شبكة ذي قار
عـاجـل










حزب البعث العربي الاشتراكي هو نتاج اليقضة الفكرية القومية  ، وهو الاستجابه الحية لكل الاماني والتطلعات المشروعة للامه ، وهو الدواء اللازم للعلل والامراض التي زرعت في جسم الامه  ، وهو  النافذة التي تطل من خلالها الامه على الزمن القادم بكل ارهاصات التحرر والانطلاق وامتلاك مقومات البقاء والنهوض ، بل هو العنوان الكبير لمعاني الانبعاث الرسالي للامة ترابطا ايجابيا فيما بين ماضيها التليد وحاضرها بصراعاته والجهادية الواعية لابنائها والمستقبل باشراقاته التي تجسدت جميعها في نظرية الوحدة والحرية والاشتراكية بفهمها العربي من حيث طريق التطبيق والخصوصية التي لابد من الوقوف عندها استشراقا للعمل اللاحق وفق واقعية الربط فيما بين الانسان والزمن والحاجه ، وبهذا التصور كان البعث هو مكمن الخطورة على اجندة كل الطامعين المتخاذلين المترددين المستسلمين لضعفهم الايماني وعدم امتلاكهم قوة المقاومة والمطاوله وهنا لابد من التصدي من قبل كل هؤلاء لهذا المارد الذي يحمل في ذاته سر قوة الامه واقتدارها  ، ولابد من عدم اعطائه الفرصة التي تجعله قريبا من  ابناء الامه بالشكل المباشر من خلال التجربة  الحية التي يطبق مضامينها على ارض الواقع ليحصل الانقلاب الجذري والشامل في الامه لتولد من جديد  وهنا لايعني التجرد من  الماضي بل لابد وان يكون  مؤشرات القوة فيه حاضره في ذهن البناة الحقيقيين ليتلمسوا  التطلع الذي له يطمحون وهو بناء المجتمع العربي الديمقراطي الاشتراكي الموحد المتطلع الى تحقيق البعد الانساني لرسالته الخالده لما تجسده من ادراك لالتقاء ارادة الثوار والاحرار الهادفين الى التحرر والانطلاق بشعوبهم واممهم الى  شواطى الامن والامان والعطاء وبهذا الفهم تأخذ الانسانية بعدها النقيض للعولمة التي يراد منها وبها الالتحاق بركب الحضاره التحاقا" مجردا وبلا هوية يعتز بها  وتميزه ، ومراجعة سريعة للواقع العربي منذ انهيار الدولة العربية الاسلامية ولليوم  نتلمس حجم التحديات التي تتعرض لها الامه ان كانت على مستوى الاحتلال او الاقتطاع او النهب المبرمج لثرواتها ومواردها وهنا لابد من التركزعلى اهم تحدي تعرضت له الامه الا وهو  الادواة التي تنطق باسمها ولكنها بعيدة كل البعد عنها وعن حاجاتها ، بل انها المعول الذي يهد كل بناء تحقق بفعل الدور الريادي للفرد العربي فافرز الواقع العربي من يدعون العروبية ولكنهم من مقوضيها والناكرين لها بل يمارسون التغييب للفكر القومي النهضوي في الامه ويدعون للاستسلام لارادة الغير لان الامه لاتمتلك مقومات  التصدي والصمود بل اخذ الكثير منهم التمادي على التاريخ العربي ويعلنون الندم على الزمن الذي كرسوه للدعوة الى التوحد والتغيير ، بل تجاسر منهم الى القول وبدون أي حياء وخجل بان الامه ماهي الا مجموعة من الافراد الذين لايدركون الاشياء الا ما ملىء الكروش واشبع الملاذ وهنا  خطورة الارتداد لان هؤلاء يمهدون الى نكران التاريخ والامجاد والدور الريادي الحضاري للعرب وحقيقة هؤلاء وبدون تجني ماهم الا  انصابوا باحد الدائين اما التفرس ولكنهم بقوا يرتدون الثوب العربي او  الانتقال الى عالم بلا هوية للضعف الذي يحيط بهم من حيث الترابط والجذور ، وبرزت هذه النماذج على الساحة  ماقبل ومابعد الغزو والاحتلال الذي تعرض له العراق  عام 2003 وشهدت لهم القنواة الفضائيه  الكم الهائل من الدعواة والابداعات الارتدادية  والنكران المجحف  للدور العربي لانهم  مكلفون اساسا الى تعميق الرؤية التي تدعوا الى انسلاخ العراق من محيطه العربي وهذا ما تمكن منه من يدعون كتبة الدستور

 

الهجمة التي تتعرض لها الامه لم تكن فقط في موضوع الهيمنة المطلقه على مقدرات الامه  بل استهداف الامه بتأريخها وحضارتها وانسانها الذي يعده البعث قيمة من القيم العليا التي تفعل فعلها في حياة الامه ونموها واقتدارها ، ومن اجل الوصول الى ماهم عليه عازمون لابد من  القيام بافعالهم  ان كانت تغيير في المناهج وعدم التركيز على ما ينمي الروح الوطنية لدى الفرد او  كتابة النقيض الذي يجعل الفرد في تيه وفي النهاية يتحقق الانقطاع فيما بينه والتاريخ الذي هو ركيزته في الانطلاق واتخاذ القرار الذي يجسد روح المواطنة عنده اضافة الى اظهار القوميات المتواجده ضمن المحيط العربي  كونها قوميات تتعرض للاضطهاد والتهميش ولابد من تقرير مصيرها تجنيا" على الحقيقة التي  تعيشها تلك القوميات كونها الشريك الفاعل في  الحياة اليومية ان كان على مستوى مشاركتها بجملة الفاعاليات اليومية او ممارسة حقوقها الثقافية والسياسية ولخير مثال على ذلك التجربة العراقية المتجسده ببيان 11 أذار والحل الديمقراطي الوطني للقضية الكردية والتي تعد التجربه الرائدة  للبعث في هذا الميدان النموذج المحتذى به من الدول الهادفه الى انصاف مكونات شعبها ، وان الفعل الذي قامت به دولة الغزو والاحتلال امريكا وعملائها هو التأسيس لقاعدة التفتيت والتقسيم للمقسم وصولا الى  الغاء الهوية الوطنية للشعب العربي كل ضمن القطر الذي هو فيه  فالسودان ومايفعله المرتدون لتقسيمه واشضيته والصومال وما حل بها وتوسيع دائرة الانفصال في الجنوب اليمني المتناغم مع نوايا الحوتيين وارتباطاتهم  وما يثار هنا وهناك في المغرب العربي وقد تمادى البعض في الطعن بعروبة بعض ابنائه ، وكل هذا وكما قلنا يصب في الهدف الاساس الذي يجسده مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعمل على  تحقيقه  اطراف التحالف الشرير الامبريا صهيوني صفوي ومنتيجته انهاء  الامه كوجود وتفتيت الوطن العربي الى  دويلات مضافه تتناقض مع الواقع الحقيقي للامة والوطن

 

مضاف الى ذلك الكم من القنواة الاعلامية  الطائفية والقومية المتعصبه التي تضخ الافكار التي يراد منها تسميم الفكر لدى الفرد العربي وخاصة الجيل الذي ولد في اجواء الهجمة الشرسة المشنة على الامه كي تتعمق في ذاته حالة الانعزال عن واقعه الوطني والقومي ليصبح بلا هوية تمكنه من القدرة على الوقوف امام التحديات التي تعصف به لمصلحة اعداءه والذين هم اعداء الامه بجماهيرها ، أو طرح المسار التأريخي للامه بانه لايتوافق مع مصلحة الامه ذاتها وبهذا يتمكنون من النيل من رموز الامه والمراحل التحررية التي مرت بها ان كانت متصديه او عاملة من اجل النهوض بما تتمكنه ، وجملة هذه المواقف تتطلب من  قوة التأثير  والقيادة نحو التحرر والسيادة الكامله الاصرار على المنهج الذي اتخذته اسلوبا ووسيلة للوصول الى اهدافها السامية و طرح الاسلوب المناهض لما يراد ان يرسخ من خلال جملة الفعاليات والانشطه المباشرة او غير المباشره واستثمار كل ما يتاح للوصول الى الاهداف المرسومة على ان يكون اسلوب المكاشفة مع الجماهير  ومصارحتها هما الوسيلة الاساسيه التي تنقل الفرد والجماعة في ان واحد الى موقع متقدم من القدرة على النهوض بذاته وتحقيق ما مطلوب منه بكل ايمان وقناعة واعية

 

  

يتبع لاحقا"

 





الخميس٢٧ جمادي الاخر ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / حزيران / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب زامــل عــبــد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة