شبكة ذي قار
عـاجـل










أطلعت من خلال موقع كتابات على مقال السيد (فائز محمد عبد الله) الذي كان بعنوان ( عذراً مسألتان لابد من إثارتهما ) ولكوني مختص بهذا الموضوع، لأني أحد المسؤولين في المديرية المعنية في شؤون منطقة الحكم الذاتي منذ السبعينات وإلى يوم الإحتلال ، وجدت من الأمانة الوطنية والشرف الوظيفي أن أوضح للقراء حقائق الأمور حول ما كتبه السيد (فائز) في مقاله الذي كان بعنوان:

 

( عذراً مسألتان لا بد من إثارتها)

- الحبوش ومسعود البرزاني؟

- هل صحيح ان التنظيم خرج سالماً غانماً معافى؟

 

بهذه الأسطر سأوضح للسيد (فائز محمد) كما للقارئ الكريم الشق الأول من سؤاله (التشكيكي) الذي حاول إثارته وهو ( الحبوش ومسعود البرزاني ) ذلك لكوني مختص في هذا الميدان كما أسلفت.

 

أما الموضوع الثاني  ( هل صحيح أن التنظيم خرج سالماً غانماً معافى ؟) فهذا ليس تخصصي الدقيق، وإنما شأن من يهمه الأمر من الإختصاص القيادي في الحزب وهم الذين يقدرون هل يستحق هذا السؤال لتوضيح أم إنهم يدركون أن من سمى نفسه (فائر) حاول من خلاله مجرد الإساءة للحزب وقيادته ، مثلما كان نهحه في المقال الذين نشره بهذا الاسم قبل مدة، ولم يسبق له أن نشر مقالات باسمه هذا، واقتصر على هذين المقالين!!!،على الرغم من انه صحفي قديم ، وكان سكرتير صحفي في إحدى الوزارات!!!!!. لذلك يفضل اهماله لأن ما يكتبه هو ضمن الحملة مختلفة الاتجاهات ضد الحزب وقيادته المجاهدة ، ومعروف من يدفع السيد ( فائز) بهذا الاتجاه.

 

نعود إلى موضوعنا، حيث يقول السيد (فائز) :

( عندما سمعت تصريح السيد مسعود البرزاني وهو يصف وحدة العراق بأنها احلام عصافير،  لأنه يعمل على تقسيمه جراء نشاطه الانفصالي، قفزت امامي مقولة الفريق طاهر جليل الحبوش في كتابه الصادر قبل اسابيع (مدير مخابرات صدام حسين يرد على بول بريمر) من انه يعترف بخطأ العلاقة الصميمية مع مسعود البرزاني قبل الاحتلال. اذ كشف الحبوش انه كان يمثل الرئيس الشهيد في العلاقة مع البرزاني وابن اخيه نيجرفان وهكذا مع الطالباني وذلك لغاية ايام قليلة قبل الغزو!!. هل هذا معقول؟.).

 

تعقيبنا للتوضيح :

لماذا العجب أيها الحصيف وأنت من خلال المقال تبدو على مستوى من الثقافة والوعي العالي . وإن كنت لا تعقل هذا كما ذكرت بقولك ( هل هذا معقول ؟ )، فسوف أوضح لك التالي :

 

إن جهاز المخابرات تولى عملية التنسيق بين المسؤولين في منطقة الحكم الذاتي والحكومة المركزية منذ عام 1991 بعد أن انسحبت الدولة من المنطقة إدارياً وأمنياً، والأمر معروف وغير مخفي ، ومدراء الجهاز على مدى الأثنى عشر عام التي تلت عام 1991 إلى يوم الإحتلال كانوا يتعاقبون على هذه المسؤولية إضافة إلى مسؤولياتهم الأخرى، فقد سبق الفريق طاهر منذ ذلك التأريخ ثلاث مدراء تولوا هذه المسؤولية التنسيقية بين القيادة المركزية في بغداد وقيادتي منطقة الحكم الذاتي . وهم كما معروف عنهم ، رجال أكفاء في عملهم ، ومخلصون لوطنهم . 

 

وإذا كنت مستغرباً من تلك العلاقة وما نتج عنها من خيانة القيادتين للحزبين الكرديين فهذا ليس غريباً، ونصيحتي لك أن تقرأ شيئاً من التأريخ لتعرف ما حصل في الماضي من طمع السلطة لعرفت الكثير من الذين خانوا العهود في بلاد العرب وغيرها من دول العالم، ولعل خير شاهد في هذا المجال خيانة محمد بن العلقمي، ذلك الوزير المقرب عند الخليفة المستعصم بالله آخر الخلفاء العباسيين وكيف راسل التتار وخان الأمانة .

 

ولو كنت يا سيد (فائز) قد دققت ما ذكر في كتاب الفريق طاهر جيداً من الحوادث بموضوعية، ومسؤولية وطنية لما استغربت لحد التساؤل غير المسوغ، ولا طلبت الإثارة والتوضيح .

 

ثم يضيف السيد (فائز)  قائلاً ( كمواطن صُدمتُ حينما قرأتُ هذا الاعتراف الخطير وذهلتُ لدرجة لم استطع تفسير المسألة إلا ان سؤالا انبثق في حينها يقول هل كان أهم جهاز أمني في الدولة يدير علاقاته بهذا التبسيط ؟. عذراً لاستخدام هذه الكلمة المناسبة تماماً والتي تعبر عن عدم المهنية والحرفية والخبرة التي سبق وان تم التعامل بها في قضايا خطيرة اخرى وبطريقة مشابهة عندما تقرر بشكل مفاجئ وبرغبة شخصية غير مفهومة، إطلاق سراح جميع الاسرى الايرانيين من دون مفاوضات ومن دون استشارة الخبراء ومن دون الطلب من الطرف الايراني التعامل بالمثل حيث بقي ابناؤنا الاسرى في اقفاصهم اللعينة سنين طويلة بعد هذا القرار بل بقي منهم من لم يطلق سراحه لحد الان. وهكذا بالنسبة للقرار المفاجئ الآخر بارسال اكثر من مئة طائرة عسكرية الى ايران التي استولت عليها ولم تعيدها الى العراق لحد اللحظة ايضاً. فطريقة التعامل مع مسعود البرزاني وابن اخيه نيجرفان والطلباني ليست الاولى من نوعها والكل يعلم حتى داخل جهاز المخابرات الذي كان يمتلك خبراء متميزين، من ان مسعوداً البرزاني وجلال الطلباني منغمسان في المشروع الاميركي لاحتلال العراق منذ نهاية العدوان الثلاثيني وتجدد موقفهما الواضح إثر إصدار الكونغرس الاميركي ما سماه قانون تحرير العراق سنة 1998. فكيف يتم التعامل معهما بهذا الاسلوب السري غير الحصيف؟ . والعجيب ان الثقة بهما استمرت لغاية الاحتلال!!.),

 

تعليقنا على ما تقول :

يبدو أن السيد (فائز) في حيرة من أمره فمرة وضع نفسه في صورة المطلع ومرة أخرى يضع نفسه في صيغة الجاهل بالأمور .

إن عمل جهاز المخابرات العراق يا سيد (فائز) وما قدمه منذ تأسيسه معلوم ومعروف وشواهد عمله الوطني في الخدمة السرية، وفي مكافحة التجسس وكذلك النشاط المعادي يشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء .

 

فهو حين يتحرك ويعمل يضع مصلحة الشعب والوطن أمامه قبل كل شيء، ورغم كل ما كان يعانيه من الصعاب، وعلى هذا الطريق قدم خدمات كثيرة، وجهود جليلة ضمن مسيرة الثورة خلال سنوات الحكم الوطني في العراق، ومن أجل تحقيق ذلك قدم شهداء بواسل من رجاله الشجعان .

 

وحين يستغرب السيد (فائز) من علاقة الجهاز مع قادة الحزبين الكرديين العميلين فهو عارف مع من يتعامل وكل ذلك بعلم القيادة، ولكي تعرف أكثر ويصبح لديك تصور أوضح، سأضرب لك مثالاً هو الآتي:  

 

في عام 2000 م ذهب السيد الفريق طاهر الحبوش يرأس وفداً إلى طهران بعد أن وجهت له دعوة رسمية من مدير جهاز المخابرات الإيرانية ( الإطلاعات ) وذلك بعد أن زار مدير المخابرات الإيرانية بغداد مرتين ، وخلال وجوده في طهران حصل وبذكائه المعروف وقدرته القيادية وكيفية استثماره الفرص لخدمة الوطن والمواطن، على موافقة السلطات الإيرانية لاطلاق سراح سبعمائة أسيراً عراقياً واعادتهم إلى العراق، وكان منهم من قضى في الأسر عشرون عاماً ، وانت وكل العراقيين يعلمون أن إيران امتنعت عن تسليم الأسرى منذ عام 1996 .

 

هنا أسأل السيد (فائز): هل هذا الفعل الذي يحسب للفريق طاهر فعلاً يشوبه الشك كما ذكرت في مقالك ؟، ليصبح بعمله هذا وفق شكوكك (عميلاً) لا سمح الله لإيران؟. أم إنه تمكن بفعل وإقتدار أن يحقق هذا الفعل المشرف للوطن والمواطن .

 

أما وصفك عمل الجهاز ب( بالتبسيط )، فهذا يستوجب منك أن تعيد حسابك في تقويم عمل الآخرين، ولا تبخسوا الناس في حقهم ، لأننا وكل العاملين السابقين في هذا الجهاز نعي ونعرف ما تحقق، ولا نحتاج لمن يمنحنا شهادة  (حسن سلوك)، والقاعدة تقول : ( فاقد الشئ لا يعطيه).  

 

وأخيراً ذكر السيد (فائز) في مقاله :  

( ازاء هذا مطلوب من سيادة الفريق الحبوش تفسير هذه المسألة أمام التنظيم وقبل ذلك أمام العراقيين جميعاً تحسباً للشكوك من أن ثمة تواطؤ أو لربما صفقة فاشلة على حساب البلاد، إذ ليس من المعقول ان لا يكون ثمة ثمن لهذه العلاقة!!).

 

نقول للسيد (فائز) ، لكي تطمئن نعم هناك ثمة ثمن تلقاه الفريق الحبوش من جراء عمله هذا، وهو :

1-  هو ضمن قائمة ال 55 من الأبطال الذين أصدرت الإدارة الأمريكية أوامر القبض بحقهم .

2-  وهو ضمن قائمة ال 43 التي اصدرتها حكومة الأحتلال العميلة، وعلى لسان موفق الربيعي.

3-  وهو ضمن الكثير من العراقيين الشرفاء الذين تعرضوا ولا زالوا للملاحقة بغية القبض عليهم . وما تعرض له أقاربه وأصدقائه بين شهيد ومعتقل عدد لا بأس به .

 

هذا وغيره الكثير مما لا يسع المجال ذكره في هذه العجالة كان الثمن يا من تعيش في المكان المقيم فيه بأمان ورعاية من أصدقاءك القدامى، ويذكرني حالك ببيت الشعر الذي يقول فيه الشاعر أبو تمام :

 

نقّل فؤادك حيث شئت مـن الهـوى

                        ما الحـب الا للحبـيـب  الأولــي

 

لذلك ومن خلال ما أوضحناه آنفاً، أوجه ندائي و رجائي إلى السيد الفريق طاهر جليل الحبوش بعدم الرد على مثل هذه التسريبات التي نعرف مقاصدها واهدافها، ويكفيه رفاقه الذين يتصدون لهؤلاء، ويعملون على تبيان الحقائق التي عاشوها بتفاصيلها، وهم الذين يعرفوا وطنيته وعلمه وأخلاقه الحميدة، كما يعرفون المرضى الذين تعشش في أذهانهم نظرية المؤامرة أولئك الذين يعرفون حقائق الأمور ولكن يغمزوها للدس من أجل تحقيق غايات معلومة .

 

 وختاماً أشهد وربما شهادتي مجروحة كوني من أبناء الجهاز إن الفريق طاهر الحبوش تشهد له أفعال خالدة في خدمة العراق تعلمها القيادة والكثر من الخيريين من أبناء العراق، حيث أنه ليس من أصحاب الصفقات الفاشلة على حساب البلد ولا يقبض الأثمان كما جاء بقول كاتب المقال الذي جعل من اسم الفريق طاهر غطاءً ليمرر نقده غير الموضوعي لمسيرة الحزب وقيادته من خلال تطرقه إلى موضوع الطائرات العراقية وكيف سلمت إلى إيران .

 

اتقوا الله إن كنتم ناصحين يا سيد (فائز)، وإن كنتم من الصف المعادي وهو الأرجح وتبغون ما تبغون نقول فتشوا عن عللكم وفضائحكم قبل أن تفتشوا على أساليب خبيثة لا تجدي نفعا . 

 

 وقبل أن نختم توضيحنا هذا نقول لمن سمى نفسه ( فائز) ويبدو أنه لم يفز في تجارته الجديدة، أن جهاز المخابرات لا يعمل بطريقة ( التبسيط)، وانما بالتفاصيل الدقيقة، ولكي ندلل لك على ذلك نقول:

 

لو كنت تحترم اسم والدك لما تعرضت للفريق (طاهر) الذي كان السبب في استحصال الموافقة على تعيينك بمنصبك الأخير قبل الاحتلال، لأن تاريخك السابق لا يسمح بتعيينك بهذه الوظيفة الحساسة، ولو ( تكرمت) علينا و  (رويت) للقراء غير ذلك لكان منك ( احسان). 

 

فهل أدركت ما نعنيه أم ترغب بأن نتحدث بشكل صريح ونكشف المستور كما فعل الفريق طاهر عندما أصدر كتابه ( حقائق الامور في كشف المستور) الذي تدعي انك قرأته.

 

 





السبت٢٨ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تموز / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو محمد مدير شعبة في جهاز المخابرات السابق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة