شبكة ذي قار
عـاجـل











صوره رقم (1)


بذلك الشموخ... وبتلك الجماليه الرائعه... وبما يحملُهُ من معانٍ بليغه.... كان "نصبُ اللقاء" في بغداد المُحتله، كان موقعه الذي أُنشىء عليه خلال فترة الحُكم الوطني قبل الاحتلال الأمريكي الكافر والإيراني المُنافق في نهاية التقاطع طريق الدولي السريع القادم من حدود العراقيه ألأردُنيه ماراً بمحافظة الأنبار إحدى مُحافظات المقاومه العراقيه المُجاهده مروراً بمدينة الفلوجه التي سطرت ملاحم بطوليه في قتالها العدو الأمريكي المحتل، وعُدت نموذجاً كونياً في كيفية قتال الأعداء والصمود بوجه ترسانتهم العسكريه الكونيه، ثم دخول بغداد حيث ينتهي ذلك الطريق عند تقاطع شارع 14 رمضان.


النصب مستوحى من فكره للفنان الدكتور (علاء بشير)، جسدها بشكل عملي كما مُشار في الصوره رقم (1) أعلاه الكوادر العراقيه المعماريه والمدنيه فجاء رائعاً من حيث الفكره/التصميم ومن حيث التنفيذ.


المُهم في الأمر؟ ماذا يعني "نصب اللقاء" لنا نحنُ معشر أبناء العراق بشكلٍ خاص؟ هل هو مُجرد كتله كونكريتيه كبيره تشمخ عالياً في السماء؟! أم هو شكلٌ من أشكال الترف وتبذير أموال شعب العراق؟!
الجواب: لا هذا... ولا غيرهُ.


الجواب الشافي لنا نحنُ أبناء العراق، أن ذلك النصب يحملُ ليس معنىً واحداً، بل يحملُ معاني عده بليغه، ومن هذه المعاني أذكر الآتي لعدم الإطاله:


1- أن النُصبْ أعلاه قد أُستُكملَ في ظرفٍ اشتدت فيه طروحات أعداء العراق باحتلاله وتقسيمهِ لفدراليات مُتعدده، وفي فتره كانت ما يُسمى المُعارضه العراقيه تنشط في واشنطن، وطهران، ولندن ومحافظات شمال العراق، فضلاً عن مواقف عدد من الدول الشقيقه من الناحيتين الإسلام والعروبه بالدعوه الصريحه إلى احتلاله، مستقوين بقانون "تحرير العراق" الذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي، فجاء هذا النصب (صوره رقم (1)) ليقول لتلك النماذج المُتآمره على العراق: أنَّ العراق بمكوناته الأثنيه كافه، وعقائدهِ ومذاهبهِ المُختلفه يلتقون في مُحصلتهم النهائيه لقاء الأحبه والأخوه من شماله في مدينة زاخو في محافظة دهوك العراقيه إلى جنوبه في مُحافظة البصره/رأس البيشه، وأنَّ مُراهناتكم اللا شرعيه واللا وطنيه مصيرها إلى زوال، فشعب العراق يشهدُ له التاريخ أنه بكافة مكوناته كما أشرنا أعلاه مُتعانقٌ، مُتحابب، مُتآخي....إلخ.


2- تلك اللُغه في الفقره (1) أعلاه لم تكن وقتئذٍ تُقنع، أو تُرضي العقل الاستراتيجي الهش لقادة البيت الأبيض، وللحكومه البريطانيه وعُملاءهم الذين جاؤوا معهم على ذات الدبابه، فكان ما كان من غزو العراق واحتلاله، وإذا بشعب العراق بقوة مقاومته الوطنيه من طرف، ورفضه للتقسيم تحت ذريعة ألفيدراليه من طرف آخر يُثبت أنه شعبٌ صعبٌ قبوله بالهوان والذِله و...إلخ التي جاء بها الاحتلال للعراق، وهنا يُثبت "نصب اللقاء" هذه الرؤية، فتتحطم، وتتبخر أحلام الاحتلال الأمريكي والإيراني، تحت أحذية شعب العراق ومقاومتهم الوطنيه المُجاهده، ويبقى كما كان شعب العراق مُتآخياً، مُنسجماً، مُتحابباً وهذا ما رمز إليه ذلك النصب.


3- العقول القاصره لمن أشرنا إليهم في الماده (2) أعلاه، أتبعت وسيلةٍ أخرى ضمن تفكيرها الهش، يقوم على مُحاوله فصل شعب العراق عن تاريخه الإسلامي، والثقافي، و...إلخ، فقامت بإزالة العديد من النُصب في بغداد المُحتله منها نصب الخليفه هارون الرشيد الذي لا يبعدُ كثيراً من حيث المسافه عن نصب اللقاء ونُصبْ أخرى عديده، فاصدر مَنْ بيدهم القرار الشعوبي الطائفي قراراً بإزالة نصب اللقاء وكما مُشار في الصور رقم ( 2 ، 3 ، 4) أدناه، ولم يكُن ذلك القرار إلا تعبيراً عن خيبة أملهم بأنَّ شعب العراق كما أشرنا لم يكُن مُعادله يُمكن التحكُم بها من قبل الاحتلال أو مَنْ أتت بهم الجاره المُنافقه إيران، ويكفي أنَّ الطائفيه والمذهبيه التي حاولوا غرسها في المُجتمع العراقي قد خيبتهم، وأثبت العراقيون أنهم على ذات شكل "نصب اللقاء" من حيث قوة احتضان بعضهم للبعض الآخر، فقُبروا وقبرت أحلامهم الطائفيه الدمويه.
 



صوره رقم (2)




صوره رقم (3)


صوره رقم (4)

 


4- أختم بالقول: يا شعب العراق... قرارهم بهدم نصب اللقاء هو قرار بهدم أنفُسِهم لأنفُسِهم حتماً، وهو بذات الوقت تعبير عن إفلاسهم السياسي من الشارع العراقي بعد أنْ كشفت صناديق الاقتراع وما يُعرض على شاشات الفضائيات المُختلفه من تحدٍ شعبيٍ، وانتفاضتي مُحافظتي البصره والناصريه الشعبيتين ضد القهر الأمريكي الإيراني، و..إلخ، يتطلب منا أنْ نقف صفاً واحداً مع خندق المقاومه العراقيه من جهه، ومن جهةٍ أخرى تكرار الانتفاضات السلميه، ثم إعانة بعُضنا للبعضِ الآخر حتماً... ونضع نُصب أعيُينا قول الله تعالى في كتابه الكريم:


﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. ﴾


وبذات الوقت علينا يا شعب العراق أن تكون طاعتنا لله تعالى ولرسوله الكريم (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) تسمو على الغلو المُقيت، والمذهبيه الدمويه، والطائفيه الإرهابيه، والعُنصريه الضيقه، فنعمل ونلتزم بقولهِ تعالى جلا جلالهُ:


﴿ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ

 

 

([1]) الأنفال/ 46، تفسير الآية القرآنيه الكريمه كما وردت في تفسير جلالين المُحمل على قرص كمبيوتري: ((46 - (وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) تختلفوا فيما بينكم (فتفشلوا) تجبنوا (وتذهب ريحكم) قوتكم ودولتكم (واصبروا إن الله مع الصابرين) بالنصر والعون.)).

 

الدكتور ثروت اللهيبي

almostfa.7070@ yahoo.com





السبت٠٥ شعبـان ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة