شبكة ذي قار
عـاجـل










2_إن ستراتيجيةالولاياةالمتحدة وخلال السبع السنوات الماضية تجاه المعسكر الايراني كانت تتركز على تفتيت هذا المعسكر وإضعاف الدور الايراني في العراق وكان الامر يإخذ الجانبين السياسي والعسكري , ففي الجانب السياسي عمل المحتل الامريكي على تفتيت هذا الخندق الايراني الى مجموعة من الائتلافات السياسية وقد أخذ بعضها تسميات تبتعد كثيراً عن التوجه الايراني وأغقد المتحل على هذه المجاميع او التكتلات بالدعم السياسي والعسكري والذي افضى في نهاية الامر بهذه الاحزاب أو التكتلات الى تحسين صورتها أمام الراي العام العراقي وكسبت قاعدة جماهيرية لم تكن تحلم بها منذ تاسيسها قبل أكثر من خمسة عقود وشجع المحتل الامريكي هذا التكتل أوالائتلاف الى تصفيات المجاميع والملسيشيات المسلحة المدعومة من إيران ولكن مع ذلك لم يبدي هذا الائتلاف أو التكتل أي خصومة مع إيران ولكنه إقترب من المحتل الامريكي أكثر وبدء أكثر تنفيذا للاجندة الامريكية في العراق من الاجندة الايرانية و توجها بتوقيع الاتفاقية الامنية.وأمام كل ذلك يحاول المحتل الامريكي أن يقدم هذا التكتل على إنه يمثل نوع من الليبرالية المذهبية الاسلامية الجديدة والتي ستواجه بها الولاياة المتحدة تطرف الملالي في طهران في تبنيهم للتطرف المذهبي وبمعنى أدق ستعمل الولاياة المتحدة على بقاء هذا التكتل في السلطة لخلق نظام إسلامي جديد في العراق على غرار التجربة التركية ولكن بفلسفة المذهب الأخر ,وبذلك تكون الولاياة المتحدة قد نجحت في تكوين تجربتين في الحكم إسلاميتين تواجه بهما المتطرفين الاسلاميين من المذهبين. وهذا سيشكل بحد ذاته تحدياً خطيراً لفلسفة نظام الملالي في طهران(ولاية الفقيه) .وأما في الجانب العسكري فقدعمل المحتل الامريكي على تصفية أكثر المليشيات التي تعارض الوجود الامريكي في العراق ولكن من خلال حكومات تعمل بإرادته وتنفذ رغباته,وهي بذلك أضعفت الكتل السياسية التي تتخندق في الجانب الايراني وقد كسبت هذه الحكومات المعركة والتي تشكلت في عام 2004 أو في عام 2006 وبمساندة أمريكية عسكرية وسياسية قوية .


3-إن هذا الهجوم الامريكي على النفوذ الايراني من خلال تفتيت إئتلافه وتصفية ميلشاته قابله هجوم معاكس إيراني تمثل في محورين ألاول في إفشال الخطة الامريكية في كسب إئتلاف الحكومي الذي سانده المحتل الامريكي ويحاول اليوم به أن يصفي بقايا الاواصر التي قام عليها المعسكر الايراني ,فان المحتل الايراني قام ويقوم بالضغط على المرجعية الدينية من أجل سحب الائتلاف الحكومي وإعادته الى الحضيرة الايرانية وإعطائه كل التنازلات التي يريدها لمنع المحتل الامريكي من سلخه عن الحاضنة الايرانية ودفعه الى عدم التحاور أو الاتفاق مع أي إئتلاف له توجه وطني أو يضم شخصيات وطنية أو قومية ,وقد نجح كلا المحتلين في جولة وخسروا في جولة وذلك لان الائتلاف الذي يتسابقون عليه لا يمتلك من النقاوة الدينية أو المذهبية وكذلك لا يمتلك من الوطنية ما تعني له بشئ ,وسيبقى أمر حسم ولائه مرهون بالذي يعطي أكثر ويجعله يبقى في الحكم.وأما المحور الاخر للهجوم الايراني ضد البرنامج الامريكي في العراق فهم في تبني النظام الايراني لمجاميع من تنظيم القاعدة في مساعدتها على تنفيذ هجماتها في العراق سواء على القوات الامريكية أو العراقية أو على ابناء الشعب العراقي وقد نُظِمَ هذا التحالف تحت شعارات زائفة منها دينية ومنها سياسية والهدف من ذلك كله إحراج المحتل الامريكي والائتلاف المحسوب عليه من تفاقم الوضع الامني والسياسي في العراق.والامريكي عندما قرر سحب عدد من قواته في العراق كان يرد فيها على الخطط الايرانية في قتل أكثر عددمن الامريكين كي يزداد الضغط الشعبي الامريكي على الحكومة الامريكية في موقفها من العراق ,أيظاً ترك العراق لايران!


4- إن المحتل الامريكي كان يعرف إنه سيواجه الايرانيين في العراق وكان خطوته الاولى هي في تقليم الاضافر الايرانية ومن ثم قلعها من العراق والمتمثلة بالمليشيات المرتبطة بإيران والتي دخلت العراق مع غزوه,ولكن هاتين العمليتين لابد من تجري بإيادي عراقية وعقلية أمريكية وكان الخطوة الاولى تجاه أكبر ميلشيا لقتل والنهب والخطف محسوبة على إيران ومن خلال حكومة عراقية وقوات أمريكية ولاينسى العراقيون المعارك الضارية التي جرت في النجف وكربلاء في السنة الاولى من الاحتلال ولكي تضيع هذه العملية بين التداخلات الاخرى ولا تظهر بهدفها المحدد جرى الهجوم وحصار مدينة الفلوجة البطلة,وبعدها إنتقلت الستراتيجية الامريكية في الحد من النفوذ الايراني في العراق بإستمالة طرف من المعسكر الايراني في العراق بمغريات السلطة والدعم السياسي والعسكري لهذا الائتلاف لكي ينفذ الجزء التالي من تصفية المليشيات القريبة من إيران و بالفعل نجح المحتل الامريكي في ذلك ,ولكن الايرانيين لم يسكتوا على هذه الخسائر وتحركوا ومن خلال نفوذهم يحيث لم يتركوا نتائج الانتخابات تأخذ طريقها الدستوري بل لم يتركوا تشكيل الحكومة بما يرضي الامريكيين فقط,و وضعوا خطة لنقل تجربتهم في لبنان الى العراق ,وحولوا مشروعهم الجديد الذي بعد الانسحاب الامريكي الجزئي من العراق و هو مشروع قائم على وجود عسكري (ميليشيا) ونفوذ سياسي طائفي وهما الركن الاساسي من هذا المشروع والستراتيجية الايرانية بعد 31/8/2010..والتي فشل الغرب في إحتواء هذا المشروع في لبنان فكيف الحال في العراق والغرب شبه مغيب عن القيام بأي دور له بإستثناء الدور الامريكي. إنه التسليم للارادة الايرانية في العراق مقابل تنازلات إيرانية في أفغانستان وفي مشروعها النووي للامريكان..


5-تسعى الولاياة المتحدة من بقائها في العراق الى حسم موقف المنافسة الدولية في منطقة الخليج لصالحها أمام إحتمالات دخول الاتحاد الاوروبي وروسيا والصين وحتى اليابان الى المنطقة وترتيب لهم مواقع إقتصادية ولتحولها بعدئذ الى مصالح وقد يترتب بعدذلك الى حماية هذه المصالح وبالضرورة سيعني تواجداً عسكرياً وهذا مالا تريده الولاياة المتحدة بل ترفضه وتقف بوجه وبقوة.لذلك تسعى اليوم الى عادة النظر في الاتفاقية العراقية الامريكية لتضمن وجودها الى زمن أطول. لان العالم يدرك أن من يسيطر على هذه المنطقة يسيطر تقريباً على العالم لما في هذه المنطقة من أكبر إحتياطي للنفط في العالم.


6-إن النظام الايراني بعد فرض الحصار على العراق بقوانين جائرة في عام 1990 كان يرى أحقيته في أن يكون له الدور القيادي في المنطقة وخاصة بعد محاصرة العراق وتطبيق العقوبات الظالمة عليه ومن ثم العدوان عليه عام 1991,وبما أن الاصلاحيين كان يحكمون في إيران فلم تظهر على هذا النظام أطماعه ولكن بعد وصول المحافظين وإحتلال العراق وحدوث فراغ سياسي وأمني في هذه المنطقة بدء هذا النظام يفصح عن أطماعه عبر الكثير من تصريحات مسؤوليه وسلوكياتهم وكلها تصب في التوسع والاحتلال والتهديد وهذه السياسة لم تقف أمامها أية سياسة عربية حازمة كما فعل العراق في عام 1980ولذلك أصبحوا من الجرئة أن يجاهرون بها وهذا الامر لم يعجب السياسين الامريكيين لانها تشكل تحدياً لهم بإعتبار أن الولاياة المتحدة هي المسؤولة عن حماية المنطقة,وكان الأمريكان قبل إحتلال العراق قد وضعوا أيران أولاً في ترتيبهم لمحور الشروحسب قناعتهم وكانوا أمام خيارين أو طريقين للوقوف أمام تنامي القوة الايرانية وفرض نفسها في المنطقة,أما الهجوم على إيران بعد تهيئة الرأي العام العالمي والامريكي بهذا الاتجاه, وحيث كانت إيران تعيش مرحلة التسليح الجديدة وهذا قد يكلف الولايا المتحدة الكثير من الخسارات,أو الهجوم على العراق المنهك إقتصادياً تحت العقوبات الدولية الظالمة و كان يأتي بالترتيب الثاني في الجدول الامريكي المثير الجدل,ولكن العداء الصهيوني للنظام التقدمي الثوري في العراق يحتل الاولية في الاهداف الامبريالية الصهيونية,وخاصة أن كل المواقف الوطنة والقومية للعراق كان تتقاطع بل تتصادم مع الاطماع الامبريالية الصهيونية ,في حين هنالك أكثر من طريق وأكثر قناة مفتوحة مع النظام الايراني,بل تصل في بعض الاحيان لحد التنسيق الستراتيجي وأُضح مثال على ذلك التنسيق الصهيوني الايراني في شن الحرب على العراق في عام 1980 وتهيئة كل الضروف العسكرية والسياسية لمشاغلة العراق في هذه الحرب لضرب مفاعل تموز السلمي.وبعد إنتهاء الحرب في عام 1988 كان التنسيق الاستخباري الايراني الصهيوني ضد العراق ودول الخليج العربي ومصر قد وصل الى مستوى لا يختلف عن التكامل لتحقيق ألاهداف المشتركة لهذين النظامين العنصريين,وجاء العدوان في عام 1991وكانت الدول الامبريالية وحلفائهما في العالم والمنطقة في جبهة ضد النظام الوطني في العراق ونظام الملالي في طهران شكل لوحده جبهة مساندة وقوية في الحرب على العراق واصطف مع التحالف الشرير في وقته,إن كل هذه المعطيات جعلت الولاياة المتحدة وبين ليلة وضحاها تغير في أولويتها بما سمته جدول محور الشر وقررت العدوان على العراق وعملت على تشغيل لماكنة الاعلامية بهذا الاتجاه.

 

 





الخميس٢٣ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة