شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أنوي البته أن اقدم محاضرة أكاديمية في معاني وتعريفات الديمقراطية والحرية لمن يعرفونها جيدا ويعبرون عن هذه المعرفة بمخاطبة الناس بكتابات ونتاج فكري في غاية الديمقراطية. غير اني أعبر هنا عن وجهة نظر لايمكن أن توصف بانها شخصية لانها في أقل تقدير وبتواضع تام تعبر عن رأي ما لايقل عن عشرة ملايين عراقي مسييس ومؤدلج ولا ينفع كائن من يكون أن يلغي وجوده أو يهمشه أو يمارس معه ديمقراطية الحضر والاقصاء!!. هؤلاء العشرة ملايين هم مؤيدو وأنصار وأعضاء حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وهم جزء لا يتجزاء من حركة الحياة العراقية بكل خصالها وخصائصها الأيجابية والسلبية, ومن لديه غير هذا الكلام فليضعه تحت لسانه ويصمت فالشمس قد غلبت الغربال . ومن حق هؤلاء العراقيين أن يتمتعوا بالديمقراطية أسوة باخوتهم العراقيين الاخرين الذين نزلت عليهم رحمة الديمقراطية بالطريقة المعروفه لنا جميعا بعد أحتلال العراق عام 2003 ببرشوتات المارينز كملائكة رحمة وفقا لطروحات الاعلام المتامرك في زمن الاحتلال الامريكي على الاقل وليسوا قتلة ومغتصبين و شذاذ آفاق.!!

 

وكوني أحد قراء العديد من المواقع والصحف الديمقراطية جدا  وحصل لي شرف المشاركة في تحرير بضعة أسطر فيها خلال السنوات القليلة المنصرمة عندما غمرتني نعمة ديمقراطية الموقع او الصحيفة وسمح بنشر هذه السطور فاني أعلن أمام الجميع ان هذه المواقع والصحف تعطي الديمقراطية كاملة غير منقوصة الا لهؤلاء العشرة ملايين عراقي بما يجعلهم في أحدى خانتين :

 

الاولى : انهم ليسوا جزءا من نسيج العراق الأجتماعي والسياسي  وفقا لقياسات  هذه المواقع والصحف وقنوات الفضاء. هذا يعني بصريحة العبارة ان هذه القنوات الاعلامية تؤمن بقانون الاجتثاث الامريكي الصهيوني الفارسي وتقدسه وتنفذه بحذافيره. ونحن نرى بروح ديمقراطية شفافة ان الولاء لاي قرار من هذا النوع جاء بعد الاحتلال ونتيجة له يعبر عن خيانة للعراق وللامتين العربية والاسلامية.

 

الثانية : انهم لا يستحقون أن تمنح لهم ديمقراطية ابداء الرأي بما حصل ويحصل في بلدهم أو ما يخص حياتهم وما يواجههم في ظل الاحتلال وديمقراطيته الطائفية والشوفينية.

 

سيقول لي قائل ان هؤلاء الملايين العشرة لا يعرفون معنى الديمقراطية وانهم قتلوا وشردوا وظلموا وهدموا وووو....الخ. وأنا لن ادافع بالضد أو النقيض لهذا السيل الجارف من الاتهامات التي أتخمنا بها زمن الاحتلال وصارت الان وبعد سبع عجاف مضين من زمنه المدمر مثار نكتة وطرفة على لسان كل العراقيين الا اللهم بضعة الالاف الذين تجندوا ليديروا دفة الحكم تحت حراب المحتل ومعهم بضعة الاف أخرى من المنتفعين وعشاق الديمقراطية تحت حكم الاحتلال لانها حققت لهم هدف نحر النظام الوطني العر اقي ليس الا . ولكنني أقول : ان أهم سمة في الديمقراطية كما تعرفون هي الموضوعية في الحكم والتعامل والتعاطي مع مفردات حياة الانسان والأوطان . وهذه الموضوعية تقول ان كل الافكار التي تطرح هنا ويتم قبولها وتداولها بديمقراطية رائعة هي لاطراف وأفراد يقتلون ويهجرون ويشردون ويعتقلون ويغتصبون يوميا ليس بشهادتي او ادعائي انا المنتمي الى الملايين العشرة بل بشهادات يومية من كتاب ومنظري هذه القنوات الاعلامية على اختلاف منابعهم وروافدهم الديمقراطية .

 

 فلماذا يهمل أي موضوع نرسله الى هذه المواقع والصحف لمجرد احتواءه على عبارة ( الحكم الوطني ) أو القيادة الوطنية أو حزب البعث العربي الاشتراكي أو اسم أحد قادته الشهداء أو الاسرى عند الاحتلال وأزلامه؟

 

الجواب الذي نعرفه يقينيا ان أجهزة الأعلام المختلفة في زمن ما بعد الغزو والاحتلال قد خضعت لمنطق شيطنة النظام الوطني وقيادته السياسية وحزب البعث العربي الاشتراكي الذي فرضته أميركا المجرمة. وان هذه الاجهزة قد أخذت على عاتقها تغييب أي صوت يعلن رفضه للاحتلال ان كان هذا الصوت بعثيا أو مواليا للنظام الوطني . وأخذت على عاتقها تشويه المقاومة الوطنية العراقية وتحميل هذه المقاومة مسؤوليات قتل العراقيين المجانية التي تمارسها عشرات الاطراف التي جاءت مع الاحتلال أو المستفيدة من وجوده محليا واقليميا. وبهذا الوصف فجميع أجهزة ما بعد الغزو غير ديمقراطية البتة بقدر كونها حاقدة ومدفوعة الثمن او مخدوعة وضائعة في تيه الامواج المتلاطمة لادوات الغزو والاحتلال وهي ليست شريفه ولا أخلاقية باي حال من الاحوال, أي انها ليست ديمقراطية.

 

ان البراهين الميدانية التي أثبتت فشل أميركا والتي يعترف بها الامريكان أنفسهم ويعترف بها جميع أطراف العمالة والخيانة عندما يهاجم أو ينتقد سواه من أزلام الاحتلال ليجد موقف مديح أو تلميع صورة له على حساب غيره تجعل الجميع في السنوات الخمس الاخيرة امام مراجعة لا مناص منها ان كانوا حقا يؤمنون بحقوق العراق وشعبه الثابته والتي سلبها الغزو وازلامه.

 

نحن لانفهم مثلا لم يحق لاي طرف من الاطراف التي تكتب في هذه المواقع والصحف أن يشتم أو ينتقد أو يخون أو يجهل أو يقزم الاطراف الاخرى كما يحصل بين الاطراف الطائفية الشيعية مع بعضها البعض والسنية الطائفية مع بعضها البعض وبين هذه وتلك مع الاحزاب الكردية العميلة .... في حين يحرم على طرف عراقي آخر تعرفون انه موجود ككائن حي يتحرك وينمو ويمارس حياته كاملة رغم أدوات الموت ... لم يحضر على البعثيين ان يتمتعوا بهبة أميركا للعراقين؟

 

الجواب طبعا واضح هو ان أجهزة الاعلام في الزمن المتامرك قد قررت أن تغييب  صوت هذا المكون الايديولوجي الحر الثائر رغم انها تحتضن كل الاسماء التي ثبت عليها انها قاتله ومجرمه وسارقه لاموال الشعب وساقطة في أحضان الاجنبي من المنطقة الغبراء وحتى أبعد نقطة على المعمورة .... وبهذا فهي ليست  ديمقراطية !!

 

لماذا ينطلق عنان كتاب  في ما يوصف ببساطة بانه غريب  سامج ومقزز ومقرف على مسامع خلق الله من الاسماء والموضوعات في كل نشراتها وطبعاتها تقريبا في حين يحرم ويحضر نشر مقال يتحدث عن بطولات المقاومة العراقية الباسلة وفصائلها البطلة؟ هل لان قنوات اعلامكم هذه تخضع خضوعا كاملا لارادة الاحتلال وعملاءه؟ اذن أنتم لستم ديمقراطيون فضلا عن كونكم لاتقدرون المعنى الحقيقي للوطنية.

 

اذن انتم لستم ديمقراطيين ولستم أحرارا ... كما تدعون .. لان الاجتثاث أمريكي ومن يخضع له فهو خاضع لارادة الشيطان ولمنطق القوة الغاشمة والاجرام المجنون .الا اذا كنتم ترون في أميركا وأدواتها بانهم ملائكة ومصلحين وأهل ذمة وضمير وانتم بهذا تخالفون حتى قناعات الامريكان بانفسهم, على الاقل في موضوع غزو العراق واحتلاله, الذي ثبت وأعلن اميركيا انه خطأ وأثم كبير  وليس بناءا على قناعاتنا نحن فقط أحرار العراق .  

 

ان من يتبع أميركا وأعوانها لا يمكن أن يوصف الا بانه ظال وفاسق ومنحرف ولا يجيد قراءة حرف واحد من حروف الديمقراطية. ومن يؤمن باية قناعة أميركية لايمكن أن يوصف الا بانه بعيد عن الله وعن الانسانية. وان من يرى في أية خطوة تخطوها أميركا على انها خطوة ايجابية فهو انسان غارق في السلبية. اميركا وعملاءها وما فرخه الاحتلال الى زوال يا دعاة الديمقراطية وانتم قبل غيركم تدركون ان معاداة البعث طبقا لارادة أميركا وتحالفاتها وأدواتها ومعاداة المقاومة العراقية الوطنية والقومية والاسلامية لن يغير من حقيقة الحال شئ من البعث موجود ويحرك الكثير من تفاعلات الواقع العراقي بنضاله وجهاده وان المقاومة الباسلة موجودة وغيرت كل موازين وتوازنات القوى. والشمس ياسادة لا تحجب بغربال وتغميض العيون عن طلوع فجر غد قادم لا يوقف اشراقة شمسه أبدا. وتذكروا رسالة رب العزة سبحانه ان الزبد يذهب جفاءا وان ما ينفع الناس هو ما يمكث في الارض. وانه لبيان يقين ان الديمقراطية هي حق الجميع في ابداء الراي والتعبير عن المواقف حتى لو كانوا ممن مزقتهم بتكات الهمرات لكي تبعدهم عن قيادة العراق والامة الى الصيرورة التي بدات عام 1968 في العراق.

 

أ.د. كاظم عبد الحسين عباس - أكاديمي عراقي





الاحد٠١ رجــــب ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٣ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة