شبكة ذي قار
عـاجـل










عن تلفزيونات ثقة . عن راديوات محترمة . عن جرائد مهنية . عن مزارعين يديمون انماء وأكثار شتلات الطماطة في صفوان والزبير وما حولهما . عن ميسون وهاني . عن فالح أبو العمبة . عن فخرية الحفّافة . عن أذني اليمين ويدي الشمال . عن جارتي التي تصوم نصف شعبان وكل رمضان وأول يوم عيد . عن آخرين وعن أخريات ، أن رجلاَ ايرانياَ اسمه رحيم مشائي وشغلته هي رئيس ديوان رئيس ايران محمود أحمدي . مشائي قال بالفم المليان ، أن بلده لا يشيل كارتاَ أحمر بوجه أياد علاوي . قائمة علاوي فرحت وأشادت وثمنت وتمنت وأرتاحت لهذا القول الفصل الذي أنضافت به أيران الى منزلة الأفراد والجماعات والدول ومنظمات المجتمع المدني وأحمد أبو رشا وزاير أبو الكباب وعشرة من حراس جزيرة أم الخنازير ، وهؤلاء كلهم صاروا من صنف الواقفين على مسافة واحدة من الأطياف والكتل والزعماء . انها والله لضربة موجعة قاضية انزرعت تحت محازم الأعداء الأوغاد وخواصر الأصدقاء الجبناء . أمريكا واوباما والشائب الظريف جو بايدن وزوجة بيل كلنتون والجنرال الضخم أوديرنو والحكيم ابن الحكيمة بترايوس ، كلهم يقفون على مسافة عشقية واحدة من فسيفساء البلد وشتى أصوله ومنابته . ألمراجع العظام يقفون على مسافة واحدة . خطباء الجمعة يغزلون على نفس المنوال والمسافة ، بأستثناء واحد عصبي صاح الأسبوع الفائت من فوق منبر عال : عيب يا جماعة ، تره والله خزّيتونه . جل صحابي وجلاسي هنا في عمّان من أدباء شعراء قصاصين وقصاصات ، روائيين وروائيات ، مغنين ومغنيات ، رسامين ورسامات ، تلفزيونيين وتلفزيونيات ، حلوين وحلوات ، باعة باجة وتشريب وباقلاء بالدهن ، هؤلاء المحتشدة رؤوسهم والمؤتلفة قلوبهم وقد عملوا تحت شعار مستل من تنبلة الضمير وجفاف الغيرة ، هو حرفياَ شعار " اسكت وكل ووصوص " وهم من زمان سحيق يقفون على مسافة واحدة من الطيف والفسيفساء .

 

أعظم عملية تبويس في التأريخ هي تلك التي نشوفها كل ساعة مرشوشة على وجوهنا كما صفعات ساخنات ملونات وعلى هواء ودكة الفرجة ، هي تلك التي تحدث بين سياسيي وساسة البلد الجديد . بوس وحضن وشد أيادي وعصر أكتاف وقرص خدود وطق اصبعتين وترجيف كتفين ودغدغة خواصر وهصر أفخاذ تحت الطاولة ، وضحكة طولها من الأذن اليمين حتى نهاية الأذن الشمال . لا عرقية ولا طائفية ولا عصبية ولا مناطقية ولا عشائرية . لوحة عملاقة من حب وهيام وطمأنينة . ألكل يقف على مسافة واحدة من الكل . بلاد متحابة متآخية فريدة مجيدة ، ورعية طيبة مسالمة مهادنة جانحة للسلم حتى وان لم يجنح لها الأضداد . الكتاب والكتبة يضخمون الأشياء وينفخونها ، فأن نزل الى الشارع ألف من الرعية يهتفون بسقوط صاحب الكهرباء ، قالت الجرائد والتلفزيونات المتخرصة ، انها ثورة كهرباء وانتفاضة بانزين . لا ثورة ولا أنتفاضة ولا دوخة رأس ، لأن المتظاهرين والزعلانين والزعلانات ، انما يقفون على مسافة واحدة من الطيف القائم . الأنباء اليقين كلها مسعدة وتبشر بخير وببيدر حصاد عظيم .

 

البارحة خابرني صديق ياباني اسمه هايكو . هايكو يمتلك كشك جرائد يابانية في زاوية مهملة من أرض المنطقة الخضراء . هايكو حلف بأغلظ ايمان دامع خاشع ، بأنه هو الآخر يقف على مسافة واحدة من الكل . أنا شخصياَ ، وبعد ساعة رحمان وتحديقات عميقات وتأملات وصفنات وغور بعيون الولدين اللذيذين ، نؤاس وعلي الثاني ، حسمت أمري ووكّلته الى الجليل العزيز الجميل البديع ، وقررت أن أقف كما تيل كهرباء ، على مسافة واحدة من الجميع . سأهجر حرثة " مكاتيب عراقية " وأيمم خلقتي ودواتي صوب قصيدة النثر . الحكومة تحب قصيدة النثر . قصيدة النثر غامضة ومضببة وملغزة وتخلو من الشتائم والفشار . أنا سأنخرط . البلاد تريد منخرطة . الأنخراط واجب مقدس مبجل مثله مثل الجندية شرق نهر جاسم ، ورفعة العلم في مدرسة ابن جبير الأبتدائية للبنين . سننخرط كلنا وبهذا الأنخراط ستقوم قائمة حكومة شراكة ، حكومة تقف على مسافة واحدة مني ومنكم ومن أم هيثم ومن الرجاء الذي تقدمت به عمّالة مصنع دبس أي أي لتفكيك مكائنه ومعاصره ونقلها من كربلاء الى أربيل التي ستقايض لبنها المدخن الطيب ، بتمر البصرة ، استكمالاَ وأتماماَ لحلم الوحدة الأندماجية المنتظرة !!!


alialsoudani61@hotmail.com
 





الثلاثاء٢١ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي السوداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة