شبكة ذي قار
عـاجـل










في مثل هذه الايام الذي تشرق فيه شمس تموز, فتثير مافي دواخلنا لحظات ذكرى الثورات ورموزها وإنتفاضة الضمير وشجاعة الانسان العراقي أمام التحديات والظلم ..


وقد أستجمعت كل أفكاري التي بدءت تتجحفل في عقلي وقلبي وكأنها طيور النورس الهمتها شهية طعام لم تقترب منه منذ سنين كثيرة,وأمواجاً دفعتها ريح إعصار لتلاطم سواحل سكنت رمالها بين طياتها فضاع بينهما الصخر والرمل والتراب,وراحت أسئلة تجوب ثنايا العقل وتحيريني وتدفع بي الى دهاليز لا مخارج لها الا ما يتنبأ به الانبياء.هل تموز اليوم هو تموز البارحة.وأن كان لا فهل هي إرادة الله الخالق؟فبين هذين التموزين إنقطع الوصل , ففي تموز البارحة كانت البطون شبعى والعيون تنام قريرة والقلب يفترش شوارع بلادي وينام على أرصفة بلاطها أكفة المحبين ووسادتها ورق شجر أخضر زُرِعَ بالمحبة في أرض وطني وقناديلها قلوب الرفاق تضئ ليلٌ ينام فيه المستقلين بعافية وأبواب بيوتهم يحرسها الرفاق ببنادق العقيدة والفكر الوضاء, ويحولون صمت الدجى الى الحان المودة وتراتيل ينشدها عشاق البعث على أوتار قيثارة بابلية تنعش العراقي وتثير الاعداء خوفاً من نهوض بابل ثانية.كان ميلاد تموز يرتدي حلة عرسه قماشها عراقية خيوطها من زرع حوض فراتنا الكبيروسهل دجلة الغزير والوانها من مراعي كردستان الحبيبة,وصورتها من عقل محمدية وحياكتها من يد مسيحية..

 

وبالكل يحلى العرس ويكتمل..يا أحبائي لقد تهاوت عليَ ذكريات تموز فأثقلتني فرحة الذكرى وقلبت وهيجت فيَ كل رمال النسيان فإنسكبت في يداي وسالت على فخذي وساقي لتطهرهما من دنس وغدر الجار وحتى الشقيق وملئت أكفهما بدم من جراحهما, وتتهاوى شمس تموز لتسقط من عليائها وهي ترفض هذا القدر وفيها من حرارة الايمان,ولكن سٌحُبَ الغزو حجبتها فسقط بهائها كما يسقط شهيدُ في أرض معركةٍ,


في عمق هذا الشهر الثوري تنبض الحياة وتتأجج بنقاوة قلوب قادتها إنها ثورة 17/30 تموز المباركة وحالها كما حال اللؤلؤة التي تنام بمحارها في اليم الكبير,تدفئه بحرارة الشوق وتمنحه سكينة المؤمنين فيطفو الامل على كل البحور وتصطبغ بمبادئها وقيمها ويسافر الى كل أجزائه راكباً موجاته ليكون البحر بحر الثوار الصادقين المقتدرين.وعندما تصل موجة منهاعلى شواطئ الخليج العربي أو المحيط الاطلسي تتبارك بها رمال وصخر وزرع ,فتغسل الرمل والصخر وينبت الزرع وتعود عقيدة البعث شامخة على شواطئنا وتلاحم حَضَرَنا وصحرائنا و مدننا و قرانا, وينسحب الظلام وتنهزم كل أسراب الجراد وتهرب كل الخفايش الذي جائتنا من الشرق أو الغرب ولتعود شمسنا شمس تموز العذراء صافيةومنتصرة ويعود الرفاق يعملون ويتعبون ويتشاركون ويتعاضدون ويتسامرون ويغنون أغنية البعث العظيم ويعزفون الحان الحب والمودة والبناء ويحصدون الزؤان الذي زرعه الشيطان وينقون البيدر من شوائب الكفر والالحاد و الحقد والانانية وينسون وننسى الاجتثاث والاقصاء والمذهبية والطائفية والعرقية,و تعود تسيرالحياة بين الليل و النهاروتغطي وطني الكبير عقيدة الكبار المحبين الصادقين وتكون أكتاف مع أكتاف الاخوة العرب وكل واحد منهم يحتفل ويعبر ويحكي ما يريد وتحت خيمة الامة الواحدة تجتمع العقول و القلوب,وننسى شيطان الامس ونتذكرربنا وخالقنا في يومنا وغدنا ,ونعود لنفترش أرضنا الحبيبة سجادة في صلاتنا ولتنبثق منها و من بين ترابها وصخرها وعشبها,

 

اشجارالزيتون للسلام ونخيل التمرللفرح والسرور وحنطة للجائعين ونعود ووتعود العطايا كما كانت في أيام تموزناوتدفع من ترابها وصخرها وحجارتها المدارس و المعامل وتعود جوامعنا ومساجدنا وكنائسنا تبعث بصور الايمان الحقيقي الى السماء,ونغسلهامن إثم الكذابين,ويعود الاحباء المؤمنين اليها في ايام الجمع والاحاد لزرع المحبة والالفة والتعاضد ونغسل عن جدرانها شعارات الفرقة والبغضاء والحقد و حولوها الى مشاجب لجمع السلاح ,تعود بيوتاً لله الواحد الاحد ويعودوالرب في قلوبنا كما كان,وليبارك أرضنا وزرعنا وأجيالنا ويعود البناة الحقيقين لمعاولهم ويعود تموزنا و تعود معه شمسه لتشرق من جديد وإن هذا الغد على الابواب . أمــــــــــــــــــين ...

 

 





السبت٢٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سمير الجزراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة