شبكة ذي قار
عـاجـل










إن المرحلة التي اعقبت غزو العراق في عام 2003 لم تتسبب في إنهيار النظام السياسي والدولة في العراق,بل رافقها إنهيار لكل القيم الاخلاقية ومبادئ العمل الانساني في أوجهها السياسية والاجتماعية والذي كان إحدى الاهداف الرئيسية لغزو العراق,لان أستمرار العراق ونظامه الوطني والقومي الانساني والذي كان قائماً على أيديولوجية قومية ثورية إنسانية ,يعني إحراجاً لكل الديمقراطيات (الانظمة السياسية)والمبنية على قواعد الانانية و المصلحية الضيقة والسلوك الميكافيل والانتهازي,سواء في المنطقة وحتى في بعض المناطق من العالم ,ومن خلال تكشف كل الحقائق عن العدوان على العراق من والتي دعمتها توالي إعترافات صريحة من القيادات و المؤساست الامنية والسياسية لدول العدوان بأن غزو العراق كان للاسباب غير الاسباب التي اعلنتها دول العدوان وأخرها إعتراف نيك كينغ نأئب رئيس الوزراء البريطاني الحالي أمام لجنة التحقيق البريطانية في أسباب المشاركة البريطانية لغزو العراق في عام 2003 والذي قال فيه أن غزو العراق كان غير قانونياً وأن النظام العراقي لم يكن يشكل أي خطورة على بريطانيا!
 
 فالامبريالية الصهيونية لا تستطيع أن تتعايش في عالم فيه من يحمل خطاباً سياسياً وينفذ برنامجاً قائماً على المبادئ والاخلاق لبناء الثورة العربية المعاصرة,ويقف بقوة أمامها وأمام أطماعها و مخططاتهاويطور هذه المواقف الى تحديات معلنة ومحرجة لها, وفي الوقت نفسه كان العالم يشهد في العقدين الاخيرين تراجعاً للتيار اليساري وسقوطاً لاكبر منظومة أشتراكية في العالم وهي الاتحاد السوفيتي وتبعه تراجعا بالمواقف والخطوات وخاصة من الوريث الاشتراكي الاكبرفي الاشتراكية البروليتارية ودخوله لعالم الخصصات وتخليه عن مساندته للثورات في العالم وهو الشريك الصيني,وأمام هذه الانتصارات للامبريالية الصهيونية,كان الحاجة الكبرى لقوى الثورة في العالم أن تعيد حساباتها في عمليات المواجهة مع الامبريالية,فظروف الثورة العالمية وأنظمتها في العقدين الخامس والسادس وحتى السابع من القرن العشرين هي غيرالظروف التي تعيشها في العقد التاسع منه والاول من هذا القرن, سواء ما يخص الظروف الذاتية أو الموضوعية التي عاشتها الثورات في العالم,وحتى الدول ذات النظم الاشتراكية أتبعت تكتيكا جديداً في مسيرتها الجديدة,أي كان الحاجة الماسة لاتباع تكتيكات جديدة للانظمة الثورية لكي تصمد أمام الهجمة الامبريالية,وخطوات ستراتيجية مدروسة أولها أن تثقف جماهيرها على مفهوم والسلوك في المرونة الثورية وثانيهأ وضع كل قدراتها المادية والنضالية في تحقيق الهدف المركزي وهو الحفاظ على الثورة من الطوفان الامبريالي,أي بوضوح أكثر غلبة لمنطق الدولة على منطق الثورة في ظل هذا الانحسارللمد الثوري .وفي خظم هذه الظروف العالمية كان يقف العراق المتحصن بمبادئ الحرية والاشتراكية وصامداً أمام الهجمات المتتالية للامبريالية العالمية ضده من حرب دامت 8سنوات وحرب كونية عدوانية في عام 1991 و حصار شامل وعدوانية في قرارات دولية لقتله,وفي ذلك الوقت نفسه كان الخطاب العربي المؤسساتي الذي يعبرعن رؤئ الحقيقيةللنظام العربي الرسمي يعيش حالة من التضاد والتصادم والانهيار المفاهيمي,وكان النظام الوطني القومي في العراق يحاول في التواصل مع الانظمة العربية في إعادة تشكيل الية الخطاب العربي وتحديد مساره بما يتماشئ مع مراحل التطور الفكري العربي وعنف الصراع الثقافي العالمي ورواج التصدير الايديولوجي بعروض جديدة تربك الاصالة الفكرية والانتماءات العقائدية والسياسية في عالم جديد فُرِضَتْ فيه القوة كعامل للتغيرات المتعددة في حياة الانسان والمجتمعات وهذا الامر يشكل بحد ذاته تحدياً قوياً للايديولوجيات والانظمة الامبريالية. وجاء الاحتلال في العراق ليضيف سابقة فكرية وسياسية جديدة وطريفة في نفس الوقت ,حيث أن الذي حصل يحمل الجوانب التالية:
 
 1- نهاية جولة أُخرى من الصراع بين الايديولوجية العربية الثورية وبين أيديولوجيات وإتجاهات متضاربة ومختلفة في الستراتيجيات والاهداف ولكنها التقت كلها في خندق مشوش الهوية ,فقد جمع هذا الخندق بين الامبريالية والماركسية والعرقية الشوفينية والدينية الرجعية,وتم إستغلال أصحاب هذه الايديولوجيات والاتجاهات سواء كانوا أحزاباً أو شخصيات وبقوة المال والنفوذ لترتيبهم في صفوف وتحديد مهام كل طرف ومسؤوليته وصممت لهم المواقع تماماً كما يرتب ويصمم لاعب الشطرنج الادوار لكل قطعة من البيدق و الرخ ووصولاً للوزير, وأطلقت الامبريالية الصهيونية عليهم بالمعارضة! ولكن الفارق بينهم بين قطع الشطرنج أن العلاقة بين لاعب الشطرنج وقطعه هي علاقة مستمرة تحكمها عقلية واحدة والهدف واحد هو قتل ملك الرقعة وأما لملوم ما يسمونه بالمعارضة العراقية فإن الذي معهم هو القتل والسرقة والحقد على شعب العراق الذي وقف في وجههم ووجه أسيادهم,ولكل واحد منهم له موقف إنتقامي من عراق عربي ناهض ثوري وبقدر ما تحمله مرجعياتهم من حقد على شعب العراق وبهذا القدر يتحدد ثأرهم منه,و جميعهم جاء بهم أما المحتل الامريكي أوالايراني لينتقموا له من شعبنا,وهذا ليس بإستنتاج أيديولجي أو سياسي بل هو ثمرة حكمهم خلال سبع السنين العجاف والصور التي شاهدها شعبنا العراقي بل العالم كله شاهدها ولاتزال تتكرر يومياً. نعم لقد ربحوا الجولة وكما ربح المغول وعملائهم جولة في السابق,ولكن الجولات قادمة وأحرار العراق من رجال المقاومة العراقية البطلة يعدون للنصر الاتي.

 

 





الجمعة١٨ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٣٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة