شبكة ذي قار
عـاجـل










2- إن المحتل أخفق في الاعداد الجيد لبيادقه وقد يكون بسبب غليان حقده الذي أعماه عن التبصر للمرحلة القادمة أو لغباوته,ففي كل مراحل الاعداد ولغاية يوم غزوه للعراق لم يلتفت الى حقيقة يؤمن بها العربي وقد يشاركنا الاخرين من أخوتنا في الانسانية بأن الذي يخون سيده مرة لا يردعه أي شئ من أن يخون سيده الثاني أي عدم ضمان ولاء خونة الشعب والوطن,فإستخدام دبلوماسي المحتل القوة  في السابق مع هذا اللملوم لاجبارهم على توحيد صفوفهم لا يعني نجاحه  في كل الاوقات والضروف وذلك لتعدد المرجعيات عند هذه ألاحزاب والشخصيلت التي ساندت وجاءت مع المحتل, وأن كل من هذه المرجعيات كان لها ثأرمع النظام الوطني في العراق, تختلف  الواحدة عن الاخرى. وأن هذا الامر لم ينجح مع هذا اللملوم حتى أن يوحد خطابه السياسي الا فقط في محاربةو إسقاط النظام ,بذلك تحول الوصول و القبض على مقاليد السلطة هو الستراتيج والهدف لهم معاً,وهذا ما نلاحظه في تمسك الاحزاب الحاكمة وشخصياتهم بكرسي الحكم وعدم القبول بالتنازل عنه وخلال السبع السنوات الماضية التي أعقبت الاحتلال, وهو أمر ليس بغريب على من يتعرف على طبيعة القيادات التي تولت الحكم على العراق بعد الاحتلال,فكل منها لا تستطيع مغادرة فكرة أن ثمرة كفاحها للنظام الوطني قبل الاحتلال هو الحصول على الغنائم والمكاسب وأولها سدة الحكم, وسوف لا تغادره الابقتال أيظاً,ولان فلسفة إستئثارهم بالحكم هو ثمرة جهودهم فقد أستغلوا الحكم بكل معاني الاستغلال وهذا الاستنتاج ليس رجماً بالغيب أو تهكماً على أحد,بل هوما نضح به الواقع العراقي من أن كل مظاهر الفساد الاداري والمالي وأعمال القتل والغدر خلال السنوات السبعة من حكمهم ويعطي دليلاً أكيداً على ذلك,وهو امر جعلهم محرجين أمام زملائهم,ويمثل هذا الاحراج بأن لصوصيتهم وأجرامهم سوف ينكشف إذا سلموا الحكم لمنافسيهم, وهذا هو جزء من فلسفتهم في التشهير بخصوهم  وهو أيظاً جزء من سلوكهم الانتهازي لتحقيق مأربهم ,وحتى قديصل الامر الى التصادم مع شعاراتهم الكاذبة التي تخص الديمقراطية,وهذا الامر يعني سوف لا يقبلون بالتبادل السلمي للسلطة,ومما يشكل إحراجاً قوياً المحتل الذي لم يبقى لديه في جعبته من اكاذيب يبرر بها غزوه للعراق غير كذبة الديمقراطية.وخاصة بعد الاعترافات المتلاحقة حول الاسباب الحقيقية لغزو العراق.فَتَغْيِر المحتلين لسفرائهم  هوجزء من محاولته لإستيعاب تنمر عملائه عليه,وتصاعد في تقاطعات مشاريعهم في العراق ,وان إحتواء المحتل الامريكي للمحتل الايراني في تمدده في العراق لم يعد ينجح بسبب العامل الجغرافي والديني اللذان يُضِفانِ لصالح المحتل الايراني,والاخطر بالامر أن المشروع الامريكي في العراق سيلاقي مواجهة قوية من قبل الايرانيين على مدى الأربعة السنوات القادمة,وذلك بسبب تصاعد الخلاف الغربي الايراني حول مشروع إيران النووي وطموحاتها الاقليمية,وكذلك إحتضان إيران لتنظيم القاعدة على قاعدة( عدو عدوي صديق لي اليوم ). وكذلك الانقلاب الايراني من الموقف من الحرب في أفغانستان والذي كان سابقاً متراصفا مع الموقف الغربي في حربه ضد طالبان بل مشاركتها (إيران) بجنود في حرب الولاياة المتحدة ضد طالبان,‏ فقد قدمت إيران تسهيلات كبيرة للحرب الأمريكية ضد طالبان‏,‏ وقداعترف الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رافسنجاني أنه لولا مساعدة بلاده للولايات المتحدة لغرقت في المستنقع الافغاني‏.‏

 

وأن الموقف الايراني من القضية الافغانية كان يحكمها عاملين يتعامل بهما دائماً النظام الايراني وهما اللذين تعاملت بهما القيادة الايرانية في العراق أيظاً‏:‏ أولهما‏,‏ عدم التصادم مع الولاياة المتحدة في حربها مع طالبان لان الساسة في إيران كانوا يدركون أن الولاياة المتحدة سوف تصل الى المنطقة وأن كل الظروف في المنطقة والعالم في خدمتها و ان التصادم القوي بين إيران وباقي الحركات والفصائل السياسية الأخري إلي الشرق منها من مزار الشريف إلي كشمير مرورا بالشيشان من ناحية أخري‏,‏وثانيهما تأزم علاقاتها مع العراق‏(قبل إحتلاله في عام 2003),أن كل ذلك دفع بإيران الى عدم التصادم مع الولاياة المتحدة في حربها ضد طالبان‏ وقد حقق هذا الموقف الايراني لطهران عدة مكاسب ومن أهمها:


أولا‏:‏ اشتراك ايران بفعالية في رسم مستقبل افغانستان حيث شاركت طهران في مؤتمر بون للمصالحة بين الفصائل الافغانية كما كان لحلفائها الممثلين في طائفة الهزارة‏,‏ ومن يطلق عليهم مجموعة قبرص حضور فعال في المؤتمر‏.وبنفس الفلسفة والستراتيجية تعامل النظام الايراني مع الازمة العراقية وبذات الرؤية والستراتيج سواء في تقديره لقوة الحشد العسكري الامريكي وبعض الدول التابعة لها ,أو في التعامل مع عراق محتل تشارك إيران في غزوه وإحتلاله ودعمها لعملائها وتعاملها مع عملاء الاخرين‏ أو في مشاركتها في مؤتمرات  القتلة واللصوص في لندن أو أربيل وبإشراف المخابرات المركزية الامريكية والبريطانية وأيظاً لدعم عملائها وتسجيل حضور لها في عراق بعد الاحتلال


ثانياً: تمكين حلفاء ايران في افغانستان من تثبيت نفوذهم علي الأرض‏,‏ حيث سيطر الشيعة الافغان علي مدينة حيرات بالقرب من إيران‏,‏ كما سيطروا علي المناطق الشيعية في العاصمة كابول‏,‏ وبالتالي تم تدعيم وجودهم داخل التحالف الشمالي‏,‏ وبالتالي داخل الصيغة الجديدة للحكم في أفغانستان,وبذت النهج كان تغلغل النفوذ الايراني في عراق بعد الاحتلال وطرحَ عملائها ما سموه بعراق فيدرالي ومقسم الى أقاليم ,وتركز إهتمام إيران على الجنوب العراقي,ولكنها في العراق لم تتوقع تفوق الثقافة الوطنية على ثقافتها المذهبية وفشل المشروع الايراني في تقسيم العراق كما فشل مشروعها الطائفي فيه,والدليل أن مواليها من الاحزاب والشخصيات غادروا منصة الحصص الطائية في شعاراتهم الى منصة الوطنية وشكلوا تجمعات وإئتلافات تحمل شعارات وطنية بل أن أحزاباً هي بالاصل طائفية في النشاءة والسلوك واليوم ترفع شعارات وطنية!  


والخلاصة ان علاقة إيران بأفغانستان وحركةطالبان شهدت تقلبات فبعد ان ساعدتها في الوصول الى الحكم, ساعدت اطرافاً اخرى في معاداتها ومقاومتها, مثل قلب الدين حكمتيار, والذي عرض على اميركا كما اعترف مؤخرًا وزير الخارجية البريطاني  الاسبق ان يساهم في اسقاط طالبان على ان تغض اميركا الطرف عن مشروعه النووي وتعترف به لاعباً دولياً اقليمياً, تماماً كما هو حاله مع العراق, ثم انصرف النظام الايراني بعد اسقاط حركة طالبان الى العودة لمساندة ودعم نشاطاتها ونشاطات تنظيم القاعدة وعموم النشاطات الهدامة على حد تعبير وزير خارجية افغانستان الافغاني رانجين دادفار سباتنا, خلال زيارته الى واشنطن أن النظام الايراني لا يقف من اي طرف الا بمقدار خضوع ذلك الطرف لمشاريعه واندفاعه في التيار الذي يوجهه النظام, وهو دائماً تيار تدميري وكما هو الحال في العراق ودول الخليج والشام وافريقيا وبقية دول العالم التي مد اصابعه بهذه الوسيلة او تلك اليها.وفي العراق ذات النهج فالنظام الايراني عندما قدم دعماً عسكرياً و حتى لوجستياً للولاياة المتحدة في عدوانها على العراق في 1991 وفي غزوها للعراق في عام 2003 بهدف نشر مبادئ فوضويتها(الثورة) الطائفية للمساهمة في تجزئة المنطقة طائفياً وهو يتلاقى مع أهداف الامبريالية الصهيونية في صراعهما مع العرب.

 

وأن تقلبات الموقف الايراني من أتباعه في العراق مرهون بمقدار إجتهاد عملائه في التعبير عن مصالح إيران وأطماعها في المنطقة ,لذلك لا يمكن أن يستوي الوضع في العراق سياسياً الا بقيادته من أطراف تؤمن أولاً بالعراقية كوطن ومصالح ومن ثم يكونون متحصنين بثقافة الوطن الواحد ضمن الامة الواحدة والتي هي البعد الستراتيجي والامني والاقتصادي للوطن العراق,وهذا لايمكن أن تتستر به أحزاباً جاءت مع المحتل,ومن المهم أن نلاحظ في الساحة العراقية أحزاباً طائفية ترفع شعارات وطنية أو حتى تتجه نحو الوطنية ,ولكن المهم في الامر هو قدرتها أولاً على تغير أهدافها المعلنة وثم أعادة تشكيل تنظيمها من النظام الطائفي الى وطنية التنظيم وفي هذه الحالة لابد أن يتغير معه عنوان وأسم الحزب وهذا أمر مشكوك فيه,وسيلاحق من قبل من تخندقوا معه في الطائفية بإنه خان الامانة !! 

 

 





السبت١٩ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣١ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة