شبكة ذي قار
عـاجـل










ومن جملة وسائل التصدي العربي للتحديات التي تتعرض لها الامه ألاطار الثقافي  المتجسد بالغة العربية والاهتمام الواسع والمنهجي والاستراتيجي بجوانبها المختلفة من حيث أنها حاضنة الفكر القومي وأحد أبرز مكوّنات الهويّة القومية ، وفي مجال تمكين اللغة العربية رسمياً وشعبياً وإعلامياً وتربوياً قد فعل حسنا" القادة العرب عندما اوصوا في إدراج موضوع اللغة العربية في جدول أعمال مؤتمر القمة العربية العشرين  المنعقدة بدمشق في أواخر آذار 2008 وذلك  لان اللغة العربية اصبحت بمكان لاتحسد عليه وخاصة في الاقطار العربية التي تتواجد فيها  اليد العامله الاجنبية وانعكاس ثقافاتهم  ومفردات لغتهم على ابناء  تلك الاقطار وخاصة  الاجيال الشابه  التي لابد من التواصل معها مسألة في غاية الأهمية ، ولا سيّما أنها تتعرض لموجات مختلفة من التغريب وأنماط الاستهلاك والضخ الإعلامي الهائل وتأثيراته الكبيرة ، إضافة إلى عدم قدرة الفكر القومي إلى الآن على ابتكار الأســاليب والطرق المناسبة لمخاطبة هؤلاء الشباب وجذبهم ، وجعلهم أكثر تفاعلاً مع أطروحات الفكر القومي ، وتبني أهدافه النضالية بصورة واعية ومتجذرة وصولا الى تحقيق الغاية السامية في بناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد من خلال ممارسة الحق الذي اباحته الرسالات الســماوية والاعراف والقوانين الوضعية التي كفلت حق الشعوب بالحرية والتحرر  والوقوقف أمام محاولات الخلط المتعمد بين الإرهاب والمقاومة ، خصوصاً من جانب الكيان الصهيوني والقوى الاستعمارية المعادية لحق الشعوب في المقاومة والتحرر وتقرير المصير ، والحاجة الشديدة للوصول إلى الرأي العام العالمي باستثمار جميع المنابرالدولية والاقليمية والمنتديات والمؤتمرات ، والفعاليات العلمية والثقافية والإعلامية   والعلاقات مع الهيئات والمنظمات والتجمعات العالمية الحكومية وغيرها المتاحة لعرض قضايانا العربية بلغة وأسـلوب حضاري يعتمد على الوثائق والمؤيدات الملموســة  واحترام رؤى الآخرين ومدركاتهم ومحاولة تصحيحها وتعديلها ،

 

من خلال كسب التعاطف  وتعميق الروابط والعلاقات المتبادلة مع الشعوب والجماعات والشخصيات المناهضة للعولمة والعنصرية والحروب ، والساعية للتعاون الدولي الذي لايبخس حقوق الامم والشعوب التي تعرضت وتتعرض لعدوانية العنصريين ودعاة العولمة الهادفه الى استلاب هوية تلك الامم او الشعوب وجعلها مندمجة مع الاخرين بلا هوية ، ومؤيدة لحق الشعوب في التحرر من  التبعية والهيمنة الأجنبية وتقرير المصير وكما حصل لاسطول الحرية المتوجه نحو غزة هاشم لكسر الحصار الصهيوني وما ارتكبه الصهاينه من مجزرة بشعه بحق  انصار الحق العزل من السلاح  حيث شكل هذا ابلغ رساله اعلامية عالمية للشعوب تكشف حقيقة وعنجهية الكيان الصهيوني والدموية التي تسود على عقول ساسته والمظلومية التي يعانيها الشعب العربي الفلسطيني ، اضافة الى احراج كل من يدعي الحرية والعداله وخاصة في اوربا وان الحاجة تدعو إلى انفتاح الفكر القومي على التيارات الناشطة والمقاومة ضد الاحتلال والهيمنة لانها هي جزء من المسيرة القومية التحررية ، ولا بدّ من جهد واعٍ ومكثّف لتحويل حركات المقاومة بمختلف مرجعياتها إلى حركة تحرر عربي واحدة تملك مشروعاً سياسياً نهضوياً ، وتشكّل بالتالي إحدى القوى المحرّكة للمشروع القومي وفكره وإعطائه دفعة تطويرية تجديدية ، لئلا تذهب التضحيات الجسيمة التي قدمتها وتقدمها أمتنا يومياً في مسيرتها التحررية هدراً ، أو تصل إلى انسداد الآفاق والجمود الذي يعادل في دلالته وجوهره معنى الموت  ، وكان البعث الخالد ايضا سباقا" باعلان انبثاق جبهة التحرير العربية ومابعد الغزو والاحتلال تشكيل القيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني  والتي اخذت بعدها بالتقاء ارادة القوى الوطنية والقومية والاسلامية بقيادة مؤمنة صادقة الوعد واليقين من اجل  هزيمة العدوان وادواته وامتلاك الامة مقدراتها ومن خلال وعي وادراك ان الاهتمام الأمريكي بالوطن العربي جاء نتيجة للمصالح الحيوية الأمريكية ووجود الكيان الصهيوني من جهة والموقع الاستراتيجي للمنطقة العربية ذات الثروة النفطية من جهة أخرى وأن استراتيجية الولايات المتحدة في وطننا العربي تتركز على إدارة الصراعات والأزمات وليس إنهائها، كما أنها بدأت تعمل بعد استفرادها بشؤون العالم لتفكيك عدد من الأقطار، وتحويلها إلى شظايا ممزّقة ، خدمة للمصالحها والأهدافها و خاصة الإبقاء على الكيان الصهيوني في فلسطين  بوصفه قاعدتها  المتقدمة والمدجّجة بأحدث الأسلحة بما في ذلك الأسلحة النووية والتي تشكل تهديداً خطيراً لأمن المنطقة واستقرارها وازدهارها

 

كما لابد من التطرق الى العلاقة بين العولمة والمسألة القومية ، وتحليل خلفياتها وآثارها وإعادة النظر ببعض ما كان يُعَدّ بمثابة مسلّمات في هذا المجال و من أبرزها موضوعة مركزية الدولة ومحوريتها وإلقاء على عاتقها جميع شؤون التنمية والإنتاج والتوزيع ، في حين أن العولمة تضعف الدولة وتقوّي الشركات والأفراد وقد كنا قد اعتدنا على أن السياسة والاقتصاد أهم من الثقافة ، فماذا لو قلبت المعادلة بحيث تعد الثقافة والفكر والوعي وسيلة لتحرير السياسة والاقتصاد وإذا كنا قد ألفنا مقولة مفادها أن قيادة الحركة العربية تنطلق دائماً من العواصم العربية الكبرى، فلماذا لا يصحّ العكس، بحيث أن قيادات النضال القومي يمكن أن تنبثق من الدول العربية الأصغر؟!. وإذا كانت الحركة القومية العربية تواجه أشكالاً من القهر السياسي والاقتصادي والفكري والثقافي ، فلماذا لا تبحث عن حلفاء في العالم يعانون من الوضع نفسه ؟! ، ومن ناحية أخرى لا بدّ للفكر القومي من تحليل ما يُسمى الحرب الباردة الجديدة بين حلف الديمقراطيات الليبرالية والديمقراطيات السيادية ( الصين وروسيا ) والاستفادة من الأطروحات والمفاهيم المتداولة في إطار ذلك ، ودراسة تجربة الصين في التعامل مع العولمة ، ولكنْ بعد أن حصَّنت بنيتها التحتية وحققت ما اصطلح عليه اشتراكية السوق والسلع على خلفية منظمة من القيم الأخلاقية والوعي القومي واليقظة الذكية ، التي تستشرف آفاق المستقبل وتخطط لعقود قادمة  ، أما إلى كيفية مواجهة الفكر القومي للطائفية ، فقد رأى البعث انها ســلاح سياسي قتاك بيد اعداء الامه و أن الطائفية لا تنمو وتتضخم إلا عندما يتراجع الفكر القومي الحضاري ويصبح في أزمة ولا يجدّد نفسه  وتناول ذلك باسهاب وشموليه  التقرير  السياسي الصادر عن المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي في القطر العراق ، وأثبتت التجارب الحاصلة في بعض الأقطار العربية أنّ الفكر الطائفي هو النقيض للفكر القومي الديمقراطي الحضاري المنفتح والمتجدد والمسؤولية الملقاة على عاتق الفكر القومي كبيرة ، وهو مطالب بالبحث عن البدائل المناسبة وإيجاد الحلول ، وعدم الاكتفاء برفض الفكر الطائفي وشجب توجهاته وأطروحاته غير الوطنية وغير القومية ومسألة العلمانية والطائفية وعلاقة الدين بالدولة .

 

يتبع لاحقا"





الثلاثاء٠٣ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة