحاب المهزوم الخائب ولن تنجيه من مر الهزيمة اكاذيب مرتزقته في اعلام الدجل والتزوير والتضليل ولن تنجيه شركات الامن الخاصة ولا عملاءه المزدوجين لايران في المنطقة الخضراء ولا مشروعه الاستخرابي . ومثلما اتضح للجميع فشل ديمقراطية العلوج وليبراليتهم وعمليتهم السياسية الخائبة سيتضح بأذنه سبحانه وتعالى فشل غزو العراق ليعاد الى اهله الكرام .

 

فياخوتي ورفاقي الاماجد في الاعلام الجهادي المبارك ادعوكم الى الحذر مما تروج له وسائل الاعلام ولايغرنكم كثرتهم واساليبهم وادعاءاتهم ولبس الحق بالباطل ولا تسمحوا لهم بجركم الى فخاخهم واوكار دجلهم وتضليلهم ولاتروجوا لهم عن حسن ظن بما يقولوه المحللون من كل قيم الدين والانسانية .

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71

صدق الله العظيم

 

ملاحظة : سنتبع بأذن الله عزوجل هذه المقالة باخرى خاصة عن وقائع وحقائق واسرار انسحاب قطعات العدو المقاتلة في محاولة منا لسبر اغوار الحقيقة . وقد قدمنا مقالتنا هذه عليها تنبيها للاخوة والرفاق من خطورة الانجرار وراء الالعيب مرتزقة اعلام العدو.

 

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الرفيق رأفت علي

بغداد الجهاد

٠٢ / أيلول / ٢٠١٠

٢٣ رمضان المبارك ١٤٣١

 

 





الخميس٢٣ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق رأفت علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة