شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ان أصبحت أيام العراقيين كلها دامية عادت القضية الأمنية وانهيارها الى الواجهة في العراق المبتلى فبعد حصار الاعظمية غير الانساني اثر التفجير الإجرامي في احدى نقاط التفتيش طال يد الإجرام مركزا للتطوع في منطقة باب المعظم في تفجير إجرامي راح ضحيته العشرات ومئات الجرحى قامت على أثرها القوات الحكومية بفرض حصار وعقوبة جماعية على منطقة الفضل دون توضيح للأسباب .

 

وقد أفادت معلومات ان أكثر من (1300) شخصا تم اعتقالهم من منطقتي الاعظمية والفضل لم يتم إخبار ذويهم بأسباب الاعتقال او مكانه كما يقتضي القانون ولم يتم عرضهم على القضاء خلال (48) ساعة كما يقتضي دستور هم والاحتلال من كتبه.

 

وبالأمس وفي هجمات منسقة متزامنة طالت الشرطة اجتاحت (11) مدينة عراقية خلفت أكثر من (60) قتيلا و(300) جريحا في بغداد والموصل والبصرة والكوت وديالى وكربلاء وكركوك . لتؤكد هذه الإحداث هشاشة الوضع الأمني وسهولة انهياره وان العناصر الاجرامية ما زالت تمتلك اليد الطولي لاختراق الإجراءات الأمنية وتنفيذ هجمات نوعية رغم الادعاء الكاذب لقوات الاحتلال والقوات الحكومية بأنها تمكنت من القضاء عليها .

 

في خضم هذه الإحداث الدامية تتكالب القوى السياسية وخاصة الطائفية منها على السلطة دون اكتراث لهذه الدماء النازفة إضافة الى التدخل الخارجي وخاصة من ايران في تحديد المسار السياسي او كيفية ومن يجب ان يشكل الحكومة حتى وصل الأمر بسفيرها في بغداد التحدث بعنجهية واستعلاء وكان العراق محافظة من محافظاتها والسبب في ذلك هو تبعية هذه القوى الطائفية لايران وانعدام روح الوطنية لديها وتغليب الطائفة على الوطن والمصلحة الشخصية على الصالح العام وإلا بماذا نفسر هذا الفشل في التوصل الى اتفاق بينها لتشكيل الحكومة رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية في ظل فراغ سياسي ودستوري قل نظيره في العالم .

 

فمن يتحمل مسؤولية ما حدث ويحدث في العراق اليوم  ؟ ان أول من يتحمل المسؤولية هو المواطن ذاته ونقصد هنا تحديدا ( الناخب) لأنه لم يحسن الاختيار عندما منح صوته للطائفة ولم يمنحه للوطن فكانت النتيجة ان الوجوه التي كانت سببا في خراب البلاد والعباد عادت لتتمسك بتلابيب السلطة بشراسة أكثر وبعنف اكبر وباستماتة للحفاظ على مكاسب ما كانت تحلم فيها حتى في أحلام اليقظة بعد ان تحالفت مع الشيطان الأكبر والأصغر لتصل الى ما وصلت اليها ( السلطة والجاه والمنصب والسحت الحرام ) بعد ان خلت الساحة من القوى الوطنية الحريصة على الوطن ومستقبله او ضعفها بسبب التشرذم والفرقة والانا وهي تتحمل الجزء الاخر من المسؤولية .

 

اما الاحتلال وإيران والقوى الاجرامية المتحالفة معهما فلا تعمل الا بما يضمن مصالحها وأهدافها الشريرة في بلاد الرافدين دون ان يهز لها جفن وهي تنفذ وترى كل هذه الجرائم التي تريق الدم العراقي .

 

وإلا ماذا نسمي ان مثل هذه العمليات النوعية التي تهدر الدم العراقي بلا وازع من ضمير لا تطال المصالح الإيرانية الممتدة طولا وعرضا في العراق واذرعها فيه  بأنواع المسميات ؟ او تطال قوات الاحتلال التي ادعت انها سحبت أخر قواتها القتالية عبر الحدود الجنوبية الى الكويت ؟

 

الا يؤكد لنا التساؤل ان هناك حلفا غير مقدس بين هذا الثالوث الإجرامي

ومن ورائهم الصهيونية  للعمل على تقسيم العراق كما كانت تسعى الأحزاب الكردية منذ أمد الى دويلات ثلاث كردية في الشمال وشيعية في الجنوب وبعض الوسط وسنية فيما يتبقى من العراق هذا المسعى المتناغم مع أطروحات جو بايدن نائب الرئيس الامريكي اوباما والمسئول عن ملف العراق .

 

اما الانسانية والضمير الدولي الانساني فمجرد هراء بل وأداة بيد الطاغوت الامريكي للتدخل في شؤون الدول التي لا تساير ولا تنفذ ما يراد منها أمريكيا صهيونيا فلا أمل في مناشدة المجتمع الدولي او المنظمة الدولية اذا لم تكن هناك قوة تنفذ إرادة الشعوب وكما قال الشاعر :

اذا الشعب يوما أراد الحياة                      فلا بد ان يستجيب القدر

 

ان ما مرسوم للعراق هو أسوء مما يجري اليوم اذا لم تصح القوى الوطنية من غفلتها وفرقتها وتكون يدا واحدة وان يهب الشعب ويكسر قيوده الطائفية ويزحف لطرد كل الأورام من صفوفه ويطهر العقل والجسد والأرض منها ليعود الإشراق الى ارض الرافدين في ظل حكومة وطنية تعددية تصل الى سدة الحكم عبر صناديق الاقتراع في انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف دولي دون أي تدخل خارجي وعندها سنساند هذه الحكومة بكل ما أوتينا من قوة .

 

الا هل بلغنا اللهم فاشهد

 

المحـــــــــامي

ودود فـــوزي شمس الـــــــــــــــديـن

مـديـر المركـز العراقـي لحقوق الانسان

بغداد المحتلــــــــــــــــــة ٢٧ / أب / ٢٠١٠

 

 





السبت١٨ رمضان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / أب / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المحامي ودود فوزي شمس الديـن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة