شبكة ذي قار
عـاجـل










بين الحين والاخر يطالعنا بعض السياسيين وحتى قادة دول في معرض الاعلان عن موقفهم ازاء اطراف العملية السياسية في العراق بالتاكيد على انهم يقفون على مسافة واحدة من الجميع  وهذا اللا موقف يضع جميع القائمين على العملية السياسية في خانه واحده من دون تمييز في مواقفهم رغم اتضاح نوايا واهداف كل طرف ازاء ما يجري في العراق ودورة في استمرار المحنه التي خلفها الاحتلال وتداعياتها على حياة العراقيين .


وبغض النظر عن هذا اللا موقف في المصطلح السياسي ..اين تكمن خطورة هذا التعميم واثاره على مستقبل العراق ؟ ولماذا يلجأ هولاء الى هذا الاسلوب في التعاطي مع الحالة العراقية ؟
ونزيد لمصلحة من هذا التعميم ومن المستفيد ؟


وقبل الاجابه على هذه التساؤلات ناخذ الموقف الامريكي نموذجا لهذا المنحنى الخطير , فدولة الاحتلال التي غزت العراق بطريقة همجيه بالضد من ارادة المجتمع الدولي اقامت نظاما جديدا ما زال مشوها وغير قابل للحياة والاستمرار .


وخلال السنوات السبع العجاف تناوب على ادارة البلاد مجموعة من السياسيين اخفقوا في تلبية احتياجات العراقيين وتطلعاتهم بوطن امن ومستقر .


بددوا اموال العراق بمشاريع وهميه وتحولوا الى مجرد اداة بيد الاحتلال ودولة كانت تسعى لتحقيق احلامها في العراق فكان لها ما ارادت وهذه الحقائق والنتائج التي افرزتها الحالة العراقية واضحة للعيان ولا تحتاج الى ادلة وبراهين ومع ذلك فان ادارة هذه الدولة الغازية تؤكد انها تقف على مسافه واحده من جمع اطراف العملية السياسية ؟


صحيح ان جميع هولاء من نتاج الاحتلال غير ان ولاء الكثير منهم ليس محسوما لها وانما الى دولة تناصب العداء الظاهري لدولة الاحتلال وتحرض حلفائها في العراق على خلط الاوراق لاهداف واضحة .


اذا كيف تقف هذه الادارة على مسافة واحدة من الجميع ولماذا تساوي بين حلفائها واعدائها على حد سواء .؟
هل هذا غباء سياسي ام انه امعان في تدمير العراق ومستقبله بعد فشل مشروع الاحتلال ؟ ولمصلحة من التغاضي عن مخاطر ارتباط العراق بالمحور الايراني وتداعياته على الامن العربي الذي بات مهددا بفعل الطموحات النووية الايرانية .


ونعود الى تساؤلاتنا .. لمصلحة من .. واين تكمن خطورة هذا المنحى على مستقبل العراق وهويته وارتباطه بمحيطه العربي .
لان الوقوف على مسافة واحدة من جميع القائميين على العملية السياسية في العراق كما يرددها بعض المسؤولين العرب تكمن خطورته باحتمالية ضياع العراق وانسلاخه عن بيئة العربية وانجراره لمشروع لا يختلف في نواياه عن المشروع الامريكي الذي يسعى منذ 2003 وحتى الان الى اضعاف العراق وتدمير بنيته التحتيه .


وحتى نحافظ على العراق موحدا ارضا وشعبا ونضمن استمراره كعنصر فاعل في منظومة العمل العربي ينبغي على العرب ان لا يقفوا على مسافة واحده من جميع الاطراف وانما يتوجب عليهم ان يدعموا ويساعدوا من يسعى لابقاء العراق عربيا وموحدا ويكون لهم موقف واضح من الساعين من اجل طمس هويته العربية وابعاده عن محيطة العربي .


وبهذا الموقف المسؤول والواضح ربما نستطيع ان نرمم ما تبقى من العراق .
وليس بالوقوف على مسافة واحدة من جميع الاطراف .؟

 

 





الخميس١٠ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احمد صبري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة