شبكة ذي قار
عـاجـل










(( عاد الرئيس العراقي الأمريكي الجنسية جلال الطالباني نهاية الأسبوع الماضي (المقصود بداية الأسبوع الثاني من شهر كانون أول/ديسمبر  2009)، في منتهى التفاؤل من زيارته إلى طهران لـ " يبشر الشعب العراقي بتحقيق نتائج مهمة سيشعر بها في وقت قريب."

 

و قد أثارت هذه البشرى تساؤلات كبيرة في أوساط المواطنين عموماً، والأوساط السياسية و الاجتماعية التي لها تحفظات " إستراتيجية " على طبيعة هذا التفاؤل، لكن مصادر في الوفد العراقي المرافق للرئيس الأمريكي الجنسية الطالباني نقلت إلى " الملف برس"، أن سبب التفاؤل يعود إلى رد الرئيس الإيراني على طلب الرئيس العراقي .

 

وذكرت المصادر " أن الرئيس الأمريكي الجنسية طالباني طلب من الرئيس احمدي نجاد تدخل القيادة الإيرانية في موضوع الميليشيات " ، فما كان من الرئيس الإيراني محمود أحمدي إلا أن وعد الرئيس الأمريكي الجنسية الطالباني بأن يتدخل من أجل تحجيم دور المليشيات في العراق " مؤكداً بعبارات لا تقبل اللبس أو الغموض " سنضع هذه المليشيات تحت السيطرة و ستسمع أخباراً جيدة تسرك" ، وقال نجاد مخاطبا الطالباني " نعم سوف نحجم دور المليشيات ونضعهم تحت السيطرة وستسمع أخباراً جيدة لذلك"، ويقول المرافقون العراقيون" أن الرئيس العراقي الأمريكي الجنسية خرج من محادثاتهِ، و ابتسامة عريضة على وجهه لازمته حتى نزوله عائداً في مطار بغداد لـ " يزف بشرى نجاح محادثاته مع إيران "..)).([1])

 

التعليق:

1- من المهم أنْ ابدأ التعليق على مضمون الخبر أعلاه بحديثين عن رسولِ الله الصادق المصدُوق محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، يذكرُ فيها علامات المنافق، ومن سخريات القدر أنَّ الصفات في الحديثين أدناه تنطبق تطابقاً تاماً على الرئيسين الإيراني نجاد والعراقي الأمريكي الجنسية الطالباني، وهذا التطابق يفرضه ما تضمنهُ الخبر أعلاه وليس من باب اتهامِهم أو الافتراء عليهم، مضمون نص الحديثين النبويين هو: ((حدثنا سليمان أبو الربيع حدثنا اسمعيل بن جعفر حدثنا نافع بن مالك بن أبى عامر أبو سهيل عن أبيه عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث إذ حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان. و حدثنا وعن قبيصة بن عقبة قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر تابعه شعبة عن الاعمش)). ([2])

 

فكلا الرئيسين أعلاه قد تحدثا، ووعد الإيراني نجاد الأمريكي الجنسية الطالباني، ثم كرر الأول للثاني الوعد الذي أصبح والله أعلم بمثابة العهد سيما وأن الرئيس نجاد يُمثل قمة الهرم السلطوي في إيران بعد ولي الفقيه الملا خامنئي، والنتيجة أنْ جمع كليهما ما ورد من علامات للمنافق؟! فمبروكٌ لهما!

 

ولما كان الرئيس الإيراني نجاد من مقلدي المذهب الإمامي الإثني عشري الذين لا يعترفون على الأعم بمضمون كُتب الصحاح السته، وعليه فإنه ومَنْ هُمْ على شاكلتِهِ قد يُشككون في الحديثين النبويين الشريفين أعلاه، لذا فإني سأذكر لهُ ولهُمْ مما ورد في أمهات كُتبِ مذهبهم أعلاه المُعتمده، وبالذات كيف يتم التعامل مع "المنافق" بعد مماته مُباشرةً، وبما نصهُ: (( 70 / - 11 - باب الصلاة على المنافق: وإذا صليت على المنافق فقل بين التكبيرة الرابعة والخامسة : " اللهم اخز عبدك في عبادك وبلادك ، اللهم أصله أشد نارك ، اللهم أذقه حر عذابك ، فإنه كان يوالي أعداءك ، ويعادي أولياءك ، ويبغض أهل بيت نبيك . فإذا رفع فقل : اللهم لا ترفعه ولا تزكه.)). ([3]) ولعمري لست أدري أين سيذهب الرئيسان أعلاه مما ورد من عذاب الله تعالى علماً أن ما ورد أعلاه لا يُمثل إلا ما يُمثله تأثير فقدان قطرة ماءٍ من بحرٌ مُترامي الأطراف مما ينتظرهما؟!  

 

2- على الطرف الآخر فإن مضمون الخبر أعلاه يؤكد أن الرئيس الإيراني نجاد قد أعترف بأنَّ الميلشيات الإرهابية الدموية التي استباحت شعب العراق إيرانية التأسيس والأجندة، ولذا كان تكرارهُ لوعدهِ للرئيس العراقي الأمريكي الجنسية الطالباني، وأكررهُ للضرورة: (( سنضع هذه المليشيات تحت السيطرة و ستسمع أخباراً جيدة تسرك"... نعم سوف نحجم دور المليشيات ونضعهم تحت السيطرة وستسمع أخباراً جيدة لذلك؟!))، وهذا الاعتراف يُمثل حُجة رسمية إيرانية على التدخل الإيراني الدموي – الإرهابي في العراق.

 

وهذا يقود إلى أنَّ الحكومات العراقية المُتعاقبة على حُكم العراق حيث كانت تلك الميلشيات أذرعها الإرهابية - الدموية هي إيرانية الشخوص والأجندة من حيث الدليل والحُجة أعلاه وليس من حيث الاتهامات العاطفية، وهذا أيضاً يترتب عليه عدم شرعية تلك الحكومات كونها ليس إلا شخوص فاقدة للإرادة الوطنية العراقية ومُندفعة باتجاه تحقيق الأجندة الإيرانية في العراق.

 

3- مضمون الخبر يُظهر الضعف القيادي للرئيس العراقي الأمريكي الجنسية الطالباني الذي لا يستطيع أنْ يُمارس دوره/صلاحياتهُ ليس إلغاء تلك الميلشيات بل الحد من دمويتها، وهذا دليل وحُجة أيضاً تؤكد عدم كفائته كرئيس لدولة العراق وبالتالي فإن مكانهُ ليس حيث هو الآن؟ بل في مكان آخر يتناسب مع تاريخه السياسي الانتهازي غير المُشرف؟!

 

4- بعد كُل ما ورد آنفاً نتساءل: ما هو رد فعل الاحتلال الأمريكي مما ورد من اعترافٍ صريح للرئيس نجاد؟ ربما تكمن الإجابة وفق رؤيتنا أنْ لا خطوط حمراء أمريكية لدور إيران التخريبي في العراق! حيث أن كُليهما يمتلكون أجندة رئيسية مشتركة منها:

 

(1)  استباحة شعب العراق اعتقالاً، تعذيباً، تعويقاً، قتلاً..إلخ؟!

(2)  تهجير شعب العراق داخل الوطن وخارجه؟!

(3)  تفتيت/تجزئة خارطة العراق الجغرافية إلى دويلات عده على أسس مذهبية - عُرقية؟!

(4)  تخريب الإنسان العراقي بجعله مُجرماً، مرتشياً، يائساً...إلخ.؟!

(5)  نهب وسرقة ثروات العراق بدون رحمه..؟!

(6)  تدمير ذاكرة العراق التاريخية، الثقافية...إلخ؟!

 

وفضلاً عن ما ورد آنفاً فإن إستراتجية الاحتلال الأمريكي تسعى إلى إقناع شعب العراق بأنَّ العدو هو إيران وليس هُم؟! ولكن العراقيين كشفوا بوقتٍ مُبكر أنَّ سنوات الاحتلال العجاف تمخضت عن تحالفاً أمريكياً كافراً وإيرانياً استيطانياً شعوبياً، وكلاهما سيُقبران بفعل المقاومة العراقية الباسلة بعون الله تعالى الذي لا هو إلا هو جلا جلالهُ القادر المُقتدر.    

 

الدكتور ثروت اللهيبي

almostfa.7070@ yahoo.com

٢٩ / حزيران / ٢٠١٠

 

 

([1])  أنظر  الموقع الإلكتروني لـ"لملف برس": almalafpress.net www.، بغداد – طهران – الملف برس، منذ 13/12/2009، 32: 80 .

([2])  صحيح البخاري، الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبة البخاري الجعفي، طبعة بالاوفست عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول، ج 1، حقوق الطبع محفوظة للناشر 1401 ه‍ - 1981 م دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، باب المنافق، ص 14؛ أنظر كذلك: صحيح مسلم، الإمام ابى الحسين مسلم بن الحجاج ابن مسلم القشيرى النيسابوري، طبعة مصححة ومقابلة على عدة مخطوطات ونسخ معتمدة، ج 1، دار الفكر، (بيروت – لبنان)، ص 56.  

([3])  المقنع، الموضوع : الفقه المؤلف : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه التحقيق : لجنة التحقيق التابعة لمؤسسة الإمام الهادي - عليه السلام - الناشر : مؤسسة الإمام الهادي - عليه السلام - المطبعة : اعتماد التاريخ : 1415 هـ، الكمية : 3000 نسخة الصف والإخراج باللاينوترون : مؤسسة الإمام الصادق - عليه السلام - قم مؤسسة الإمام الهادي - عليه السلام - قم شارع بهار - زقاق آية الله النجفي - رقم 48، 11- باب الصلاة على المنافق، ص 70.   

 

 





الثلاثاء١٧ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور ثروت اللهيبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة