شبكة ذي قار
عـاجـل










أن المصير العربي برمته يصبح في مهبّ الرياح إذا ما غاب الوعي القوميّ الحضاري الشامل المعبر عن ارادة الامه ومستقبلها  المتصدي لكل اشكال القهر والحرمان والاستبداد المتطلع الى الحرية والانعتاق والعامل الى بناء المجتمع العربي بناءا حضاريا تسمو فيه روح الانسانية المسترجع للدور العربي الريادي في العصر الذهبي الذي عاشته الامه العربية والاسلامية والانسانية بعطاء خصب من العلم والبناء والتقدم ، وحلّت الأفكار والرؤى الرجعية محلّه ( من أيديولوجيات وتوجهات ونزعات وممارسات طائفية ومذهبية وإثنية وعشائرية وقبلية ) ، والنتيجةُ ذاتها تحصدها الأمة لدى فقدان الحسّ بالكرامة القومية  وسيطرة مشاعر اليأس والهلع وثقافة الهزيمة والاستسلام التي يروج لها من يدعون انهم حملة الفكر القومي التحرري وحقيقتهم ابواق مأجوره من القوى الجاهدة لايذاء الامه العربية  ومن ابرز هؤلاء المرتدون المنحرفون  اللاهثين وراء المنافع الذاتية التي لاتمت للشعب باي صله ، ، ولهذا فإن مهمّة الفكر القومي ودعاته جليلة وعظيمة من حيث التصدي للمثقفين والسـياسيين المنهزمين قيمياً وروحياً وأخلاقياً وثقافياً ونفسياً لأن غياب الوعي الشــــــامل لمجمل المخططات والمشاريع والأضاليل والحرب النفسية ، التي تتعرض لها أُمتنا العربية في أقطارها المختلفة ، يجعل المواطنَ العربي في أدنى درجات الانهزام واليأس والجهوزية للسقوط والانهيار‏ ، وبناء عليه أن الفكر القومي معني قبل غيره بالتركيز على الوعي المطابق ، بوصفه أداة رئيسة لنقد الوعي الغائب أو الزائف المتداول في واقعنا الثقافي والسياسي والاجتماعي فالوعي القومي المطلوب هو الذي يتسم بالنقدية التاريخية ، والعقلانية والديمقراطية الصادقه النابعة من الايمان الصميمي بدور الشعب والالتزام بقيم المواطنة وحرية الفكر والاعتقاد على ان يكون الولاء الحقيقي للوطن والامه وليس الهم الاكبر خدمة المصالح الاجنبية ، ورفض كل أشكال التعصب والغلّو والرؤية الأحادية والإلغائية والانتهازية السياسية والتبعية ، والخروج على ثوابت الأمة وتاريخها وثقافتها وحضارتها وتطلعاتها المشـــروعة نحو التحرر الشـــــامل  امتلاك قرارها ومصيرها بمعزل عن خطط الآخرين واستهدافاتهم وتوجهاتهم الاستعمارية والسياسية والإستراتيجية‏


 إنّ المحاور والقضايا الإشكالية والمقاربات الارتكازية لتجديد الفكر القومي المشار إليها في الحلقات الخمسة التي  تم التوقف فيها  أمام  الظرف المحيط بآلامه والواقع الذي يجب ان يكون وحجم الهجمة التي يشنها الأعداء التقليدين والجدد تقتضي عملاً فكرياً وثقافياً واسعاً من قبل التيارات والحركات والاحزاب القومية التي تنبع ارادة  ادواتها من روح الانتماء الواعي للامه وهنا لابد وان يكون للفرد العربي ايضا الدور البارز في حركته الابداعية من اجل اظهار الامه بالمظهر الذي تستحق ايمانا" وعملا  في سياق الإفادة القصوى من وسائل الإعلام الثلاث المقرؤة والمسموعة والمرئية لنشره بين ابناء الامه وايصال التحليل للاحداث اول بأول وذلك من اجل تفويت الفرصة على الافكار المناهضة من  بث سمومها وشرورها ، كما التحرك عبر شبكات الاتصال الالكتروني والمدوِّنات التفاعلية وغير ذلك من أساليب وطرائق وخيارات ووسائط إعلامية متعددة ومؤثرة وفعّالة ولاأكون مغاليا عندما اشيد برسائل التبصير واختيار العنوان لها والتي يكتبها الرفيق المختار لانها بحق استرجاع واعي لما مطلوب ولما ان يكون  ،

 

وتأســـيساً على ذلك نتوقف عند مسائل اراها مهمة وعلى صلة بهوية  الامة وتجديد الفكر القومي المعاصر الذي يجيب على كل التسائلات التي تفرزها الظروف المحيطة بالامة ويطرح الحلول التي تتجاوز الامه  محنتها  وتؤسس بداية الانطلاق نحو افاق المستقبل الايجابي ، والوحدة العربية والطريق إلى الدولة الأمة التي تناولها البعث الخالد بدسـتوره وادبياته وتراثه الفكري  والديمقراطية والمواطنة ببعدهما الجدلي  من حيث امتلاك الحق بالتعبير عن ذاته وادراك حقه المسلوب من قبل ادواة الاعداء المتفننين بالتمشدق بالديمقراطية وهم بعيدين كل البعد عنها لما اسسوا وبنوا من سجون سـرية واشاعوا مفهوم الاجتثاث والتهميش  والتهجير والقتل على الهوية والاسم والحرمان من ممارسة الحق تحت مبرر المظلومية التي يدعونها وبهذا فانهم اشاعوا  مفاهيم مدمره لمعاني المواطنة والولاء والوطنية  ، والقومية العربية والدين والعلاقة بينهما ايجابيا وترابطا جدليا  اخذين بعين الاعتبار الرؤية  العميقة التي طرحها المرحوم القائد المؤسس للبعث الخالد  عام 1975 عندما  قال في عرضه العلاقة فيما بين العروبة والإســـــلام (( لولا الإســلام لما عرف العرب ولولا الســـيف العربي لما انتشر الإســــــــــــــلام )) ، وهنا لابد من الوقوف ايضا امام الرؤية الواضحة التي طرحها البعث في موضوعية تسييس الدين حيث حذر من هذا السلوك الارتدادي الذي يراد منه استخدام الدين الاسلامي  وسيلة للوصول الى الاهداف والغايات التي يراد منها تحقيق اهداف ونوايا قوى لاتتصل بالشعب العربي نت قريب او بعيد ، وان الواقع الذي افرزه الغزو والاحتلال ووصول التيارات والحركات والاحزاب الدينية الى  السلطة واحتواء اجهزة الدولة لالشيء سوى لاشـــــــــباع رغباتها الجياشـــــــة نحو الثراء وتكوين الذات المستعبدة للاخرين واشــــاعة مفاهيم واراء لاتتصل بالتراث العربي والمنهج المتبع في تكوين  الركائز الاســـاسيه للدولة ،

 

وحركات الجهاد والمقاومة التي يوجبها الدين الإسلامي على المسلمين  عند تعرض ارض الإسلام للعدوان والاحتلال وتهمة الإرهاب التي يراد منها وبها قتل روحية الصراع فيما بين الشعب والأعداء ومن والاهم  وان التجربة المريرة التي شهدتها الساحة العراقية منذ عام الاحتلال 2003 ولغاية اليوم لخلط الاوراق بفعل ادوات الغازي المحتل وحلفائه من صهاينة وفرس صفويون جدد كان الغرض الاساس منه  تشويه الهوية النقية النظيفة للمقاومة الوطنية الشريفة التي تعمل بكل ما تمتلك من قوة ودعم لتحرير التراب العربي من براثن الاحتلال بمختلف اشكاله وهوية المحتل  وان الالية التي عرضتها القوى الوطنية والقومية والاسلامية في القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني تبين الحقيقة والبعد القومي الوطني في  صراع مع القوى المعادية وحلفائها وعملائها ، والتجديد بين الثقافة العربية والرابطة القومية من خلال الوعي الشامل للصلة فيما بين العروبة والاسلام  ورفض الرؤى والحلول القطرية للصراع العربي الصهيوني ، مشددين على أن عروبة فلسطين تقع في صميم المسؤولية القومية ، لانها نقطة البدء التي  تمكن من خلالها  اعداء الامه من الوصول الى اهدافهم من حيث  الفصل فيما بين جناحي الوطن العربي وايجاد الكيان الذي يمهد الى التوسع في التقسيم والتفتيت وهذا الذي حاليا هو السائد في الواقع العربي ومن خلال العراق الذي يراد بانهائه ككيان وسيادة من خلال شعارات الفدرالية والاقاليم وبالتالي شرعنت احقيت الصهاينه من ايجاد وطن قومي لهم على حساب الامه تاريخا وحضاره


ان مخاطر التحدي وشراسته توجب ما تناولناه ووفق فهمنا لحقيقة الصراع الحضاري التاريخي الذي تخوضه الامه منذ لحظة اطلالتها التاريخية على الامم والشعوب التي  تلتقي معها من حيث المعاناة والصراع من اجل الحرية وامتلاك مقومات النهوض والبناء  وان النصر النهائي هو حليف الشعوب والامم مهما طال الزمن وكثرت التضحياة


 الله أكبر             ألله أكبر                 ألله أكبر
ولتتعزز روح الجهاد من اجل البقاء والانتصار والرقي
وليخسأ الخاسئون

 

 





الاثنين٠٩ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة