شبكة ذي قار
عـاجـل










إن المطروح في تشكيل الحكومة الخامسة,لايتعدى مشروعين الاول أمريكي والاخر إيراني,وأن كل المشاورات التي جرت والتي ستجرى لا يمكنها أن تتجاوز هذين المشروعين,وكل محاولات المحتل الامريكي في مشروعه كانت تنصب بإتجاه ولادة حكومة تحمل صورة الليبرالية وبعيدة عن التخندقات الطائفية والعرقية لكي فقط تخرجه من صداع أسمه العراق وهو يمثل الطموح الغربي في وجود عراق ديمقراطي حر,وتتخلص الادارة الامريكية من النقد الذي يتوجه لها كلما زاد العنف والتعقيدات الاخرى بالعراق بعجزها عن معالجة الانعكاسات السلبية التي سببها إلاحتلال في العراق,وفي نفس الوقت تضمن مصالحها فيهاوبهذا الشكل يطمئن أولاً الشعب الامريكي والعالم ثانياً على أن الثمن الذي دفعته الولاياة المتحدة والعالم والجريمة التي أُرتكبت بحق شعب العراق كان نتيجتها كما هم يحلمون عراق حر ديمقراطي..وبعد أن أستطاعت الامبريالية الصهيونية وبقوة إعلامها أن تمحومن الذاكرة العالمية أيةعلاقة للغزو بأسلحة الدمار الشامل والذي اصبحت من أكبر أنواع الكذب في هذا العصر,وكان الربط الجديد لأهداف الغزو بإقامة الديمقراطية هوالحل لذلك حاولت الادارة الامريكية التأكيد على هذه الكذبة,ولاجل تحويلها الى حقيقة سوف تعمل أي شئ من أجل ذلك وخاصة أمام الشعب الامريكي الذي تهمه الديمقراطية بقدر إهتمامه بالخبز.

 

والمتتبع لمحاولات المسؤولين الامريكين بدءاً بنائب الرئيس الحالي بايدن والمسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية ووزارة الدفاع كانت تنصب كلها بإتجاه الجمع بين بعض الليبرالين وبين رافعي الشعارات الوطنية من القوائم الفائزة بالانتخابات الاخيرة, للجمع بينهم في إئتلاف واحد لتشكيل هذه الحكومة, ولما قوبل هذا الجهد بالفيتو الايراني تراجعت الولاياة المتحدة وفتحت قناة مشتركة مع الايرانيين عبر عملائهما للابقاء على التحالفات الطائفية والعرقية,لان هدفها المرحلي والحالي هو أن تتشكل حكومة و بأي ثمن وحتى لو ضحت بمبدأ اساسي في الديمقراطية والمتمثل في الاحقية الدستورية والانتخابية في تشكيل الحكومة والذي هومن إستحقاق القائمة أوالائتلاف الفائز بإعلى الاصوات!وبالتأكيد ستتواصل الزيارات للمسؤولين الامريكيين وفي مقدمتهم بايدن لغرض تحقيق ماتريده واشنطن ولكن هذه المرة أعتقد ستقدم هي بعض التنازلات لتفادي الفيتو الايراني في ولادة الحكومة والذي سيبقى مشرعاً في حالة بروز أي رأي حتى لو كان أمريكياً يسمح لبعض الشخصيات التي لديها مشاعر وطنية و قومية أن تكون في تشكيلة الوزارة الجديدة وأيظاً ستهدد بإستخدام الفيتو في حالة إبعاد اي تيارأو ميليشيا او عصابة يكون للمحتل الامريكي ماخذ عليه أو لديه موقف ضده. وهذا الامر سيؤدي الى إدخال العراق في نفق شبيه بالتفق اللبناني عندما مر اللبنانين بمرحلة تشكيل الوزارة الجديدة وظلت العملية تراوح بين مصطلحات وفقه سياسي جديد ولد منه معارضة وموالات وإنقسامات والكثير من التخريجات الى أن حصل توافق غربي إيراني على رسم الواقع السياسي في لبنان.إن إيران تحاول لبننة العراق وتعريق لبنان بواسطة نفوذها القوي في هذين القطرين العربيين,وتريد إيران من خلال ذلك إيصال رسالة للاقطار العربية مفادها أنكم اللاحقون بعد هذه التجربتين وإنها (اي إيران) أصبحت لاعباً أساسياً في المنطقة,فكيف سيكون الوضع أن نجحت إيران في التصنيع النووي؟! الم يستوعب العرب الدرس بعد, أم تراهم مشغولين بأخطر من هذا الخطر الذي يدق اليوم كل قطر عربي من الخليج و الى المحيط,هذا الخطر الذي وقف بوجه عراق البعث الخالد في عام 1980,إن لم يفهم العرب كيف تكون البداية لتفادي هذا الطوفان الايراني والمتخفي بعباءة الدين والطائفة ,فأني أجزم سوف تغرق كل المدن العربية ولا من معين,وهنالك حقيقة ناصعة تقول أن الامريكيين لا يحبون الضعفاء والطفليين والكسالى.لايمكن لأحد أن يدافع عن أمراءة أو طفل عربي غير العربي نفسه..


أن الذي يجري في العراق بالرغم من كل المواقف والتصريحات هو صراع مصالح بين محتليين نسطيع تلخيصه بالفقرات التالية:


1- إن المراهنة الامريكية على عملية قطع صلة الرحم بين أعضاء الفريق الموالي لايران لم تجد نفعاً لحد الان والتي كانت عبر بلورتها لفريق من الفرق المحسوبة على المحتل الايراني بجذبه اليها وإقناعه بالخروج من الحاضن الايراني وإرتدائه اللبس الوطني بدلا من الطائفي مقابل دعمه من المحتل الامريكي والضغط على الاطراف الاخرى المشاركين باللعبة السياسية للتحالف معه من الذين قد يحسبون على التيار الوطني والقومي وبإتجاه تشكيل حكومة ترضي المحتل الامريكي ودول الجوار,فقط لكي تصل الادارة الامريكية الحالية الى الوضع الذي تعلن إنسحابها وفاءاً لوعودها الانتخابية وتترك العراق في ظل حكومة شراكة أو إئتلافية,ولكن هذا المستوى من الطموح الامريكي لا يمكن ان يتحقق في ظل غياب الموافقة الايرانية والتي لابد لها أن تستغل الاندفاع الامريكي لتحقيقه من أن تحقق لها مكاسب بالحصول على تنازلات امريكية سواء في العراق أو في المنطقة أوفي ما يخص برنامجها النووي, و مع كل ذلك فإن الجانب الامريكي لا يضمن تحقيق هذه المعادلة والا لما عاش العراق ويعيش اليوم هذه الفوضى والتي تجاوزت أكثر من خمسة شهور من إعلان نتائج الانتخابات .

 

وحيث أن المحتل الإيراني يتعنت بموقفه الرافض لاي تواجد وطني وحتى لو كان شكلي في تشكيلة الحكومة الجديدة وهو يتصرف من موقع القوة في القرار حيث يحضى بتاييد وتبعية أكثر القوى السياسية الموجودة اليوم في المشهد السياسي في العراق,وهنالك أمر يتفوق به الجانب الايراني في هذه المعادلة هو وجود مرجعية دينية تقف بالتأكيد مع الفريق الايراني ولا يستطيع هذا الفريق أو التجمع أن يخرج بسهولة من دائرة الولاء للنظام الايراني,لذلك عندما أعلن المحتل الامريكي سحب قواته فهو يعزز موقفه أمام الشعب الامريكي والعالم بأن مهمته القتالية قد أنتهت وأن السحب جاء بناء على الوعد الانتخابي الذي كان قد التزم به الحزب الدبمقراطي الامريكي وبلسان مرشحه الرئيس الحالي أُوباما,وإلانسحاب الحالي جاء في توقيت إنتخابي أيظاً ,فهو يسبق إجراء الانتخابات التشريعية الامريكية ليضيف هذا الحدث دفعاً قوياً لمرشحي الحزب الديمقراطي وليؤكد سيطرته على الاغلبية في الكونغرس الامريكي..مصير شعوب وأُمم مرهون شعرات إنتخابية وليس مرتبطاً بقيم الحق والانسانية,أية عدالة هذه؟!


والى جانب كل ذلك ليس هنالك قناعة أمريكية سياسية أو عسكرية بأن العراق قد وصل الى شاطئ الامان واصبح قادراً على إدارة شؤونه لوحده ,إنه من السذاجة أن يكون أحد أمريكياً أو غير أمريكياً يصدق هذه الكذبة,لان كل الادلة والوقائع من العراق تقول أن العراق يمر اليوم في أخطر مرحل حياته,فالوضع السياسي متشابك و يزداد تعقيداً بل ينذر بإنفجار الوضع من خلافات سياسية الى صرعات سياسية وبالتأكيد هذا سيزيد الوضع الامني الذي هو بالاساس هش الى أن يكون أسوء جداً ,ولكن السؤال الذي يحتاج للاجابة اليوم هل أن أنسحاب العدد الاكبر من القوات الامريكية وفي هذه الظروف والتي تظهر كأنها جزء من مغامرة خطرة لم يحسبها الستراتيجيون الامريكيون بهذا المستوى الخطيروالذي ما لا يقبله أي عقل إذاً لابد ان يكون هذا الانسحاب بضمانة إيرانية بعدم إنزلاق العراق لحرب طائفية تضَيع على الادارة الامريكية متعتهم بكذبهم على الشعب الامريكي والعالم من أن غزوهم قد أثمر اليوم في خلق عراق ديمقراطي .

 

إن المحتل الامريكي بدء يعمل لتنضيج الضروف ليوم 31/8/2010 بدءاً من إجراء التوافقات والعمل والضغط على كل الاطرف السياسية بالتهيئة للانتخابات الاخيرة وإعطاء الترضيات لكل الاطراف وموافقته على الاجتثاثات لبعض القوى الوطنية, كانت المعادلة الامريكية الايرانية في نتائج الانتخابات في التقارب بين الفائزين الاريعة والذين يمثلون كل المحاصصات الطائفية والعرقية وبعض الذين يحملون حساً وطنياً,وإن هذه النتائج جزءاً أساسياًًمن التوافق امريكي الايراني ,فهي تعطي للمحتل الامريكي فسحة تكتيكية لاحداث الموازنات لصالح ستراتيجيته في العراق وتعطي أيظاً وبنفس القدر للجانب الايراني مرونة كافية لتحرك بإتجاه لملمة فريقه الذي اصابه تضعضعاً بسبب التصارع على السلطة وكسب المواقع في الدولة.هذا الوضع مريح للمحتل من ناحية بناء حساباته المستقبلية في هذا البلد في خطوة تقديمه الدعم لمن يقدم الاكثر للمحتل الايراني أو الامريكي ,وفي كل الاحوال وبحسابات المنطق أن المحتل الايراني هو الرابح في هذه النتائج لان ولاء معسكره في العراق إذا لم ياتي عن طريق القناعات السياسية فإنه بالتاكيد سيكون عبر الولاء لمرجعية الدينية .

 

 





الاربعاء٢٢ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / أيلول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة